23-فبراير-2022

(Getty Images)

دعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة سباق رالي باها الذي انطلق الخميس الماضي في مدينة العقبة الأردنية، بالإضافة إلى مقاطعة فيلم "موت على ضفاف النيل" من بطولة المجندة الإسرائيلية السابقة غال غادوت.

دعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة سباق رالي باها الذي انطلق الخميس الماضي في مدينة العقبة، بالإضافة إلى مقاطعة فيلم "موت على ضفاف النيل"

حركة المقاطعة في الأردن دعت إلى مقاطعة الفعاليتين ودعت داعمي سباق رالي باها إلى سحب دعمهم بعد انتشار أنباء عن مشاركة ثلاثة عشر متسابقًا إسرائيليًا في السباق، في حين تصدر على مواقع التواصل الاجتماعي الوسمان "أوقفوا رالي باها" و"امنعوا الفيلم الصهيوني" طوال عدة أيام.

"أوقفوا رالي باها"

انطلقت الخميس الماضي في منتجع أيلة مارينا في مدينة العقبة الأردنية فعاليات رالي باها الأردن والذي ينعقد ضمن منافسات كأس الشرق الأوسط لراليات الكروس كانتري القصيرة.

وكانت اللجنة الأردنية لرياضة السيارات أعلنت قبيل انطلاق المنافسات عن مشاركة ثلاثة عشر متسابقا إسرائيليا بعد أن شارك في نسخة العام الماضي من المنافسات إسرائيليان اثنان.

حركة المقاطعة في الأردن دعت في بيان لها المؤسسات الراعية لرالي باها إلى سحب رعايتها، كما دعت المتسابقين الأردنيين السبعة إلى الانسحاب.

ووجه البيان رسالة شديدة اللهجة بضرورة إلغاء السباق إلى الجهة المنظمة لسباق باها وهي اللجنة الأردنية لرياضة السيارات وكل رعاة السباق من اللجان الرياضية والمؤسسات الإعلامية والفنادق والمطاعم، "احتراما لعدالة القضية الفلسطينية وموقف الشعوب العربية الرافض للتطبيع".

في السياق ذاته حذرت نقابة الصحفيين الأردنيين وسائل الإعلام من تغطية السباق معتبرة أي تغطية له تطبيعا مع الاحتلال ومحذرة من "استفزاز مشاعر الشارعين العربي والأردني اللذين يرفضان الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ويدعمان المقاومة الفلسطينية في مشروعها النضالي ضد الاحتلال"، كما أدانت نقابة المهندسين مشاركة متسابقين من دولة الاحتلال الإسرائيلي ودعت إلى مقاطعة الفعالية.

دعوات المقاطعة لقيت استجابة مباشرة من قبل كل من مطاعم حمادة وقناة رؤيا وشركة ربابة واسكوايرز للقهوة.

قناة رؤيا قالت في بيان لها إنها "تفاجأت بدعوة 13 متسابقا من كيان الاحتلال الإسرائيلي للمشاركة في سباق باها للسيارات"، وشددت على رفضها التطبيع أو المشاركة في رعاية أي فعاليات يشارك فيها متسابقون من كيان الاحتلال الذي يستمر بالتنكيل بأهلنا في فلسطين المحتلة."

في المقابل،  تجاهلت دعوات المقاطعة مؤسسات أخرى من بينها وسائل إعلام ومؤسسات حكومية من أبرزها التلفزيون الأردني وقناة المملكة وراديو هلا وشركة تطوير العقبة، كما لم ينسحب أي من المشاركين الأردنيين من السباق.

يقول حمزة خضر، الناشط في حركة الأردن تقاطع، إن "ما يحدث عادة في النشاطات التطبيعية هو أنه لا يتم الإعلان عن المشاركة الإسرائيلية إلا قبل الفعالية بيوم واحد أو يومين فقط... وهو ما ييجعل تواصل الحركة مع المؤسسات الراعية أو المشاركين صعبا" ويحد من دور أي نشاط لحركات المقاطعة.

يضيف خضر أن الحركات الطلابية في الجامعات الأردنية لعبت دورا هاما في الضغط على الشركات الراعية والترويج لمقاطعة الرالي.

"امنعوا الفيلم الصهيوني"

حملة مقاطعة رالي باها تزامنت مع حملة أخرى تدعوا إلى سحب فيلم "موت على ضفاف النيل" من دور السينما في البلاد، والذي تشارك فيه المجندة السابقة في جيش الاحتلال غال غادوت بدور البطولة.

تجمع "اتحرّك لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع"، دعا عبر صفحته الرسمية على تويتر، للمشاركة في "العاصفة الإلكترونية" للمطالبة بوقف عرض الفيلم، تحت وسم "#امنعوا_الفيلم_الصهيوني".

التجمع قال في بيان له: "بعد النجاح الذي حققته حركات المقاطعة العربية، والأردنية على وجه الخصوص، في العام 2017، والذي تمثّل بمنع عرض فيلم المجندة الصهيونية غال غادوت، والذي حمل عنوان “المرأة الخارقة ، واستجابة دور السينما الأردنية آنذاك للنداءات بعدم عرضه على شاشاتها؛ اليوم يتم تداول فيلم من إنتاج أمريكي وتلعب” بطولته” ذات المجندة الصهيونية، ويحمل اسم موت على النيل."

يضيف البيان: "غال غادوت، ذات الأصول التشيكية والتي خدمت في جيش الاحتلال الصهيوني لأكثر من عامين، ومثّلت الاحتلال في مسابقة “ملكة جمال العالم” للعام 2004، وتم اختيارها من قبل جيش الاحتلال لإبرازها إعلاميًّا كنموذج للمجنّدات الصهيونيات، في محاولات لتجميل صورة جيش الاحتلال؛ فضلًا عن ظهور عدة منشورات لها وصور على مواقع التواصل الاجتماعي تَدعم فيها ممارسات الاحتلال الصهيوني."

طارق أبوالراغب، مدير عام هيئة الإعلام المرئي والمسموع المخولة بإجازة الأفلام ليتم عرضها في دور السينما، صرح بأن الفيلم تمت إجازته بعد حذف مشهد مثلية جنسية، وأضاف أنه "بحسب قانون الإعلام المرئي والمسموع ونظام المصنفات، فإن الرقابة على المصنفات تكون على المحتوى بما لا يخالف التشريعات الناظمة لعمل هيئة الإعلام في هذا الاختصاص.

أبو الراغب أشار أيضا إلى أن الهيئة تجيز عرض الأفلام في  دور السينما طالما كان محتواها لا يمس القضايا العربية أو فلسطين أو الدين أو يحتوي على أي مشاهد إباحية، واستشهد بإجازة الهيئة لأفلام أخرى من بطولة غادوت.

حركة الأردن تقاطع على لسان الناشط فيها حمزة خضر بينت لألترا صوت أن معايير الشارع الأردني لمقاطعة الأفلام تختلف عن المعايير المعتمدة لدى هيئة الإعلام المرئي والمسموع، وأكد على ضرورة النزول عند رغبة الشارع الأردني الذي يرفض الترويج لعمل "لمجندة خدمت في الجيش (الإسرائيلي) الذي لم يخفِ يوما عداءه للأردن".

يضيف خضر بأن "صالات العرض الأردنية يجب أن لا تفتح أمام مجندة كانت في يوم من الأيام تخدم في جيش يقتل أهلنا في فلسطين ونبش قبور الشهداء الأردنيين هناك، وأي ترحيب بأعمالها هو أمر مرفوض ومؤلم".

حملة المقاطعة أكدت نيتها مخاطبة مالكي دور السينما لسحب عرض الفيلم، وقد حاول ألترا صوت التواصل مع إدارات دور السينما للتعرف على موقفها إلا أنها رفضت التعليق.

من جهته استنكر رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام والثقافة النيابية، يسار الخصاونة، إجازة الهيئة لعرض الفيلم، واعتبر ذلك مخالفة للثوابت الوطنية والشعبية و"استفزازا لمشاعر الأردنيين وموقفهم من الاحتلال الصهيوني الغاشم للأراضي الفلسطينية".

يذكر أن فيلم "موت على ضفاف النيل" منع من العرض في دور السينما في كل من الكويت ولبنان استجابة لدعوات شعبية، في حين أنه أثار موجة غضب واسعة في مصر.

لم ينسحب أي من المشاركين الأردنيين من السباق

بالإضافة إلى غال غادوت، المجندة السابقة في جيش الاحتلال، يشارك في دور البطولة في الفيلم الممثل أرمي هامر، المتهم بقضايا اغتصاب واعتداء جنسي. كما يشارك في الفيلم كل من راسل براند وليتيشا رايت اللذان أثارا موجة غضب واسعة بسبب آرائهما المعارضة للقاحات كوفيد 19.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الأردن: اختراقات بالجملة لهواتف شخصيات سياسية وإعلامية

فن الكاريكاتير في الأردن.. تطوّر على إيقاع السلطة