20-مايو-2017

يقدم الحدود الأخبار بشكل ساخر ومستفز

تحت شعار "نحو مستقبل ما"، يقدم موقع الحدود الأردني أخباره اليومية ويناقش قضايا سياسية واجتماعية على طريقته الخاصة، والجديدة على مستوى الإعلام العربي.

ولأن "الأخبار نميمة منظمة، نحن نستبق الأخبار وننشرها قبل حدوثها"، هذا ما كُتِب في تعريف الموقع. وربما في ذلك جوهر النكتة أو "الخبر". فبين فوضى الواقع وجنونه تبدو أخبار ومقالات موقع الحدود غريبة لا تصدق، وكأن المحتوى قد وجد ليقول للقارئ كل ما لا يتوقع قراءته. حيث نقرأ عناوين مثيرة للضحك والسخرية مثل "جميع شركات البلاد تتآمر ضد شاب تخرج حديثاً وترفض التوسّل إليه للعمل لديها"، "السلطات السعودية تلقي القبض على فتاة كاملة عقل ودين" و"رجل ستيني لا يزال مقتنعًا أنَّ غداً سيكون يوماً أفضل".

يختلف موقع الحدود عن مواقع إلكترونية أخرى بمضامينه الساخرة المتهكمة التي لا يمكن أن يصدقها عقل، والتي تخفي تلميحات متعددة

"مجموعة أشخاص بهدف ما ورؤية فضفاضة، نسعى بشكل حثيث لتعميم مفاهيم السلام العالمي والعدالة الاجتماعية والرقص بالعتمة.. هذا الموقع مخصص للسخرية والكوميديا التي يصيبها السواد أحياناً"، هذا ما جاء في النص التعريفي عن الموقع ربما فيه من السواد ما فيه من التهكم، وداخل تلك الرؤية السوداوية والكوميدية في آن، جديّة ودعوة فعلية للقراءة. ربما كان الرقص في العتمة، على حد تعبير أصحاب الموقع، أسهل من محاولة فهم هذا الواقع وتقبل أخبار السياسة والمجتمع فيه.

اقرأ/ي أيضًا: "اكتب صح".. محاولة جديدة لإنقاذ اللغة العربية في مصر

تُكتب المقالات في الموقع بشكل يومي وبتنظيم واضح في هيكلية الموقع، ولكن ما يختلف عن مواقع أخرى هي المضامين الساخرة المتهكمة التي لا يمكن أن يصدقها عقل، بما في ذلك من قصدية وراء التلميحات التي يقصد بها المحتوى الصحفي والإعلامي المنتشر في الفضاء الافتراضي اليوم. وطريقة كتابة المقالة بشكلها الساخر، يضعها بعيدًا عن مفهوم تعبئة المحتوى، بهدف ألاّ أكتب لأجل الكتابة فقط.

أخبار ساخرة على الموقع

يقول في هذا الموضوع أحد القائمين على الموقع لـ"الترا صوت"، وقد رفض التصريح عن اسمه، وفضل أن نسميه "الحدودي": "الظروف السياسية تجبرنا على ذلك"، ويكمل: "التلميح مقصود جدًا وواضح من خلال صياغة الأخبار واللغة الساخرة التي نكتب بها المواد الخبرية، حتى تلك المعلومات التي تبدو كاذبة للوهلة الأولى يتم تحري الدقة مها، ففي النهاية المكان الوحيد الذي نأخذ منه الأخبار هو المواقع والفضاءات الإخبارية العربية".

وحول طريقة صياغة الخبر الساخر، يقول: "نحاول كتابة النكتة لخلق السخرية من وجهة نظر صحيحة يتقبلها القارئ، حتى لو كان فيها مبالغة، عدا عن ذلك فالكتابة الكوميدية ليست بالأمر السهل، وبعيدًا عن محاولة خلق السخرية والتهكم فقط، هذا النوع من الكتابة يجب أن يكون مدروسًا ودقيقًا، دون كلمة ناقصة أو كلمة زائدة، مما يؤثر على أسلوب السخرية وطريقة خلق النكتة التي سيعجب بها القارئ وتجبره على الضحك، وبالتالي كل مقال يتم العمل عليه لساعات عديدة من قبل عدد من المحررين قبل أن يصل إلى مكان يسمح له بأن يُنشر".

يعتمد موقع الحدود الكتابة الكوميدية ويقدم ورشات عمل لتكريس لغة المقال الساخر وتطويرها

كما وأقام الموقع ورشات عمل متتابعة لمجموعة من الكتاب والصحفيين بهدف تكريس لغة المقال الساخر، وخلق أبعادًا لهذا النوع من الصحافة، التي إن كان لها مكان يجب أن توجد فيه فهو الوطن العربي، حسب البعض. ويردف الحدودي في هذا الخصوص: "ورشات العمل هذه وجدت للبحث عن المزيد من الكتاب، حيث أننا لم نجد على الرّغم من بحثنا اليومي المضني عن الكثير من الكتّاب القادرين على الكتابة الكوميدية بالمستوى والطريقة التي يريدها الموقع. غير أن المحافظة على الطابع التهكمي الساخر جزء من خطة العمل للاستمرار".

ومن فقرات الموقع، "ليتها الحدود" وهو تعليق على مقالات من مواقع ومحطات إخبارية مختلفة، تعتبر في حد ذاتها مدعاة للضحك. من الأخبار المنشورة في هذه الزاوية: "خدش الرونق العام" للقضاء تهمة جديدة تواجه الصحفيين، السعودية قدمت 10 مليارات دولار لإعمار اليمن، موغابي "لا ينام في الاجتماعات بل يغلق عينيه ليريحهما"، ومجموعة من البطاركة الروس يرشون الماء على حواسب الداخلية لحمايتها من فايروسات الفدية الخبيثة.

أخبار ساخرة على الموقع

ما يوجد داخل الخبر من أفكار تجعل منه جزءًا من حكاية أكبر تقوم عليها فكرة موقع الحدود، من مبدأ أن لا حقيقة كاملة ولا خبر كامل، كما ويلعب الجزء التهكمي على تلك الأخبار دورًا بالتلميح ولفت النظر إلى ضرورة البحث الجديّ والقراءة الفعلية لما يتم تناقله من أخبار. يعلق الحدودي: "يهدف الموقع لإطلاع القراء على الأخبار اليومية ولكن من وجهة نظر يراها موقع الحدود حيادية نسبيًا، ومن شأنها تخفيف وطأة وثقل الأخبار السياسية اليومية في العالم العربي. فالأخبار في المنطقة أكبر من قدرة البشر على تحملها".

اقرأ/ي أيضًا: تأكد.. أول منصة سورية لتصحيح الأخبار المغلوطة

ويضيف: "يطرح المشروع سؤالًا مفاده "ما الذي نقرأه اليوم؟" لكثرة الشبكات الإخبارية والمواقع الإعلامية التي ترصد كل يوم عشرات الأخبار وتنشر مئات المقالات في فضاء إعلامي متاح ولكنه غير حر". 

أمّا عن التمويل فهناك عدد من الممولين لموقع الحدود، بالإضافة لاعتماد الموقع على بيع خدماته للشركات، كالحملات الإعلانية وكتابة سكريبتات إلى جانب كتابة مقالات مدعومة من شركات، كما كُتب على صفحة الموقع وعلى هيئة إعلان لا يخلو من الحس الفكاهي والتهكمي إزاء الحالة التمويلية للإعلام العربي اليوم، حيث كتب: "نظرًا لفيض في كمّ الإبداع لدى فريق الحدود، تعلن الإدارة عن تأجير عقول فريق العمل لإنتاج حملات دعائية خلّاقة للشركات المهتمة" وتشمل تلك الخدمات دعاية إذاعيّة، ودعاية مطبوعة، كما ويوفر الموقع مساحات إعلانية للتأجير. وُضع إلى جانب ذلك الإعلان رسم كاريكاتيري يصور رأس إنسان في وسطه لافتة مكتوب عليها للإيجار.

أخبار ساخرة على الموقع

 

اقرأ/ي أيضًا:

"أنا عربي".. قصص مصورة للأطفال المغتربين

"فكرة لسوريا".. بنك للأفكار السورية حول العالم