22-أكتوبر-2018

حظيت مونيكا بمولود سليم ومعافى (Getty)

الترا صوت- فريق التحرير

رغبت مونيكا رايلي، المصابة بفرط البدانة المرضي يومًا في أن تصبح الامرأة الأكثر بدانة في العالم، حيث كانت تتناول أكثر من 10 آلاف سعرة حرارية يوميَّا في محاولة منها لتصبح غير قادرة على الحركة.

تتناول مونيكا رايلي أكثر من 10 آلاف سعرة حرارية في اليوم! 

أرادت مونيكا ذات الأعوام الثمانية والعشرين والكيلوغرامات الثلاثمئة أن تصبح بدينة جدا بحيث تلازم الفراش أبدًا تحت رعاية "سيد" خطيبها ومزودها بالطعام. 

مونيكا رايلي

ولكن، بعد معاناتها من الإجهاض المتكرر، قررت مونيكا الحامل للمرة الثالثة الآن تغيير أسلوب حياتها للمحافظة على حملها الحالي أملا في أن تصبح أمًّا.

وقالت مونيكا: "في فترة ما في حياتي، أردت حقّا أن أكون الامرأة الأكثر بدانة في العالم، أردت أن أبقى طريحة الفراش وأن آكل دون توقف. ولكني الآن حامل، أظن بأن علي أن أصحو".

وكانت مونكيا قد عزمت على محاربة شحمها ففقدت ما يقارب 90 كيلوغرامًا في غضون عشرة أسابيع فقط، ليصبح وزنها 226 كيلوغرامًا.

وقالت أيضًا: "أريد أن أكون نشيطة مع طفلي، أريد أن أكون قادرة على النهوض والانخراط معه في كل الأمور. لن تتمكن من ذلك إن كنت غير قادر على الحركة أصلا".

اكتشفت مونيكا بأنها حامل للمرة الأولى في الصيف الماضي، كان الخبر صادمًا بالنسبة لهما، إلا أنهما كانا في غاية السعادة لأن يصبحا والدين.

ولكن مونيكا كانت آنذاك قد بلغت أقصى وزن لها، 320 كيلوغرامًا تقريبا، ولم تتوقف بعد معرفتها بخبر الحمل عن تناول الطعام بالكميات الكبيرة التي اعتادت عليها، غير مدركة للضرر الذي قد يسببه ذلك للجنين.

وبعد أسابيع قليلة من معرفتهما بهذا الخبر السّار، تبددت آمالهما حين أظهرت الصور والفحوصات أن الجنين قد فقد إحدى ذراعيه والجزء السفلي من جسده.

لم يكن من الممكن أبدًا أن يبقى ذلك الجنين على قيد الحياة لذا أُعطيت مونيكا الأدوية اللازمة لإنزاله.

استمر الشريكان مونيكا وسيد في محاولتهما لحدوث حملٍ جديد، وبعد عدة أشهر، أدركت مونيكا بأنها حامل للمرة الثانية. ولكن المؤسف أنها أجهضت هذه المرة أيضا بعد نزيف غزير بدأ معها في ليلة عيد الميلاد عندما كان عمر الجنين 14 أسبوعًا.

مونيكا، من مدينة تكساس، قالت: "أصابني اكتئاب شديد وبكيت كثيرًا، ولكن كان علي أن أضع كل ذلك خلفي وأن أمضي قدماً، تظاهرت بأن كل هذا لم يحدث".

كانت مونيكا تأكل في اليوم الواحد ست كعكات، وستة أصابع من النقانق، ووعاء كبيرًا من رقائق الذرة، ومشروبين لزيادة الوزن، وأربعة ماك تشيكن، وأربعة دبل تشيز برجر، وبطاطا من الحجم الكبير، وثلاثين قطعة من "الناغيت"، وجالونًا من الآيس كريم

حمّلت مونيكا نفسها مسؤولية الإجهاضات المتتالية، وبعد أن عرفت بأنها الآن مصابة بمرض السكري من النمط الثاني بسبب حجمها، قررت هي وسيد أن يؤجلا خططهما في الإنجاب.

وفي آذار/مارس، صُدم الشريكان بنبأ حمل مونيكا للمرة الثالثة. انقطعت الدورة الشهرية عند مونيكا منذ حادث الإجهاض الأخير، فظنت أنه لا تحصل عندها أي إباضة مما لم يدفعها إلى استخدام أي وسيلة لمنع الحمل.

وقالت مونيكا" أظن بأن لوزني علاقةً بما حصل معي، لا يوجد دليل طبيّ قاطع ولكني أعتقد بأنّ الجنين سيكون أقوى لو كنت أعيش نمطًا صحيًّا. أعترف بأن عاداتي الغذائية مخيفة، أشعر بالذنب حيال الإجهاض، وأعرف أنه كان بإمكاني إحداث تغيير ما، فقد قيل لي طوال حياتي بأن علي أن أنقص من وزني بشكل عاجل ولكن مع مرور الأيام يفقد الأمر أهميته، كنت أظن بأن كل شيء سيكون على ما يرام.

وتضيف: "عندما علمت بأمر الحمل هذه المرة، خفت كثيرا وشعرت بالكثير من التوتر لأنني أعرف بأن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن تتغير. لا أريد أن أخسر طفلا آخر ولم أكن أدرك خطورة أن تصبح امرأة بهذه الوزن حاملًا من قبل. أريد أن أعيش حياة صحية تكفل لطفلي أن يستمر بالنمو."

"تغيرتُ كثيرا، قال لي الأطباء بأن علي فقدان الكثير من الوزن وسيد يشجعني كثيرا. فأنا الآن آكل بطريقة مختلفة وأمارس الرياضة والمشي على الرغم من صعوبة الأمر كوني ما زلت ثقيلة جدا."

كانت مونيكا تأكل في اليوم الواحد ست كعكات، وستة أصابع من النقانق في شطيرة من الخبز، ووعاء كبير من رقائق الذرة، ومشروبين لزيادة الوزن، وأربع سندويسات ماك تشيكن، وأربعة دبل تشيز برجر، وبطاطا من الحجم الكبير، وثلاثين قطعة من الدجاج المقلي "الناغيت"، ومعكرونة الجبنة، وقطعة من التاكو، وجالون من الآيس كريم.

أما الآن فغذاؤها الرئيسي مكون من السلطات الصحية والخضروات المسلوقة مع صدور الدجاج، وتمارس المشي باستمرار.

لم يكن هذا التغيير سهلا بالنسبة لمونيكا حيث تقول: "الحمية صعبة جدا، عشت تحديّا كبيرا وبكيت كثيرا، الطعام بالنسبة لي إدمان، تماما مثل إدمان المخدرات أو الكحول."

وتخشى مونيكا من أن تفقد شريكَها سيد لأن وزنها هو ما جذبه إليها في البداية، إلا أنها واثقة بأن تكوين أسرة وتربية طفل معا سيقوي من علاقتهما ببعضهما ويزيد من الحب والألفة بينهما.

أما سيد فيقول: "لم أحبّ مونيكا بسبب وزنها فقط، أحببتها كإنسانة بكل صفاتها، ولا يهمني الآن لو أصبحت نحيلة جدا."

وأوضحت مونيكا عزمها في مواصلة خسارة الوزن حيث قالت" سأستمر في ذلك، لكني أعرف بأني لن أصبح نحيلة، وليس لدي رقم واضح أريد الوصول إليه. الموضوع الآن يتعلق بالصحة أكثر من تعلقه بالوزن. المهم الآن هو أن الحمل على ما يرام، وطفلي له نبضات قلب قوية."

وعن مستقبل طفلهما قالا: "سنشجعه على على الأكل الصحيح عندما يكبر، لا نريده أن يفكر بالسمنة أو النحالة، نريده أن يكون صحيحًا ونشيطًا وسعيدًا، وهذا أهم ما في الأمر.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"البدانة المميتة".. السمنة وراء 12 نوعًا مختلفًا من السرطان

فيديو: توزيع الدهون في الجسم