12-يناير-2018

المئات من الألمان يرفضون الاعتراف بانتهاء ألمانيا النازية (أرشيفية/ Pinterest)

نشرت مجلة الإيكونوميست تقريرًا يتعرض لحركة ألمانية "صغيرة لكن متنامية" تُسمى "مواطنو الرايخ الألماني"، تعتقد أنّ الجمهورية الألمانية الاتحادية ليست شرعية، وأن الإمبراطورية الألمانية النازية لا تزال باقية وقوانينها ونظامها سارٍ، وترفض الاعتراف بأي شيء يخص نظام الجمهورية الألمانية الاتحادية. في السطور التالية ترجمة للتقرير.


يعتقد الكثير من الألمان في الوقت الحالي، أن الآخرين، وخاصةً الأمريكيين، يميلون إلى تصديق نظريات المؤامرة ومهووسون بفكرة جنون العظمة. وعلى النقيض من ذلك، فإن الألمان، الذين يُعاقبون للأبد بالماضي النازي، محكوم عليهم أن يتحملوا مسؤولية مضجرة. وهذا يجعل الاستثناءات أكثر إدهاشًا. أحد هذه الاستثناءات هي حركةٌ صغيرة ولكنها متنامية، تُسمى"مواطنو الإمبراطورية الألمانية"، أو "مواطنو الرايخ الألماني".

في ألمانيا ثمة حركة صغيرة لكنها متنامية تُسمى "مواطنو الرايخ الألماني" تعتقد أن الإمبراطورية الألمانية النازية لا تزال موجودة

ويعتقد الألمان المنتمون للحركة، بأن جمهورية ألمانيا الاتحادية ليست موجودة، وأن ما يحل مكانها الإمبراطورية الألمانية القديمة الصامدة، والتي تبعًا لقولهم لم تنته تمامًا ولا تزال باقية داخل حدود الدولة الألمانية الحديثة التي نشأت في عام 1871، أو حدود جميع المناطق التي تم دمجها في ألمانيا النازية عام 1937.

اقرأ/ي أيضًا: وثائق سرية تشكك في انتحار أدولف هتلر بعد سقوط برلين!

كما أنه يوجد العديد من الحجج القانونية الزائفة التي يستند إليها أنصار هذه الحركة، أحدها ينطلق من أنّ الحلفاء لم يوقعوا على الإطلاق على أي معاهدة سلام مع ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية. وحجة أُخرى تستند بشكل انتقائي، إلى قرار المحكمة العليا في ألمانيا عام 1973، بشأن اتفاقية بين ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية. لتكون النتيجة في النهاية، وفقًا لهذه الحركة، هي أنّ الجمهورية الألمانية الاتحادية هي بالفعل موجودة، لكن باعتبارها مؤسسة ذات مسؤولية محدودة تقع في مدينة فرانكفورت، وتسيطر عليها حكومة يهودية عالمية، تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها!

ويعتبر"مواطنو الرايخ الألماني" بناءً على ذلك، أن المؤسسات التابعة لجمهورية ألمانيا الاتحادية من شرطة وقُضاة وقوانين وهيئات ضريبية، لا تمتلك أي سلطة، كما أن الوثائق الصادرة من قِبلها ليست ذات قيمة. وعلى سبيل المثال، عندما يتم توقيف سائق سيارة من قبل الشرطة للتحقيق في انتهاك بسيط للقانون، سوف ينازعُ أيُ عضو من أعضاء هذه الحركة رجالَ الشرطة الحائرين غالبًا في مثل هذا الموقف، بمراجع عن المعاهدات والفقرات القانونية الزائفة، بينما يبرزون لهم رخصة القيادة أو وثائق الهوية الأخرى التي أصدرتها الإمبراطورية! 

وتختلف الشعارات بين "مواطني الرايخ الألماني" أنفسهم، لأنه ليس من الواضح، حتى لأعضاء هذه الحركة سمات الحكومة الإمبراطورية المنتظرة. إذ يوجد ما يقرب من 30 مستشارًا إمبراطوريًا يتنافسون فيما بينهم، والعديد من الأمراء، وملك واحد على الأقل. ويدعى أيضًا أحد هؤلاء المستشارين، واسمه نوربرت شتكه، حقه في عرش إنجلترا، لسبب أو لآخر

وعلى الرغم من أنهم يتعرضون للسخرية حتى من النازيين الجدد، يُنظر إلى "مواطني الرايخ الألماني" على أنهم جزء من اليمين المتطرف. كما أن كثيرًا منهم عنصريون ومعادون للمهاجرين. وتتشكل المجموعة في الغالب من الذكور المنتمين للمناطق الريفية.

ويُرصد تواجدهم في أربع مناطق، من بينها ولاية براندبورغ وولاية تورينغن، وكلاهما يقع في ألمانيا الشرقية، إذ تضم هاتان الولايتان العدد الأكبر من المجموعة، وحددت هويات المئات منهم. ونتيجةً للقلق من تزايد عدد الحوادث، نشرت مؤسسة فكرية في ولاية براندبورغ كتيبًا إرشاديًا يساعد العاملين في الدواوين والمكاتب الحكومية للتعامل مع مواطني الرايخ الألماني.

ويشير الكُتيب إلى أن النهج الأفضل، هو عدم الاستجابة لهم على الإطلاق. فعادة ما سيحاول أعضاء هذه المجموعة، إسهاب الموظفين في المكاتب الحكومية التي يزورونها بالخطابات الممتلئة بالاستشهادات الغامضة. كما يُبدي بعضهم سلوكًا أكثر عدوانية من مجرد ذلك.

يعتبر أعضاء حركة "مواطنو الرايخ الألماني" أنّ الجمهورية الألمانية الاتحادية ليست إلا مؤسسة تسيطر عليها حكومة يهودية عالمية!

وقد قاطعت مجموعة تتكون من حوالي 20 عضوًا من مواطني الرايخ الألماني محاكمة خلال هذا العام، وحاولوا "إلقاء القبض" على القاضي! ووقعت أول حالة عنف مسلح في شهر تشرين الأول/أكتوبر. وقد أفصح وولفغانغ بي، وهو صياد من ولاية بافاريا، عن انتمائه إلى حركة "الرايخ الألماني"  أثناء عصيانه للسلطات المحلية. وعندما اقتربت الشرطة من منزله لمصادرة أسلحته، أطلق عليهم النار من الطابق العلوي، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين. وأفادت السلطات في تصريح صحفي بأن الرجل البالغ من العمر 49 عامًا كان وحيدًا وتربى على يد جدته، وقد تسبب وفاتها على ما يبدو في اضطراب عقله.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مترجم: "أمريكا ترامب تذكّر بألمانيا هتلر قبل الحرب العالمية الثانية"

من هي أليس فايدل.. الخبيرة المثلية التي قادت اليمين المتطرف الألماني للنصر؟