16-أغسطس-2016

اختطفت نوران حواص منذ ديسمبر الماضي ولا يزال مصيرها غامضًا(فيسبوك)

قصة نوران حواص، التونسية الفرنسية، ومسؤولة الحماية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمختطفة في وسط صنعاء باليمن، منذ كانون الأول/ديسمبر 2015، ليست جديدة لكنها على قدر من الغموض. لا تُذكر نوران كثيرًا في الإعلام التونسي ولا الفرنسي ولا اليمني، لكنها تعود إلى السطح مع كل فيديو جديد لها، ينشره الخاطفون، وهو ما حصل هذا الأسبوع إثر نشرهم تسجيلًا مصورًا جديدًا للرهينة.

لا تُذكر نوران حواص كثيرًا في الإعلام التونسي ولا الفرنسي ولا اليمني، لكنها تعود إلى السطح مع كل فيديو جديد لها، ينشره الخاطفون

واختطفت نوران حواص، الموظفة لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تحديدًا في الأول من كانون الأول/ديسمبر عام 2015، بينما كانت في الطريق إلى عملها في صنعاء، التي يسيطر على جزء مهم منها الحوثيون، إلى جانب موظف يمني آخر، يعمل لدى اللجنة الدولية، أطلق سراحه بعد ساعات من موعد اختطافه. ولا تزال خفايا عملية الاختطاف غامضة إلى اليوم، كما لم يتم الإعلان، بوضوح، عن هوية المُسلحين الذين نفدوا عملية الاختطاف.

اقرأ/ي أيضًا: السطو والخطف.. لهو بمصائر الليبيين

وظهرت حواص، منذ أيام قليلة، في فيديو نشر على موقع "يوتيوب" وهي جاثية على ركبتيها بلباس برتقالي ويقف خلفها مسلح ملثم. تحدثت باللغة الفرنسية لبضع ثوانٍ، ناشدت خلالها الرئيس الفرنسي والملك السعودي والمنظمات الإنسانية للتدخل من أجل إنقاذ حياتها خلال 72 ساعة. ومنطقيًا انتهت منذ يوم المهلة التي حددها الخاطفون لتنفيذ تهديدهم بقتلها إذا لم يتحصلوا على فدية مالية، لكن لا فكرة واضحة عن مصير حواص إلى حد كتابة هذه الأسطر.

اللجنة الدولية للصليب الأحمر.. نبذل كل جهودنا مع التكتم على التفاصيل

إثر انتشار الفيديو الأخير لنوران على مواقع التواصل الاجتماعي، أصدرت الجنة الدولية للصليب الأحمر بيانًا، بتاريخ 11 آب/أغسطس الحالي، اطلع "الترا صوت" على نسخة منه، أكدت فيه أن "نوران حواص هي بالفعل من ظهر في مقطع الفيديو المنتشر حاليًا في وسائل الإعلام".

ودعت اللجنة الدولية خاطفي نوران إلى "إطلاق سراحها سالمة". وأكدت أنها "على اتصال منتظم مع عائلة نوران وأيضًا مع السلطات المعنية داخل اليمن وخارجه". وأعربت اللجنة عن "امتناعها عن التكهن بهوية الخاطفين أو إصدار أي تعليق آخر حول الفيديو"، موضحة: "نحن نبذل قصارى جهدنا لضمان عودة نوران الآمنة، وهو ما لن يسهم فيه التحدث علانية عن التفاصيل". وطالبت "وسائل الإعلام والجمهور بعدم نشر أو مشاركة الفيديو، احترامًا وتقديرًا لنوران وعائلتها".

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أكدت إجلاءها 12 موظفًا أجنبيًا من أصل 264 يعملون في الصليب الأحمر باليمن، لأسباب أمنية في فترة سابقة، محافظة على الأنشطة العادية من توزيع المواد الغذائية والأدوية بنسق طبيعي، حسب تصريحات سابقة لأعضاء اللجنة.

اقرأ/ي أيضًا: القتال خيار طلابي يمني

الخارجية التونسية.. إطلاق سراح حواص من أولويات الدبلوماسية التونسية

لم تلتزم الخارجية التونسية الصمت، إزاء الفيديو الأخير المنشور من قبل خاطفي نوران حواص، وجاء في بيان لها بتاريخ 15 آب/أغسطس الجاري، تحصل "الترا صوت" على نسخة منه، أن "موضوع إطلاق سراح نوران يتنزل ضمن أولويات عمل الدبلوماسية التونسية ومهامها، وتوليه كل الاهتمام والمتابعة، وهي على اتصال مباشر بعائلتها منذ اختطافها".

وورد أيضًا في بيان الوزارة التونسية: "على إثر تداول مقطع فيديو تظهر فيه المواطنة التونسية نوران حواص الموظفة بالمنظمة الدولية للصليب الأحمر باليمن، باشرت وزارة الشؤون الخارجية الاتصال مع هذه المنظمة للتثبت من محتوى المقطع، وضمان عدم تعرّض المواطنة المعنية إلى أي مكروه. كما تم الاتصال ببعثاتنا بعدد من العواصم، خاصة جنيف وباريس للتأكيد على ضرورة حشد المساعي من أجل الإفراج عن نوران في أقرب الآجال". وأضافت أنه "باعتبار حساسية هذا الملف، وحرصًا على الحفاظ على حياة نوران حواص، فإن التعاطي مع مثل هذه الحالات يتطلب عدم الخوض في التفاصيل عبر وسائل الإعلام".

ومؤخرًا، تجددت دعوات نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي إلى إطلاق سراح نوران حواص، وانتشرت عديد التدوينات على هاشتاغ ‫#‏أطلقوا_نوران_حواس‬ أو #نوران_حواس أو #الحرية_لنوران_حواس تضامنًا مع موظفة الصليب الأحمر المختطفة، طالبت معظم التعليقات بالحرية لنوران مذكرة أنها في اليمن لتقديم المساعدة خلال فترة الحرب.

دعوات لإطلاق سراح نوران حواص

دعوات لإطلاق سراح نوران حواص

اعتبرت الخارجية التونسية إطلاق سراح نوران حواص من أولويات عملها ومهامها، وأكدت أنها توليه كل المتابعة

وكانت حواص قد ظهرت، قبل بضعة أشهر، تحديدًا في آيار/مايو الماضي، في شريط فيديو خاطبت فيه الرئيسين الفرنسي واليمني واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تحدثت باللغة الفرنسية وطلبت مساعدتها، لكن وزارة الخارجية الفرنسية، اكتفت ببيان جاء فيه، أن "نوران تحمل جنسية مزدوجة" وأن "الجهات المعنية في البلاد تعمل على مساعدة الصليب الأحمر لتأمين إطلاق سراحها".

وطالما كرر مسؤولو الصليب الأحمر في اليمن أن اللجنة تحركت في جميع الطرق الممكنة منذ اختطاف نوران لكنهم لم ينشروا أية أدلة، مؤكدين أن نشر المعلومات لن يفيد لحساسية قضايا الخطف، كما كانت السلطات التونسية تعلن بين حين وآخر أن نوران بصحة جيدة دون إعطاء تفاصيل ومع تأكيد دائم على متابعة القضية عن كثب من خلال خلية أزمة تتكون من البعثة التونسية للأمم المتحدة ولجنة الصليب الأحمر.

دعوات لإطلاق سراح نوران حواص

نوران حواص

اقرأ/ي أيضًا: 

أطفال العراق.. ثمن خلافات الساسة

نهال.. قصة اختطاف جديدة تخيف الجزائريين