17-يوليو-2020

أبطال الليغا موسم 2019/2020 (Getty)

بعد فوزه على ضيفه فياريال بنتيجة 2-1، تمكّن ريال مدريد من التتويج بلقب الدوري الإسباني للمرة الـ34 في تاريخه، ليبتعد بفارق 8 ألقاب عن غريمه التقليدي ووصيفه هذا العام برشلونة، وهذه هي المرة الثانية التي يتوّج بها الفريق تحت قيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان بعد موسم 2017، والثالثة في السنوات الـ12 الأخيرة، حيث كان الفريق قد فاز ببطولة 2012 تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي نجح يومها بتحقيق 100 نقطة كاملة.

نقاط قوة كثيرة في الفريق أهدته اللقب الـ34

وقد ساعدت ظروف عديدة الفريقَ الملكي في تحقيق اللقب المنشود، واستفادت كتيبة زيدان بأفضل طريقة ممكنة من التوقّف القسري للدوري بسبب جائحة كورونا، حيث نجح الفريق في تحقيق العلامة الكاملة في المباريات الـ10 التي

تلّت التوقّف، مستفيدًا من تعثر برشلونة في أكثر من مباراة، آخرها كانت الخسارة ضد أوساسونا 2-1، وهي الخسارة الأولى للفريق على ملعبه هذا العام، مع العلم أن الفريق الكاتالوني كان يتصدّر الدوري بفارق نقطتين لحظة التوقّف.

نجح 21 لاعبًا في تشكيلة الريال بتسجيل هدف واحد على الأقل، وهو أمر يحصل للمرة الأولى في تاريخ الليغا.

وشكّل خط الدفاع ريال مدريد نقطة قوة الفريق الرئيسية هذا للعام، خاصة في مرحلة الإياب، واتّجهت الأنظار إلى المستوى الكبير الذي قدّمه حارس الفريق البلجيكي تيبو كورتوا، الذي تجاوز الفترة السيئة التي عاشها بداية الموسم، حيث ارتكب الكثير من الأخطاء ما جعل جماهير سانتياغو برنابيو تطلق صافرات الاستهحان ضدّه، ونجح العملاق البلجيكي في الخروج بشباك نظيفة 18 مرة في 34 مباراة في الدوري، أكثر من أي حارس آخر، وبلغت نسبة تصدّيات الحارس في الدوري 80 بالمئة في المركز الأول، تصدّياته أنقذت الفريق في الكثير من المباريات وأمنّت نقاط ثمينة للفريق.

موسم تاريخي لراموس وبنزيما يُسكت المشككين

وبالعودة إلى دفاع ريال مدريد، تلقى الفريق 23 هدفًا فقط في 37 مباراة، بمعدل 0.66 هدفًا في كل مباراة وهو رقم ممتاز لأفضل دفاع في الدوري. وقد تألًق قائد الفريق سيرجيو راموس بشكل كبير دفاعيًا وهجوميًا، ونجح في تسجيل 7 أهداف، ليرفع رصيده إلى 68 هدفًا ويكسر رقم رونالد كومان ويصبح أكثر مدافع تسجيلًا للأهداف في تاريخ الليغا، فيما نال أداء الوافد الجديد ميندي استحسان جماهير النادي، كأفضل خلف للظهير الأيسر مارسيلو، أحد أعمدة الفريق الرئيسية في السنوات العشر الأخيرة.

وشهد خط وسط الريال تناغمًا كبيرًا بين اللاعبين، واستعاد كل من توني كروس ولوكا مودريتش مستواهما المعهود بعد موسم للنسيان في ليغا 2018-2019، كما تألّق كاسيميرو بشكل واضح وتصدّر لائحة قاطعي الكرات في الليغا، فيما شكّل لاعب الوسط اليافع فالفيردي المفاجئة السارة في وسط الفريق الملكي.

اقرأ/ي أيضًا: بفوزه العاشر على التوالي.. ريال مدريد يتوّج بطلًا للدوري الإسباني

بدوره نجح كريم بنزيما في كسب الرهان، وقدّم أفضل مواسمه مع الفريق الملكي، ونجح في تسجيل 21 هدفًا حتى الآن، من بينها هدفي الفوز في مباراة حسم اللقب ضد فياريال،  ليسكت كل الأصوات المشكّكة في قدرته على قيادة خط الهجوم، وقد تخطى بنزيما حاجز الـ20 هدفًا للعام الثاني على التوالي، وهو أمر يحصل للمرة الأولى منذ انتقاله للفريق الملكي عام 2009.

وكانت بصمات زين الدين زيدان واضحة وجليّة في تتويج الفريق، حيث اعتمد المدرب استراتيجية التدوير، وأبدى مرونة تكتيكية كبيرة، مكّنته من حصد 86 نقطة في 37 مباراة، وقد نجح 21 لاعبًا مختلفًا في تسجيل هدف واحد على الأقل، وهو أمر يحصل للمرة الأولى في تاريخ الليغا.

بالمحصّلة، وبالرغم من أن الفريق استفاد من تذبدب مستوى منافسيه هذا العام، وخاصةً برشلونة وأتلتيكو مدريد، فإن هذا لا يقلّل من جدارة الفريق الملكي في تحقيق اللقب، في ظل ثبات المستوى في المباريات الأخيرة، ونجاح عملية التدوير التي أتّبعها زيدان، مع الاعتماد على توليفة تضم لاعبي الخبرة كمودريتش، كروس، راموس وبنزيما، إضافة إلى لاعبين شبّان قدّموا كل ما لديهم لنيل ثقة مدربهم، كفالفيردي، فينيسوس، رودريغو وفالفيردي، ومع نجاح أسينسيو في العودة تدريجيًا إلى مستواه، وفي انتظار تاقلّم هازارد أكثر مع المجموعة مستقبلًا، وتوجّه الإدارة للتخلص من اللاعبين الذي شكّلوا عبئًا ماديًا ومعنويًا على الفريق، يبدو أن ريال مدريد في مراحل التطور وبناء فريق سيكون قادرًا على المنافسة على كل الجبهات في المواسم القادمة.

اقرأ/ي أيضًا:

إسبانيول يودّع الليغا.. فوز برشلونة وخسارة كاتالونيا

بفوزه على خيتافي.. ريال مدريد يسير بخطى ثابتة نحو لقب الليغا