08-فبراير-2016

إحدى فعاليات مبادرة اقرأ معي

لاتزال عملية البحث عن الكتب في العاصمة الموريتانية نواكشوط، عملية مضنية، لندرة المكتبات وفقر الموجود منها، وهو أمر مقلق للباحثين عن المعرفة، هذا الواقع جعل بعض الشباب ينزع نحو خلق فضاءات تهدف لردم تلك الفجوة، مثل مبادرة مكتبة "اقرأ معي"، وهي مكتبة عامة توفر مئات الكتب، وتهدف إلى نشر ثقافة القراءة والمطالعة وتبادل الكتب.

نشاط مكتبة اقرأ معي لا يقتصر على إعارة الكتب فهي تنظم كل شهر نشاطًا تسميه 100 دقيقة نقاش، تناقش فيها مع أحد المؤلفين الموريتانيين آخر إصداراته

تلك التجربة التي بدأت من موقع فيسبوك، وقال الحسين ولد سيدي أحد المشرفين على المبادرة لـ"الترا صوت": كانت بداية فكرة المكتبة نشر ثقافة القراءة والمطالعة وتبادل الكتب بين جمهور فيسبوك، حيث تم افتتاح مجموعة تضم كل المهتمين بالقراءة، وكل من لديه كتب مستعد لإعارتها، حيث يقوم بتصوير عناوينها وكتابة لمحة قصيرة عنها، وأول من علق على المنشور يكن له الحق في استعارة ذلك الكتاب وذلك بالتنسيق مع صاحبه، ولأن القراءة ليست حكرًا على المجتمع الفيسبوكي، قرر القائمون عليها إخراجها إلى الواقع لكي يستفيد منها الجميع، وتم اختيار فضاء التنوع البيئي والثقافي كمنطقة يسهل الوصول إليها من كل أطراف نواكشوط ".

وعن خطوات الانتقال للواقع قال الحسين: "بعد أن حددت لنا إدارة فضاء التنوع البيئي والثقافي، المساحة المعارة لنا، أنشأنا فيها كوخًا من الخشب وبعد اكتمال البناء، بدأنا في جمع الكتب، حيث حصلنا على الكثير من الكتب من بعض الكتاب والزملاء والمعارف وقمنا بفرزها وتصنيفها وترقيمها، كي تصبح جاهزة للإعارة. وفي مساء اليوم الأول من العام الجاري شهدت قاعة المتحف الوطني حفل افتتاح المكتبة، والذي حضره جمهور كبير من المهتمين بالثقافة والقراءة واليوم يبلغ عدد منتسبي المكتبة 47 منتسبًا".

نشاط المكتبة لا يقتصر على إعارة الكتب فهي تنظم في كل نهاية شهر نشاطا تسميه "100 دقيقة نقاش"، تستضيف فيها أحد المؤلفين الموريتانيين، وتناقش معه آخر إصداراته، وحسب الحسين فالمكتبة ستنظم في المستقبل القريب أيامًا مفتوحة في مختلف المؤسسات التعليمية عن القراءة وأهميتها وأنواعها، وتعمل المجموعة المشرفة على المكتبة أن لا يأتي العام 2017 حتى توفر ستين ألف كتاب.

المكتبة لقيت ترحيبًا من قبل الفاعلين الثقافيين، وقال الشاعر والمخرج الموريتاني محمد ولد إدوم لـ"التراصوت" أعتقد أن مبادرة اقرأ معي تجربة إبداعية متميزة جدًا في بلد لا يقرأ كثيرًا ومن يقرؤون فيه لا يتوفرون على الكتاب فإن فكرة تبادل الكتاب وحركتها بين أيدي الراغبين في مطالعتها ولكنهم لا يجدون طريقًا إلى ذلك تبدو فكرة جيدة". وتمنى ولد إدوم أن تساهم هذه المبادرة في تحسين العلاقة المتوترة بين الموريتانيين والكتاب وأن تقرب بين القرّاء على قلتهم وتفتح لهم آفاقًا لتوسيع مجالات مطالعتهم واهتماماتهم المعرفية.

المكتبة لا تزال في بداياتها ويقول الحسين أنه لا يمر يوم من دون ظهور مستعير جديد، لكنه يرى أن الإقبال لايزال دون المأمول.

اقرأ/ي أيضًا: 

موريتانيا..غلاء البنزين يغذي الاحتجاجات

سوريا..المعارضة أمام رهان حلب