21-مايو-2018

يوسف عوض/ فلسطين

ألا تلاحظ أنني أهرم؟

كنتُ يانعةً، أليس كذلك؟

إنني أهرم

عيوني شحَّ بصرها

ظهري يتقوس

وجهي يتجعد

كذلك قلبي يتجعد

أنا أمشي بقلبٍ متجعدٍ

*

 

أنا التعيسة

التي فقدت كلَّ شيء

أنا الخرساء

التي قضم الأصدقاء صوتها

أنا الأم التي أطعمت صغارها لفوهات البنادق

من سأسأل إن كنتُ ميتةً ولا أعرف

سوى العروق المتيبسة

تحت جلدي؟

*

 

كلُّ الرجال الذين أحببتهم

كانوا كالأشجار التي لا تثمر

رائحتهم لا تزال على جلدي

أحببتهم، لا أذكر كيف، ولا أين، ولا متى!

هكذا أحببتهم

ونسيتُ وجوههم

لكنَّ ماءً له رائحة العفونة تعبر سراديب ذاكرتي

كلما تعثرتُ باسم أحدهم

على أطراف فمي.

*

 

إنني أهرم

ويومًا ما لن أعود حيةً

لا فم لي وصوتي أخرسُ

إنني أهرم

وكل الذين أحببتهم صاروا ذكرى أعجز عن استعادتها

*

 

يومًا ما

سيكون الكثير من الموتى حولي

مثلي

بعيونٍ تصفر في جحورها الريح

بقلوبٍ متجعدةٍ

وعروقٍ متيبسةٍ

تحت جلودهم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

وانكسرت أربع جِرار

حذاء ضيق

دلالات: