28-أغسطس-2017

ديفيد بيرليوك/ روسيا

أخفُّ من غزال على الطريق

أنا العمياءُ

تقودني عصاي

ودمعةٌ.

لهفةٌ عالقةٌ بالصدر

وبكاءٌ عنيد.

أفتح عيني

بياضٌ  بياضٌ.

 

أنا العمياءُ

أخفُّ من غزالٍ على الطريقِ.

 

ضياع

من يردُّ النهرَ من ضَياعهِ؟

لا الريحُ تُرجعهُ

ولا الأغاني

يهفو بالشوق إلى مرتعٍ كان لامرأة

تعقدُ المسافات بصنّارة الألم،

يابسٌ فَمُها من شدة العطش

موجٌ يتخبّطُ

مشتاقًا

مشتاقًا

لقُبلة

يسرقُها من فمِ الحجرِ

أفكُّ أيامي

وأُرَكّبُها

قطعًا

قطعًا

وأعيدُ فيها ما تيسَّرَ من صور الألم.

 

في الظلِّ تنامُ امرأةٌ

في الظلِّ تنامُ امرأةٌ

يَحرِسُها الأملُ

بالحُلم،

تستردُّ الحكايات،

فخٌّ نَصَبتهُ لتروي سيرة الحائرة.

طريقي شمسُ الضُّحى

وحُلمي بدرٌ منيرٌ

هذه الشمس لا تشبهني، لكن

بيننا سرٌّ غريب

أنامُ على حلمي بدون وسادةٍ

مسكونة بالوحدةِ حتى الموت

ألواني لا تُشبهني،

سَرقتني الفرشاة

ومَحتْ كلَّ أيامي.  

 

لا خُفّ في قدمي

لا خُفّ في قدميَّ

أشكو عتمَةَ الطريق

مثلَ غُصْنٍ في صَدْرِ شجرٍ غريبٍ

أعتلي صهوةَ الحلم

أشقُّ المدى،

وإذ بي على الباب لا أحيد  

أفتحُ عينيَّ خلسةً، ربما كان حلمي يقينًا

ترتفعُ الشمس وأرى الضوء في عيني يُشيرُ

أنت في الدنيا لمعُ سراب   

أدنو من الأرض

مثل جذرٍ في عمقها يُقيمُ

في طريقي

ماءٌ ساكن

ورملٌ

أرفعُ الرأس، تهبُّ الرياح

تقطعُ الحلم وتذَره في الفلاة

مثل نبات تحمله الصحراء في أحشائها

ثم تلفظه،

امرأة، مهرها حزمة من حطبٍ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بين الرغوة والماء

حائط السجن