08-نوفمبر-2021

(Getty Images)

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، مقاطع فيديو وصورًا تظهر انخفاض منسوب المياه في سدّ وادي الموجب، الذي يقع في محافظة الكرك جنوبي البلاد، ويتّسع لحوالي 30 مليون م3 من المياه، ويُستخدم للشرب والري والصناعة.

 كما أظهرت الصور نفوق كميات كبيرة من الاسماك بسبب انخفاض منسوب المياه، في الوقت الذي يتخوّف الأردنيون من أن تجفّ المياه في وادي الموجب، كما كان الحال مع سدّ والة الذي جفّ خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي، ما يهدّد الأمن المائي بشكل جدّي، في بلد يعاني من قلة الأمطار والضخ الجائر للمياه، في ظلّ غياب الاستراتيجيات الحكومية التي من شأنها الحدّ من التدهور في مستويات المخزون المائي في الأردن.

وزير المياه الأردني السابق حازم الناصر، قال خلال حديث تلفزيوني إن الوضع المائي حرج في الأردن، وليس هناك أمن مائي، متوقّعًا أن تجفّ السدود المتبقية في المستقبل، في ظل الحديث عن ضعف في الموسم المطري القادم، وأشار الناصر إلى أن الأردنيين مقبلون على أيام صعبة، بسبب انعدام الحلول، وغياب المشاريع المائية. فالمياه السطحية في السدود تشكل مصدرًا أساسيًا من احتياجات الأردنيين من المياه، سواء ما كان لأغراض الزراعة أو الشرب. 

في أبرز التغريدات التي تناولت قضية الجفاف في الأردن، أشارت الباحثة المتخصصة في شؤون المياه والري الدكتورة مها الزعبي، إلى أن نسبة الجفاف ارتفعت في الأردن في العام 2021 بسبب التغيّر المناخي، ونشرت صورًا وصفتها بالمفجعة تظهر شحّ المياه في سدود الموجب، والة، والملك طلال، وسألت الزعبي : " ماذا بعد ؟"

بدوره رأى المغرّد محمد كساسبه أن أسباب جفاف السد وإيجاد الحلول لها، ليست مشكلة المواطن، فهو " دفع ضرايب وفاتورة مياه ومسؤولية الدولة توصل المي لباب بيتي. هيك خاطبوهم لا تكونوا أنتم مصدر الحل لهم."

https://twitter.com/m_kasasbeh1/status/1457439346718543873?s=20

من جهته، نشر المهندس الزراعي صهيب عياد، صورةً تظهر الجفاف الكبير في أجزاء من سدّ الموجب، ووصف المنظر بالمبكي وقال: " لا يوجد للآن أي مؤتمر أو تصريحات أو اجتماع على مستوى الاردن أمام الناس تناقش وضع الاردن المائي والحلول الموجودة … اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

 

الكاتب عمر عليمات قال إن أزمة المياه في الأردن ليست وليدة الصدفة، أو نتيجة موسم جفاف وسينتهي، بل معضلة متجذّرة منذ سنوات طويلة، والجميع دق ناقوس الخطر منذ عقدين باعتبارها مشكلة أمن وطني إلا أن لا استراتيجية وضعت ولا حلولاً لترشيد الاستهلاك طبقت.

الناشطة عطاف الرضوان دعت إلى تأجيل المعارك الجانبية والشخصية لأن الأردن أمام مشكلة كبيرة اليوم، وعدّدت السدود المهدّدة بأن تجفّ اليوم، من بينها سد الملك طلال الذي يغذّي 75 % من غور الأردن سلة الأردن الغذائية.

أما الناشط علاء ملكاوي فقال في تغريدة إن جفاف السدود يعني القضاء على الثروة السمكيّة في الأردن ونفوق ملايين الأسماك، وذكر أن هذه الأزمة لا تفيد سوى "إسرائيل". 

يذكر أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يصنّف الأردن ضمن أكثر بلدان العالم جفافًا في العالم، ويذكر البرنامج عبر دراسة نشرها عبر موقعه على الإنترنت، أن ندرة المياه في الأردن هي من أهم العوائق في وجه النمو في البلاد، فالماء هو عامل بالغ الأهمية للصحة والتنمية والبقاء، بالإضافة إلى دوره في إنتاج الغذاء. وتشير الدراسة إلى أن حصة المواطن الأردني من المياه انخفضت من 3600 م3 في العام 1946، إلى 143 م3 فقط متوقّعة في العام 2022، وهي أقل بكثير من خط الفقر المائي المقدّر ب500 م3 للفرد الواحد.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

سيّدة أردنية تموت "قهرًا".. تفاعل واسع مع القضية ومطالبات بتحسين ظروف العمالة

أحزاب أردنية: مخرجات اللجنة الملكية تهدف إلى تجريف الحياة السياسية