08-أغسطس-2016

المشاركون في مؤتمر استراتيجية المقاطعة ضد الاحتلال الاسرائيلي ونظام الابارتهايد(المركز العربي)

تفاعل ناشطون وجامعيون في تونس مع محاولة التشويش على المؤتمر العلمي حول استراتيجية مقاطعة إسرائيل ، الذي نظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بتونس، خلال الأيام الماضية. حيث عبروا عن إدانتهم المطلقة لما حصل، وأشاروا إلى ضرورة الالتزام بالقضية الفلسطينية وتحييدها عن المتاجرة، التي تمارسها الأنظمة التي تبرّر قمع شعوبها وقهرها تحت يافطة المقاومة والممانعة المزيّفة. وفيما يلي رصد لأهم التفاعلات وردود الأفعال.

مهدي المبروك: عزمي بشارة يظل دومًا مرحبًا به في تونس، وهو محل تقدير الشعب التونسي بصفة عامة إذ نحتفظ له بوقوفه مع ثورة الشعب التونسي

في توضيح على صفحته في فيسبوك، قال د. مهدي المبروك، مدير فرع المركز العربي في تونس، إنه "صدم بالخبر الزائف الذي أورده موقع اليوم السابع عن إفشال المؤتمر والتهجم على الدكتور عزمي بشارة المدير العام للمركز العربي"، ونفى ذلك نفيًا قاطعًا، مؤكدًا أن "د.عزمي بشارة يظل دومًا مرحبًا به في تونس، وهو محل تقدير الشعب التونسي بصفة عامة ونخبه الثقافية والأكاديمية خاصة، إذ نحتفظ له بوقوفه مع ثورة الشعب التونسي وانتصاره لها، كما لا ننسى له نضاله وموافقه المشرفة ضد الكيان الصهيوني، وانحيازه الدائم لتطلعات الشعوب العربية في الحرية والديمقراطيّة".

اقرأ/ي أيضًا: عن ندوة المركز العربي لاستراتيجيات مقاطعة الاحتلال

واعتبر الدكتور المبروك أن لجوء "وسائل إعلام "صفراء" إلى اختلاق مثل هذا الأخبار لهو برهان على افتقاد الحد الأدنى من المهنية والمصداقية واحتراف الكذب والتدليس منهجًا كما سنه إعلام غوبلز الفاشي"، مشيرًا إلى أن هذا التلفيق معهود من صحيفة كاليوم السابع نشرت فيما مضى أخبارًا مزيفة عن اغتيال عزمي بشارة!

وعلق الأستاذ الجامعي والناشط السياسي الأمين البوعزيزي على تهجم عدة أنفار من الشبيحة على المؤتمر عبر حسابه على فيسبوك بالقول: "ها هي الحكومة الصهيونية التي تحتل فلسطين منزعجة من انعقاد مؤتمر أكاديمي في تونس للمقاطعة الأكاديمية والاقتصادية للكيان الصهيوني، تمامًا مثلما انزعج شبّيحة ومرتزقة النظم الفاشية التي تحتل شعوبها باسم فلسطين!!!"

وأبدى تعجبه واستغرابه من وصول الأمر للتهجم على الدكتور مهدي المبروك، الباحث الأكاديمي المعروف والوزير السابق للثقافة في تونس، قائلًا: "مهدي المبروك جبينو تفّلق بعصا بوليس التعليمات زمن "بن علي" (تعرض لاعتداءات جسدية متكررة من قبل قوات الأمن زمن حكم بن علي) لما خرج ضمن أقلية مواطنية مقاومة للاستبداد والتطبيع، للاحتجاج على زيارة المجرم المقبور "شارون" إلى تونس… ثمة غلام تجمّعي زمنذاك (أقسم بالله)، يهدد صباح اليوم، بتعنيف مهدي المبروك ويتهمه بالتطبيع مع العدو الصهيوني!!!

وواصل البوعزيزي: "يا دنيا، يا غرامي… لا عاد، ڨل لي مع شكون؟؟؟ مع فصيل استخباراتي لطالما خلط بين ماركس وبن لادن، تكفّل منذ اندلاع 17 ديسمبر بشيطنة انتفاضة المواطنة العربية ودمغها بالربيع العبري، عُرف بتأليهه لعبد الناصر وصدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي والخميني، وأخيرًا بشار. زمن "بن علي" كانت له فتوى غريبة: لا للاصطدام مع نظام "بن علي" لأنه أعلن أن "فلسطين قضيته الشخصية"، وعقب احتلال بغداد، تكفل بشحن الشباب التونسي لفائدة الزرقاوي في العراق بتنسيق مع مخابرات "زابا" (زين العابدين بن علي) وبشار... (الزرقاوي الذي فرّخ داعش لاحقًا).

وفي السياق ذاته، قال البوعزيزي في منشور تحت عنوان "عزمي بشارة والشبّيحة الفاشيين": "الرجل كان فارس فضائياتهم إلى حدود ساعة اندلاع انتفاضات الشعوب ضد حكامها، لاحقًا، كانت ملايين العرب كل ليلة تتابع تحاليله المحتضنة لانتفاضتي 17 ديسمبر و25 يناير في تونس ومصر، ولمّا امتد لهيب الانتفاض المواطني الاجتماعي إلى سورية، كان موقفه مختلفًا تمامًا عمّا كان عليه في تونس ومصر، قائلًا: لابد من إيجاد تفاهم بين انتفاضة المواطنة ومسألة المقاومة.. ظل على موقفه ذاك إلى حدود استدراج الطاغية السوري الانتفاضة المواطنية الاجتماعية إلى مربع العنف لشيطنتها والطعن في شرفها الوطني واستباحتها سحقًا ومحقًا.. ساعتها انحاز إلى حق الشعب السوري في بناء نظام سياسي يحترم مواطنيه، وظل على موقفه النقدي من التيّارات التكفيرية المأجورة التي لا تفعل غير إحلال استبداد محل استبداد".

الأمين البوعزيزي: من حاول التشويش على مؤتمر المقاطعة هو من تكفل منذ اندلاع17 ديسمبر بشيطنة انتفاضة المواطنة العربية ودمغها بالربيع العبري

وتساءل البوعزيزي: "لماذا كانوا يفتخرون بعزمي بشارة، ساعة كانت إدارة الاحتلال الصهيوني تتهمه بالتخابر مع "حزب الله" أيام حرب تموز 2006؟؟؟ (أذكر أن اتحاد الشغل في تونس سعى لاستدعائه آنذاك). كلّفه موقفه ذلك الخروج من فلسطين، أقام في قطر ساعة كانت أعلام الإمارة تغطي الضاحية في بيروت، وكانت دولاراتها تبني ما تهدّم فيها، وساعة كانت بياناتهم وفضائياتهم تطلق على حاكمها "أمير المقاومة"!!! لماذا لم يواجه الشبّيحة، عزمي بشارة بمواقفه السابقة التي اختارها في إدارة الصراع مع العدو الصهيوني، إلاّ ساعة اختلافه معهم حول المسألة الديمقراطية في إدارة مجتمعاتهم؟؟؟ هنا سرّ حملات الشيطنة.. يريدونه شبّيحًا.. ساعتها هم مستعدّون لتقديسه مهما فعل".

اقرأ/ي أيضًا: في مقاطعة إسرائيل والانزعاج الصهيو- شبّيحي!!

من جانبه علق الدكتور فرج معتوق، أستاذ التاريخ الحديث بالجامعة التونسية والمشارك في مؤتمر المركز، تحت عنوان "غوغائيون أم حشاشون جدد؟" بالقول: "لكم أسقط في يدي يوم الخميس 4 آب/أغسطس 2016، يوم افتتاح مؤتمر "استراتيجية المقاطعة ضد الاحتلال الإسرائيلي ونظام الأبارتهايد، الواقع والطموح"، وقد تم تنظيم هذه الندوة العلمية، كما يدل عليها عنوانها، من أجل بحث السبل الكفيلة بتطوير وتشبيك الإرادات الخيّرة والمناضلة، وخاصة من الجامعيين والأكادميين حول العالم بهدف تقوية حصار ومقاطعة الكيان الصهيوني في كافة مجالات الحياة بما في ذلك المجال الأكاديمي. وقد شارك في هذا المؤتمر وهذا لأول مرة، وهو فخر لتونس التي احتضنت الندوة، عدد كبير من الأكاديميين ورجال العلم كلهم من أصدقاء ومناصري القضية الفلسطينية البعض منهم منذ عقود. وجاء هؤلاء الأساتذة والجامعيين من الولايات المتحدة الأمريكية والشيلي وأستراليا وماليزيا وإيطاليا والأردن وفلسطين والكويت وقطر والبحرين وبطبيعة الحال من تونس".

ويوضح معتوق: "أسقط في يدي وحزنت أيما حزن بعدما اقتحم علينا فجأة قاعة المؤتمر مجموعة في حالة هستيرية، وكان أحد الشبان أشد الجميع هيجانًا وكأنه ازدرد علبة كاملة من حبوب الهلوسة. وقد زاده تورّم جسمه وقسماته البهيمية عدوانية وانفلاتًا. وكان يذرع القاعة جيئة وذهابًا ركضًا، في وضع استفزازي فيه الكثير من التهديد لضيوف الندوة الأجلاّء من النساء والرجال والذين كان قسم كبير منهم من الكهول والشيوخ..".

وتابع قائلًا: "الأدهى والمحزن أكثر هو أن هذه المجموعة الضالة، ولست أدري إن كان ذلك عن جهل أم عن سوء نية، أم عن ارتهان لمنظومة الفاشية والدكتاتورية العربية، وربّما لكل هذه الصفات الوضيعة مجتمعة، قامت بترويج أراجيف ومغالطات على صفحة الفيسبوك، كذبًا وبهتانًا وقلبًا كليًا للحقائق. فقد سرّبت وادّعت فيما ادّعته، أنها قامت بالتشويش وبتعطيل ندوة للتطبيع. لا شك أن كل من يعرفني ويعرف مواقفي السابقة والحالية تجاه القضية الفلسطينية بل القضية العربية والقضية الإنسانية برمتها، وكل من يرى قائمة المشاركين والمتدخلين في هذه الندوة سيعرف الحقيقة وسيتوصل إلى فرز الخيط الأبيض من الأسود. إن حبل الكذب قصير، لا ريب في ذلك، كما أن الخسّة والجهل والغوغائية إلى زوال واندحار في قادم الأيام لا محالة. عاشت فلسطين حرة عربية مستقلة، ولا للغوغائية ولحشّاشي القرن 21".

وكانت وسائل إعلام مصرية ولبنانية محسوبة على النظام السوري روجت في أخبار كاذبة "تعطل المؤتمر بعد التشويش عليه"، في حين تواصلت أعماله لثلاثة أيام، وستصدر، حسب المركز، الأوراق والأبحاث التي قدمها المشاركون في كتاب خاص.

اقرأ/ي أيضًا:

اختتام مؤتمر المركز العربي حول مقاطعة إسرائيل

التلغراف البريطانية.. تحريض على المركز العربي