07-يونيو-2022
فوتوغرافيا لـ غطفان غنوم/ سوريا

فوتوغرافيا لـ غطفان غنوم/ سوريا

ذئبُ بغداد

 

- وحدَكَ الآنَ؟

- لا، لستُ وحدي

لأَنِّي أحدثكم

والحصانُ عنيدًا يجرُّ القطارَ إلى صالةِ الرقصِ

حيثُ الليالي التي أنجبتْ نثرَها غامضًا

لا يدٌ مَدَّها أحدٌ لتعينَ يدًا تكتئبْ

في هزيعِ النبيذِ الذي يأتشبْ.

إن تلك الينابيعَ-لا لن تروها- ستصعدُ نحو أعالي الخيالِ

قُبيلَ اختراعِ اللغةْ.

لغتي في أوجِّ تفاؤلِها عندما يعتقدْ

كوكبٌ يتَّقدْ.

لستُ وحدي، إذنْ

إنني معكم في حوارِ الوجودِ المعاصرْ.

لغتي لم تزل في أوجِّ تفاؤلِها

رُغمَ هذي الخسائرْ.

لم يزلْ ذئبُ بغدادَ يعوي

ويعوي

ربما يترنَّحُ

أو يتبجَّحُ في حُضُني

ليرى وجهَهُ في مرايايَ

(كم كانَ يُشبهُني)

- هل تخافُ الذئاب؟

-نعمْ، ألذئابُ تخافْ

عندما تتظاهرُ كل الخرافِ وتهتفُ:

إنَّ الحياةَ اختلافْ!

- يا تُرى، نَحْنُ متفقونَ؟

- وَمَنْ قَالَ مختلفونَ؟

لأنّ الذئابَ تخافُ ائتلافَ الخرافْ

أنا معكم، أصدقائي الميامينَ،

لكنني المختلفْ

حولَ نفسي فقطْ،

وأقولُ لذئبٍ ببغدادَ يعوي:

إيّاكَ

إيّاكَ أنْ تأتلفْ.

 

تواردُ خواطرَ

 

اكتشفتُ كذبتكِ الفاقعةَ

كيفَ تقولينَ: وصلتني رسالتُكَ التاسعةَ عشرةَ

وأنا لم أكتبْها بعدُ؟!

 

تسوّقٌ

 

على بسطاتِ

ويست كنسنغتون

سمكٌ مجمّدٌ وجدائلُ ثومٍ وباميا طويلةٌ جدًا مثل موزٍ أخضرَ.

البائعُ الصغيرُ عاد من مدرستهِ بعد الظهرِ

ليساعدَ أمّهُ الأرملةَ.

باص أحمر بطابقينِ

حدوةُ الحصانِ (اسمُ الحانةِ)

فيلٌ خشبٌ صغيرٌ على أريكةٍ ڤيكتوريةٍ.

أغنيةٌ لفيروزَ من محلّ بائعِ أقراصٍ مدمجةٍ

ظننتُهُ سوريًا.

قال: لا، أنا مغربيٌّ، من كازا.

من يعرف فيروز في

"West Kensington"؟

 

إليها أيضًا

 

بقيّةٌ من قدميكِ الحافيتينِ

على بلاطِ الغرفةِ.

حقيبتي تحتَ السريرِ بانتظارِ قطارٍ لا بُدَّ منه،

وأنا أحدَ عَشَرَ كوكبًا رأيتني لكِ ساجدينَ.

أنا موتٌ يتآمرُ على نفسِهِ

بينما أعدِّدُ أنفاسَكِ على عُنُقي

مناقيرَ حساسينَ خجولةٍ.

قبلةٌ طويلةٌ تلمعُ

سكّةُ قطارٍ في الظهيرةِ.

الحبُّ لم يعدْ متداولًا

إلا في لغتِكِ

ولغتي

في قبلةٍ طويلةٍ كسكةِ قطارٍ تلمعُ في الظهيرةِ.

دلالات: