02-مارس-2016

جهد تطوعي في موريتانيا للتعريف بحقوق ذوي الإعاقة (الترا صوت)

اختتمت جمعية الإرادة للثقافة والتنمية، مساء الأحد 28 شباط/فبراير 2016، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، النسخة الخامسة من أيامها الثقافية المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة والتي تميزت هذا العام بشعار "إعاقة طفل.. ميلاد موهبة"، ولقيت الفعالية اهتمامًا كبيرًا من الإعلام والجمهور والنشطاء في المجال الثقافي والجمعوي.

تسعى بعض منظمات المجتمع المدني الموريتاني إلى المساهمة في تدعيم حقوق ذوي الإعاقة وإبراز مواهبهم وقدراتهم الفكرية 

وجرت فعاليات الأيام الثقافية لجمعية الإرادة للثقافة والتنمية بمشاركة العشرات من ذوي الإعاقات المختلفة، وهدفت الجمعية غير الحكومية إلى إشراك عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة في بعض الأعمال التنشيطية والترفيهية، إضافة إلى قيامهم بعروض فنية كانت من بينها لوحات تعكس جوانب من معاناتهم، من جهة وتبرز مدى تمتعهم بمواهب قادرة على التطوير.

اقرأ/ي أيضًا: مصر.. "المعاقون" ضحايا للقطاع الخاص

رئيسة النسخة الخامسة من المهرجان جميلة منت ديدة صرحت لـ"الترا صوت": أن "هذا النشاط تحول إلى تقليد سنوي لدى الجمعية أملًا في المساهمة في إعادة كرامة ذوي الإعاقة وجعل الشخص المعاق إنسانًا منتجًا، ومبدعًا تتحدى إرادته العقبات الموضوعة أمامه وخاصة الصورة النمطية عنه لدى الآخرين".

وأردفت رئيسة المهرجان الخامس للجمعية أن الهدف من النشاط هو "إبراز مواهب ذوي الإعاقة وتسليط الضوء على قدراتهم الفكرية، من خلال الندوات والدورات التكوينية بالإضافة إلى مسابقة ثقافية، تضمنت عرض أعمالهم"، مضيفة: "هذه النسخة عرفت بمواهب الطفل المعاق وكيفية تنميتها، وكيفية اكتشافها وتطويرها، وقد استضفنا أخصائيين في التربية والتعليم الخاص بهم، ليقدموا نماذج قاموا بتأطيرها وتكوينها".

لكن هذا النشاط لم يكن الوحيد الذي يصب في مصلحة الأشخاص الذين يعانون من إعاقات دائمة، فقد سبقه بأيام قليلة حملة توعوية نظمها "المنتدى الموريتاني للصم" بالشراكة مع منظمة HANDICAP International، تركزت حول التعريف بحقوق المعاق وضرورة دمجه في الحياة النشطة، وإعطائه المكانة التي تليق به، بوصفه إنسانًا ذا كرامة.

اقرأ/ي أيضًا: ذوو الاحتياجات الخاصة.. الأكثر اضطهادًا في الجزائر

كما كانت الأمسية التوعوية بالتعاون بين المنتدى ونقابة الصحفيين الموريتانيين، في إشارة إلى ضرورة إشراك الصحفيين في عملية التعريف بحقوق المعاقين، وحشد الدعم لقضيتهم وفقًا لما جاء في الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والبروتوكول الاختياري والصادر عن الأمم المتحدة الذي صادقت عليه موريتانيا في أبريل/نيسان 2012، حسب تصريح رئيس المنتدى الموريتاني للصم محمد حبيب الله محمد موسى في كلمته الافتتاحية.

وكانت الحكومة الموريتانية قد أقامت مسابقة لاكتتاب مائة من الشباب الموريتانيين حملة الشهادات من ذوي الإعاقة ومن كلا الجنسين، ومن تخصصات مختلفة نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2014، تم توزيعهم على وظائف مفتشي ومراقبي شغل بالإضافة إلى أمناء مكتبات، وشارك فيها نحو 176 بدءًا بحاملي شهادة ختم الدروس الإعدادية، وحتى حاملي شهادة الإجازة (البكالوريوس).

واعتبرت هذه المسابقة الأولى من نوعها في موريتانيا، والتي جاءت في ظروف يعاني فيها الكثير من الشباب الموريتاني وخاصة من ذوي الإعاقة من البطالة، وتردي الأوضاع المعيشية بسبب ارتفاع الأسعار وتردي المداخيل، كما جاءت في إطار ما تسميه الحكومة بـ"التمييز الإيجابي" الذي توليه لفئة الأشخاص ذوي الإعاقة لأول مرة في الوظيفة العمومية، وحسب نشطاء المجتمع المدني فإن ذوي الإعاقة ظلوا يعانون لعقود طويلة في موريتانيا من الإقصاء والتمييز السلبي بسبب إعاقاتهم.


جهد تطوعي في موريتانيا للتعريف بحقوق ذوي الإعاقة(الترا صوت)

اقرأ/ي أيضًا:

حقوق الإنسان فى مصر.. مأسسة الانتهاكات

التهميش .. كلمة سر الأقاليم المصرية