01-أغسطس-2017

مونيكا بيلوتشي (The Talks)

أجرى موقع The Talks حوارًا مع الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، مناقشًا معها حياتها ودخولها إلى مهنة التمثيل، والدافع وراء اختياراتها كذلك.


  • السيدة بيلوتشي، هل تحصلين على كثير من العمل لأنك جميلة؟

أعرف أنّ الجمال يدعو إلى نوع معين من الفضول. ولكن الجمال لا يدوم سوى خمس دقائق فحسب، إن لم يكن لديك شيء آخر تحافظ به على هذا الفضول، كما قال أوسكار وايلد. وأنا لا أظن أنني وصلتُ إلى مهنة كهذه لمجرد أنني جميلة. فالمُخرِجون لا يستدعونك لجمالك وإنما لموهبتك.

مونيكا بيلوتشي: يظن الجميع أنني غبية لأنني جميلة. لكن الجمال مجرد قناع يرتديه المرء

  • هل سبق أن كان مظهرُك عقبةً أمامك يومًا ما؟

نعم، بالطبع - لا سيما وأنني كنتُ قادمةً من مجال العروض والأزياء. وكانت مشكلتي مشكلةً مزدوجةً؛ فالموضة والجَمال هما أسوأ الأمور الممكنة مع هذه المهنة. إذ يظن الجميع أنني غبية لأنني جميلة. لكن الجمال مجرد قناع يرتديه المرء، وسوف يأتي يوم يُضطر فيه إلى خلع هذا القناع لكي يظهر شيء آخر وراءه. وعليك أن تُظهر هُويتك الحقيقية حتى تُجبر الآخرين على المجيء واكتشافك.

اقرأ/ي أيضًا: ميلا كونيس: لا ترفعك هوليوود إلا لتطيح بك

  • هل هذا هو السبب غالبًا لاختيارك أدوارًا مُبالَغًا فيها؟

ربما نعم.

  • هل لا يزال لديكِ شعور بأن عليك إثبات نفسك؟

ليس للآخرين، وإنما أثبت نفسي لنفسي.

  • حقًّا؟

بالطبع! فأنا بحاجة إلى استكشاف المزيد من الأمور. وإن كان سيأتيني شخص ما بفكرة أو شيء جديد محفوفًا بالمخاطر، فأعتقد أنني سوف أُقدِم عليه إن كنتُ مهتمةً. فأنا أحب نوع الأفلام الذي يستحثَّ فيَّ العديدَ من الأسئلة والنقاشات. ومن خلال تجربتي، في كل مرة أديت فيها دورًا في فيلم من هذا القبيل، مثل أفلام "لا رجعة فيه (Irréversible)، آلام المسيح (The Passion of the Christ)، مالينا (Malèna)"؛ فقد كانت التجربة شديدة الإثارة. أحب أن أستكشف الجانب المظلم من الإنسانية. ولهذا عملتُ ممثلة.

 

  • هل يطيب لك أن تشاهدي هذه الأفلام من وقتٍ لآخر أيضًا؟

كلا، لا يمكنني أن أشاهد فيلمًا واحدًا مرتين اثنتَين. أو ربما يمكنني أن أرى أحد الأفلام بعد مرور سنوات عدة، رأيتُ من قريبٍ فيلم "مالينا"، وكان غريبًا حقًّا أن أراه ثانية. تلزمني سنوات عدة حتى أشاهد فيلمًا مّا مرة أخرى، لأنه من الصعب جدًّا أن يكون المرءُ موضوعيًّا بشأنه. بالإضافة إلى إصابتي بالملل من مشاهدة نفسي.

مونيكا بيلوتشي: أحب نوع الأفلام الذي يستحثَّ فيَّ العديدَ من الأسئلة والنقاشات

  • زوجك فنسنت كاسل ممثِّل أيضًا. ما شعورك عندما تَرينَهُ يتحول إلى شخصية أخرى على الشاشة؟

عندما أشاهد فيلم "مِسرين / Mesrine" أندهش حقًّا، لأنني أجدني أمامَ أداء عظيم بحقٍّ، حتى إنني أنكرتُ أن يكون هو. ومما أدهشَني فعلًا أحدُ المشاهد عندما كان يتحدث مع أطفاله في السجن لم أفكر حينها كيف يتحرك مع طفله، ولكن وبصرف النظر عن ذلك ... كان هذا الأداء العظيم جميلًا حقًّا ومثيرًا للعواطف.

اقرأ/ي أيضًا: أليسيا فيكاندر: الألم الذي يمكنك احتماله يتغيّر

  • هل تناقشان معًا الأعمال والأفلام التي تُعرض عليكما؟

لا يحدث شيء من هذا. يعيش كل من فنسنت وأنا في عالم مختلف عن الآخر. فلا أنا أعرف أصدقاءَه، ولا هو يعرف أصدقائي. ولا نرى الناسَ أنفسَهم. ولكلٍّ مّنا حياتُه الخاصة. ولا نجتمع سوى من آن إلى آخر، حين آتي أنا من عالمي، ويأتى هو من عالمه، لنلتقي معًا. لكننا مخلوقان مختلفان تمامًا. وأنا مستقلةٌ في حياتي، وهو كذلك في حياته مستقلٌ، وهذه هي الطريقة التي تبقينا معًا.

 

  • هل من الصعب عليكما أن تُربّيا أبناءَكما بهذه الطريقة؟

لا.

 

  • هل تدرك بناتكما ما يفعله والداهما بالضبط؟

لا. لكن مؤخرًا قالت لي إحدى ابنتي: "لا يا أمي، أنا أريد أن أكون مثلَكِ. لا أريد أن أعمل. وإنما أريد أن أكون أمًّا، وعندما أكبر سوف تعمل ابنتي". وهذا مثالي لأنها تعتقد أنني لا أعمل. وأضافت أيضًا: الحياة جميلة، دائمًا ما نكون في الفنادق والمنازل، هذا أمرٌ رائع. وأنا سعيدة جدًّا بهذا الأمر. فهذا يعني أنني أكون معها طَوالَ الوقت.

 

  • هل سترغب ابنتك يومًا ما أن تصبح ممثلةً مثلَك؟

لا أرجو ذلك.

 

  • لماذا؟

لأن هذا عمل خاصٌّ أقوم به؛ ولكن لو هي جاءتني وأخبرتني أنها تريد شيئًا محددًا، فلن أعترض، بل أعتقد أنه من الجميل حقًّا أن يكون للمرء شغف بالحياة. وإن كان شغفُها أن تكون ممثلة، فينبغي لها أن تفعل ذلك.

مونيكا بيلوتشي: من الأفضل في أداء هذه المهنة ألا يكون لديك أبوان من نفس الخلفية

  • يعني لكل منهم حرية اختياره الفردية...

أجل، فإما أن تريد هي ذلك، أو لا تريد. فإن كان عندها الشغف فهذا شيء عظيم، لكنها وظيفة صعبة؛ جميلة لكنها صعبة. وسيُفرَض عليها أن تتعامل مع أمور عدة. ومن الأفضل في أداء هذه المهنة ألا يكون لديك أبوان من نفس الخلفية. فَوَالدُ فنسنت كان مُمثلًا كذلك، ولذا لم يكن من السهل عليه أن يعثر على هُويته.

اقرأ/ي أيضًا: إيما ستون: شخصيتي الحساسة لعنة في حياتي

  • هل كانت عائلتك مشابهةً لعائلته؟

لقد نشأت في عائلة مختلفة تمامًا، لذا كان الأمرُ أسهل. ولكن عندما تأتي من عائلة يكون جميع من فيها ممثلين، فإن المقارنة تصبح طبيعيةً للآخرين، ويمكن أن يكون ذلك صعبًا جدًّا بالنسبة لك. وأنا أدرك أن فنست اضطُرَّ للكفاح من أجل العثور على مكانته الحقيقية بسبب والده.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مورغان فريمان.. أسعى لتحقيق السعادة والسكينة

بيتر دنكليج.. لا أعرّف نفسي بناء على حجمي