23-يونيو-2022
أشار ميقاتي إلى أنه منفتح على جميع الطوائف اللبنانية (Getty)

أشار ميقاتي إلى أنه منفتح على جميع الطوائف اللبنانية (رويترز)

قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف، نجيب ميقاتي، إنه مهتم بأن تكون حكومته معبرةً عن جميع أطياف المجتمع اللبناني، مضيفًا في حوار خاص أجراه "التلفزيون العربي" وبُث مساء الخميس، أنه لم يكن يسعى لهذا المنصب، ولكنه كُلف به وسيقوم بواجبه. ويأتي الحوار عقب تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة بعد حصوله على أصوات 54 نائبًا من أصل 128.

ميقاتي: سأسعى للحصول على ثقة كل نسيج المجلس النيابي، لأن الحكومة يجب أن تكون ميثاقية، والدستور يوجب أن يتم  توزيعها طائفيًا

وبشأن عدد النواب الذي حصل علي تأييدهم، وهو أقل من النصف،  أشار ميقاني أن "هذا ليس له علاقة في الثقة، عندما أشكل الحكومة سأخد ثقة مجلس النواب ومطالب الكتل النيابية"، مضيفًا أنه سيسعى للحصول على ثقة كل نسيج المجلس النيابي، "لأن الحكومة يجب أن تكون ميثاقية، والدستور يوجب أن يتم  توزيعها طائفيًا". وأشار ميقاتي إلى أنه منفتح على كل الطوائف اللبنانية من دون أي تحفظ، ورغم ذلك، أشار إلى غياب أي تواصل بينه وبين قائد التيار الوطني الحر جبران باسيل، مستدركًا: "مع ذلك، لا أرى أن هناك أي مشكلة معه". فيما أشاد ميقاتي بعلاقته مع الرئيس اللبناني عون.

وجاء حديث ميقاتي بعد امتناع نواب التيار الوطني الحر عن تسمية مرشح لرئاسة الحكومة، رغم تسميته من قبل نواب حزب الله حليف باسيل. كما أن تصريحات ميقاتي التي تبدو منفتحة على جميع الأحزاب، تأتي أيضًا مع امتناع حزب القوات اللبنانية وبعض نواب المعارضة الجدد تسمية أي مرشح لرئاسة الحكومة، ومع دعم نواب حزب الكتائب والحزب الاشتراكي ونواب آخرين سفير لبنان السابق في الأمم المتحدة نواف سلام.

وقال ميقاتي خلال الحوار إنه سيبدأ الاجتماعات البرلمانية اعتبارًا من الإثنين، من أجل إتمام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، مبينًا أن هناك حاجة لقرارات استباقية من أجل إتمام هذا الاتفاق، من بينها ضبط تحويل الأموال للخارج. مضفيًا "أننا سنعمل على منح الموظف اللبناني راتبًا يضمن له العيش الكريم"، رغم إشارته إلى أن الحكومة غير قادرة على تعديل رواتب القطاع العام ما لم يكن هناك موارد كافية لدى الدولة اللبنانية، مشيرًا إلى إمكانية فرض المزيد من الضرائب دون أن تمس السلع الأساسية واليومية.

وفي ما يخص الملف الأبرز لبنانيًا على المستوى الخارجي في الآونة الأخيرة، وهو ملف الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية المتنازع عليها مع إسرائيل، كشف ميقاتي في حواره مع "التلفزيون العربي" عن عرض قدّم للوسيط الأميركي، عاموس هوكشتاين، لافتًا إلى عدم إمكانية التراجع عن العرض. ووصف العرض بالمقبول، دون أن يفصح عن تفاصيل، رغم ذلك أوضح إلى أن العرض تم التوافق عليه بينه وبين عون وميقاتي. وبيّن أن الوساطة الأمريكية هامة من أجل التمكن من التوصل إلى اتفاق إطار مع إسرائيل، وأن لبنان لم يحصل على رد حتى الآن من الوسيط.

وعبر ميقاتي عن رغبة لبنان باستخراج الغاز من البحر المتوسط، وعدم رغبتهم في الذهاب للحرب وبالحفاظ على أقل قدر ممكن من التوترات. وحول موقف حزب الله من ملف الغاز الذي سبق وأن لوح بالتصعيد عدة مرات، أكد على أنه يدعم قرار الحكومة اللبنانية وجوابه لم يكن سلبيًا بخصوص ما قدم للوسيط الأمريكي، لافتًا أن حزب الله يعي ضرورة استخراج الغاز من المياه الإقليمية.

وحول المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، أشار إلى أنه أبلغ وزير العدل بملاحقة حسن مرعي وحسين عنيسي فور أن يتبلغ لبنان رسميًا بقرار المحكمة الخاصة بالحريري.

أما فيما يخص اللاجئين السوريين في لبنان، فقد أشار إلى أن لبنان "لا يستطيع الانتظار حتى انتهاء الأزمة في سوريا لإعادة اللاجئين"، لافتًا إلى أن لبنان "يعيش في أزمة ومضطرون لاتخاذ إجراءات بخصوص اللاجئين السوريين". وبصورة إشكالية تتماشى مع خطاب عنصري معادي للاجئين تطور في لبنان في الفترة الماضية، تحدث ميقاتي عن نسبة جرائم عالية للسوريين وممارسة التسول، كما عبر عن تخوفه من التغيير الديمغرافي. واستكمل حديثه بالتطرق لقرارات العفو الصادرة عن النظام السوري، معتبرًا أنها يمكن أن تساعد في عودة اللاجئين السوريين. وقال إن من لا يحمل إقامة أو إجازة عمل يجب ترحيله مع مراعاة حقوق الإنسان وتجنب الخطر الذي يمس الحياة، وإن هناك خطة عمل سيتم وضعها الأسبوع القادم.

بطريقة إشكالية، تحدث ميقاتي عن نسبة جرائم عالية للسوريين وممارسة التسول، كما عبر عن تخوفه من التغيير الديمغرافي

وحول اجتماع سيعقد للقيادات السنية في لبنان مع السفير السعودي الأسبوع القادم على أثر قرار اعتزال رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري العمل السياسي، تحدث ميقاتي باقتضاب قائلًا: "لا أريد الدخول في السياسة، لكن ما تقوم به السعودية هو من أجل مصلحة لبنان والسنة فيه، وهدفها أن لا يشعر السنة باليتم، وأن تحافظ عليهم وعلى لبنان".