05-يناير-2016

مورينيو وفان خال (جان بيترز/Getty)

لم يكن خبر إقالة المدير الفني للبلوز خبرًا عاديًا، فإقالة جوزيه مورينيو شكلت صدمة بالنسبة لكل عاشقي كرة القدم ومتتبعي أخبارها حول العالم، فالبعض صدمهم خبر إقالة السبيشال وان قبل أن ينتصف الدوري، والبعض استغربوا من عدد الفرص التي منحها ابراموفيتش لمورينيو وهو يرى فريقه يقترب جولةً تلو الأخرى من المراكز المؤدية للهبوط لدوري الدرجة الأولى. تشلسي حامل اللقب لا يبتعد عن المراكز المؤدية للهبوط بأكثر من نقطتين! إنه في صحوته الآن، لكنه ما زال بعيدًا.  جمع أقل عدد نقاط يجمعها بطل للدوري في تاريخ الكرة الإنكليزية، حيث أكتفى حامل اللقب بـ 15 نقطة من 16 جولة، وهي أسوأ بداية في تاريخ النادي منذ موسم 1978-1979 حيث حصد تشلسي حينها نفس عدد النقاط في نفس عدد المباريات وانتهى الأمر به حينها متذيلًا جدول ترتيب الدوري.

السبب الأول لإقالة مورينيو يعود لخلافاته الشخصية مع نجوم الفريق والطاقم الإداري للنادي

في الواقع، إن إقالة جوزيه مورينيو لا تعود للنتائج الكارثية للبلوز منذ بداية الموسم وحسب، بل هناك العديد من العوامل التي ساهمت بإقالة السبيشال وان، ويمكن تلخيصها بثلاثة أسباب رئيسية:

السبب الأول يعود لخلافات مورينيو الشخصية مع نجوم الفريق والطاقم الإداري للنادي. الخلافات التي بدأت مع المباراة الأولى في الموسم الحالي، حيث قام مورينيو بشن تصريحات نارية بحق طبيبة الفريق إيفا كارنيرو التي خالفت أوامره الإدارية ونزلت إلى أرض الملعب عندما شعرت بأن إصابة هازارد كانت خطيرة. مورينيو لم يقدر موقف الطبيبة وأمر إدارة النادي بطردها، وذلك عمّق الخلافات بينه وبين نجوم الفريق، الخلافات التي أودت بمورينيو لتصريحات غريبة من نوعها، حيث صرح: "أشعر بالخيانة، وكأن اللاعبين يتآمرون ضدي" هذه التصريحات التي وضعت الجماهير أمام إشكالية جديدة، هل تدهور أوضاع النادي ناجمة عن الخلافات؟ وهل لاعبي البلوز يسعون للخسارة لتعميق جراح مورينيو حقًا!

إن انتصار تشلسي على سندلاند بثلاثية لهدف في أول تجربة لهم بعيدًا عن السبيشال وان يدعم نظرية المؤامرة التي طرحها مورينيو، فالفريق بدا في هذه المباراة أكثر تماسكًا وتفاهمًا، وبدا قادرًا على إيجاد الحلول الهجومية، وقادرًا على ضبط إيقاع المباراة بسهولة، ولكن هل يعتبر فريق سندرلاند المهدد بالهبوط مقياسًا لصحة هذه النظرية، وكذلك الفوز على كريستال بالاس بثلاثية أخرى.

والسبب الثاني يعود لطبيعة مورينيو. مورينيو الذي اعتاد أن يلعب دور البطل، والذي يتقن لعبة التصريحات الإعلامية وتأثيراتها النفسية على منافسيه ولاعبيه، كان الضحية هذه المرة. ولأن سقوط الكبير أصعب من سقوط الصغار، لم يجد مورينيو لنفسه ولفريقه منفذًا للدفاع عن نفسه إلا إذا اعتبرنا نظرية المؤامرة هي الحل الدرامي الذي سينقذ شخصية البطل، وأن انفصاله عن تشلسي هو انفصال تكتيكي، ليعطي لنفسه ولفريقه فرصة لاستعادة هيبة البطل من جديد.

نعم إن مورينيو بدا منكسرًا في تصريحاته الأخيرة، وكان لهذه الانكسارات أثرًا سلبيًا على أداء الفريق، فتصريحات مورينيو العاطفية لعبت دورًا سلبيًا في معنويات الفريق. ولكي يعود مورينيو في أذهان الجماهير إلى صورة البطل التي يفضلها، كان لابد له من أن يروي قصة المؤامرة المتزامنة مع موعد إقالته وإهداء ناديه بطاقة المرور إلى الدوري الثاني من دوري أبطال أوروبا قبل أيام من الرحيل، لتبقى انجازاته حاضرة في أذهان الجماهير رغم ضباب البريمرليج.

فان خال الذي لم ينجح حتى الآن بأن يحصل على رضا الجماهير

إن هذا الإنجاز سيعني الكثير لإدارة نادي مانشستر يونايتد الذي عجز عن الوصول للمرحلة الثانية من البريمرليج تحت إدارة فان خال الذي لم ينجح حتى الآن بأن يحصل على رضا الجماهير.  وهذا التحليل يؤدي بنا إلى تصريحات مورينيو في الأسابيع الأخيرة، حيث لم يتوان عن مديح أسطورة مدربي الشياطين الحمر السير أليكس فيرغسون، ويجعل من تسريبات الصحفي روب بيلسي لراديو BBC بخصوص اهتمام السبيشال وان السري بتدريب أحد كبيري انكلترا "مانشستر يونايتد أو الليفربول" أمرًا مدروسًا، لتصب الإقالة في مصلحة المدرب، في ظل الإخفاقات الكبيرة التي يعيشها الشياطين الحمر في الأسابيع الأخيرة.

والسبب الثالث والأخير يتعلق بلغة الأرقام. فتشلسي كنادٍ كبير يرى أنه من الأفل تبرير سلسلة الهزائم لحفظ ماء الوجه وليبرر الأرقام المخيبة التي سجلها في بداية الموسم، حيث بات تشيلسي صاحب أسوأ تراجع لبطل البريمرليج بلغة الأرقام.

هذا الأمر دفع ابراموفيتش للبحث عن وسيلة تحفظ ماء وجهه، فاختار التوقيت المناسب لإقالة مورينيو. التوقيت المرضي لكل الأطراف. إن هزيمة تشيلسي أمام المتصدر ليستر سيتي ليست سببًا كافيًا لإقالة مدرب نجح في نفس الأسبوع بتصدر مجموعته في دوري الأبطال، ولكن التوقيت هو التوقيت المناسب، حيث سيواجه تشلسي في الجولة التالية سندلاند، وهو أسهل الخصوم، وفوزه بثلاثية لا يعتبر إنجازًا، وهذا الفوز سيعيد لتشلسي توازنه أما الجماهير، وسيجعل من المؤامرة قصة منطقية، فيستغل مورينيو سقوط فان خال، وتعود لتشلسي هيبته أمام الجميع.

ولكن يبقى السؤال: في حال إقالة فان خال، هل سيكون جوزيه مورينيو هو البديل؟ ما زال الدوري طويلًا.

إقرأ/ي أيضًا:

يورغن كلوب على خُطى شانكلي "المُلهم"
تحطم باص تشيلسي!