27-يوليو-2017

من دورة سابقة (فيسبوك)

شكّل إطلاق وزارة الثقافة الجزائرية لـ"مهرجان وهران للفيلم العربي" عام 2007، حدثًا فنيًا وإعلاميًا في البلاد، بالنظر إلى الأناقة الشاملة التي تميزت بها دوراته الأولى التي أشرف عليها الإعلامي حبيب شوقي حمراوي الذي كان مديرًا عامّا للتلفزيون الجزائري. ثم أخذ في الانحدار، منذ عام 2013، بعد أن أصبح محلّ صراعات مختلفة، وتسيير هاوٍ ومنطلقات غير سينمائية.

شكّل إطلاق "مهرجان وهران للفيلم العربي" عام 2007، حدثًا فنيًا وإعلاميًا في البلاد

يقدّم مهرجان وهران جائزة "الوهر الذهبي"، وتعني كلمة الوهر في اللغة الأمازيغية الأسد، ومن مثنّاها اشتق اسم مدينة وهران، في حقول الأفلام الطويلة والأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية وتشمل جائزة أحسن ممثل وأحسن ممثلة وأحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن سيناريو بالإضافة إلى جائزتي النقد والصّحافة.

اقرأ/ي أيضًا: نادٍ للسّينما باسم الأخضر حامينة في الجزائر

يتنافس في الدورة العاشرة من مهرجان وهران الدولي التي ستستمرّ إلى 31 من الشهر الجاري، 11 فيلمًا طويلًا و10 أفلام قصيرة و10 أفلام وثائقية، من 13 دولة عربية، لمخرجين بعضهم مقيم في المهجر. وقد تمّ تكريم ثلاثة وجوه راحلة هي المصرية كريمة مختار والجزائريان مولود معمري وحسن الحساني، وبرمجة ندوات فكرية منها "السينما وحقوق المؤلف" و"رقمنة الأفلام" و"النقد السينمائي" و"الفيلم من الكتابة إلى الإنجاز" و"علاقة المخرج بالممثل أمام الكامرا".

وبين ما يقوله الإعلام الرسمي في الجزائر، وبعض القنوات الخاصّة الداعمة للمهرجان، عن فعاليات الدورة العاشرة، وما يقوله الفنانون والمثقفون والمدوّنون في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فارق شاسع، فهي في تلك المنابر "إضافة" و"فخر للجزائر" و"مكسب"، وفي فيسبوك "بهدلة" و"مسخرة" و"إهدار للمال العام".

ما معنى أن تكون المهرجانات السينمائية في الجزائر أكثر عددًا من الأفلام المنتجة خلال العام؟

اقرأ/ي أيضًا: منع مقهى أدبي يحرّك الشارع في الجزائر

سأل الأكاديمي حميد بوحبيب عمّا أسماها مفارقة: "ما معنى أن تكون المهرجانات السينمائية في الجزائر أكثر عددًا من الأفلام المنتجة خلال العام؟"، وسأل المسرحي أحمد رزاق "هل هو مهرجان للسينمائيين أم للشعراء؟"، في إشارة إلى دعوة نخبة كبيرة من الشعراء العرب والجزائريين، بحكم أن محافظ المهرجان ووزير الثقافة شاعران هما إبراهيم صدّيقي وعز الدين ميهوبي. ويسأل أحمد رزاق في سياق آخر: "لماذا يقام حفل افتتاح مهرجان سينمائي في مسرح، فوق هذا هو غير مكيّف؟ ألا يفترض بالمدينة التي تحتضن مهرجانًا سينمائيًا إقليميًا أن تتوفر على الهياكل اللازمة لاحتضان فعاليات المهرجان؟".

من جهة الضيوف العرب المدعوين، فقد أثارت دعوة بعض الوجوه المصرية التي كان لها حضور سلبيّ في الأزمة الكروية بين الجزائر ومصر عام 2010، وممن انخرطوا في شتم الثورات العربية وتلميع الأنظمة القامعة، حفيظة قطاع واسع من الجزائريين. كتب الإعلامي حسان زهار عن حضور الفنانة رغدة: "من دعا هذه التي لعقت الحذاء العسكري العلوي وقصّت شعرها احتفالًا بنكبة حلب؟". وفي السياق ذاته كتب الشاعر عبد العالي مزغيش: "رغده/ "تلك الشبّيحة" قالت حلب ذات دمٍ/ تلك الوغده/ تفرش وهران لها الوردا/ ولو علمت وهران بما اقترفت/ لاعتذرت للورده".

 

اقرأ/ي أيضًا:

عبد الكريم قادري.. كمن يمسح بالضّوء

بلاوي الهوّاري.. الأغنية الوهرانية تفقد عرّابها