28-أكتوبر-2018

من امسية المهرجان الأولى

ألترا صوت - فريق التحرير

انطلق قبل عامين، في مدينة بعبدات اللبنانية الواقعة في قضاء المتن الشمالي، مهرجان "موسيقيّات بعبدات"، الذي وضع نُصبَ عينه تقديم موسيقى كلاسيكية غربية، لم تكن انطلاقته ضخمةً أو ملفتة. وهذا عائدٌ بطبيعة الحال إلى عددٍ من الأمور، أوّلها عدم حصوله على التغطية الإعلامية الكافية. وثانيًا، إلى قدراته المتواضعة، وحداثة ولادته، لا سيما في ظلّ وجود مهرجانات ذات أهمية كبيرة في المشهدين الثقافي والفنّي اللبنانيين، كمهرجان "البستان" الذي انطلق سنة 1994، ومهرجان "بيروت تُرنّم" الذي انطلق بدورهِ سنة 2007، والمستمرَّين حتّى الآن.

افتُتِحت الدورة الثالثة من مهرجان "موسيقيّات بعبدات" بأمسية من أعمالٍ لموزارت وبرامز وهنديميت وشومان وبروخ وشوبرت

لكنّ هذا لا يعني أنّ الانطلاقة كانت، على بساطتها، انطلاقةً عادية إطلاقًا. فنشاط المهرجان وبرامجه المتواضعة، ثلاث أمسياتٍ فقط، عوِّضت بقدراتٍ تنظيمية لافتة، تَعكسُ رغبة القائمين عليه، وهم مجموعة من المتطوّعين المُصابين بشغف الموسيقى الكلاسيكية والعمل على نشرها، بجعله حدثًا ثقافيًا موسميًّا قوّيًا، لهُ مكانته وتأثيره في مجاله، وبين المهرجانات الأخرى المشابهة.

اقرأ/ي أيضًا: فرقة الروك الفرنسية "Feu! Chatterton".. موسيقى لأجل بيروت

الدورة الثالثة من مهرجان "موسيقيّات بعبدات"، الممتدّة على تسع أمسياتٍ، بعد أن اقتصرت على ثلاثة أمسيات فقط في الدورة الأولى، وخمسة في الثانية؛ انطلقت مساء الأمس، السبت 27 تشرين الأوّل/ أكتوبر، في قاعة كنيسة "مار أنطونيوس البدواني"، على أن تستمرّ حتّى الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر.

ما يلفت انتباه متابعي مهرجان "موسيقيّات بعبدات" هو مسألة الثبات والتغيير الحاصلة فيه، أي تغيير عدد الأمسيات ومضاعفتها دورةً وراء أخرى من جهة، والثبات على الموسيقى الكلاسيكية الغربية، والحضور الأوروبيّ المتنوّع، سواء أكان شرقيًا أو غربيًا من جهةٍ أخرى. ناهيك عن حضور الأرمن غير المتغيّر منذ أن انطلق المهرجان. هذا التنوّع، يصبُّ في سعي المنظِّمين إلى جعل المهرجان شاملًا، دون التفريط بهويته وطابعه الكلاسيكيّ الغربي، وترك الباب مفتوحًا على مصراعيه لدخول أنماطٍ جديدة من الموسيقى إلى المهرجان، لا سيما الجاز والموسيقى الإثنية. وبالتالي، إنشاء مساحةٍ من شأنها أن تقدّم فنًّا خالصًا أصيلًا وبعيدًا عن الانحطاط الحاصل في الذائقة الموسيقية بفعل الأغنية التجارية ومستوياتها المتدنية جدًا.

موسيقيّات بعبدات

لا بد من ذكر أنّ مهرجان "موسيقيّات بعبدات" يستهدف شرائح المجتمع اللبنانيّ كافّةً، دون تهميش فئة على حساب أخرى، وذلك من خلال جعله حضور أمسياته مجّانية.

افتُتِحت الدورة الثالثة من مهرجان "موسيقيّات بعبدات" بأمسية أعدّها فرانز ليسْت من مجموعة أعمالٍ لموزارت وبرامز وهنديميت وشومان وبروخ وشوبرت، وقام بأدائها كلّ من اللبنانيّ ريبال ملاعب (فيولا)، والنمساوية فيرا كارنر (كلارينت)، والنمساوية/ الإيرانية ميترا كوتيه. وكان الأداء متنوّعًا، بين منفرد وثنائي وثلاثي أيضًا. وبشأن أمسية الليلة وغدًا، من المقرَّر أن يُحييها عازف الغيتار الروسيّ أرتيوم درفويد، الذي سبق وأن استضافه المهرجان قبلًا.

يستهدف مهرجان "موسيقيّات بعبدات" شرائح المجتمع اللبنانيّ كافّةً، دون تهميش فئة على حساب أخرى

فرانسوا دومون، عازف البيانو الفرنسيّ الشهير، اختير لإحياء أمسية ليلة الـ 30 من الشهر الجاري. على أن يُشارك أيضًا أمسية مواطنه رومان لولو "ترومبيت" في اليوم التالي مباشرةً. لولو بدورهِ سيُشارك مواطنه أيضًا عازف الأرغن الكنسي غيسلان لوروا في قاعة (أسمبلي هول) بالجامعة الأمريكية في بيروت، وهي الأمسية الوحيدة خارج مدينة بعبدات.

اقرأ/ي أيضًا: فوتوغرافيا جوزيف كوديلكا.. خراب بيروت المضيء

في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر، سيكون مهرجان "موسيقيّات بعبدات" على موعدٍ مع عازف الكمان الأرمنيّ زوهراب تاديفوسيان، ومواطنه عازف البيانو آنا ميراكيان. وسيؤدّي الاثنان معًا السوناتة رقم 7 لبيتهوفن، وغيرها. في اليوم الذي يتلوه، تؤدّي الإيرلندية هيلين كيرنز مقتطفات متنوّعة للنمساوي فولفغانغ أماديوس موزارت. على أن يكون ختام مهرجان "موسيقيّات بعبدات" بأمسيةٍ ستجمع عازف التشيلّو الهولنديّ يوريس فان دن برغ، وعازف البيانو مارتينز فيلرز.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ليلة القانون في برلين.. مناولة مقدّسة بالموسيقى

معرض تغريد درغوث: الزيتونة رواية.. الزيتونة راوية