01-نوفمبر-2016

المخرج المصري الراحل يوسف شاهين (1926- 2008)

أقامت إدارة مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" احتفالية كبرى، أمس الاثنين، في قصر المؤتمرات في العاصمة التونسية لتكريم المخرج المصري الراحل يوسف شاهين (1926- 2008). وحضر الاحتفالية مجموعة من الفنانين الذين عملوا مع شاهين وعدد كبير من العاملين بالقطاع السينمائي والفني بكل من تونس ومصر، كان في مقدمتهم محمود حميدة، والمخرج خالد يوسف، وعزت العلايلي، وخالد النبوي، والممثلة التونسية درة زروق، ويسرا اللوزي، والمنتجان جابي خوري، ومحمد العدل.

خلال تكريمه في "أيام قرطاج السينمائية"، تركزت المداخلات حول تأثير يوسف شاهين في السينما المصرية

تركزت أغلب المداخلات حول تأثير وبصمة شاهين في السينما المصرية، والمكانة التي بلغها الفن السابع في بلاده والعالم، واتفق الحضور حول شخصية المخرج المتواضعة وثقافة قبول الرأي المخالف التي تمتع بها.

الفنان عزت العلايلي افتتح كلمته في الاحتفالية بقوله: "إن الحديث عن يوسف شاهين الفنان والإنسان يحتاج إلى مئات الساعات، لأنه كان فنانًا مميزًا ومختلفًا، وعلى المستوى الشخصي كان شخصا متحضرًا مثقفًا يحترم الرأي والرأي الآخر".

اقرأ/ي أيضًا: مروان.. التجريد الأكثر واقعية

قال المخرج خالد يوسف في تصريحات صحفية: "إن مهرجان قرطاج كان يحمل مكانة خاصة بالنسبة ليوسف شاهين لأنه قدمه للسينما العالمية، بعد حصول فيلمه "الاختيار" على جائزة التانيت الذهبي عام 1970 في المهرجان". وأضاف يوسف: "عندما كان فيلم المهاجر ممنوعًا في مصر، احتضنه مهرجان قرطاج السينمائي واستقبله الجمهور التونسي استقبالًا شعبيًا". وأشار يوسف إلى أن شاهين كان يهوى دائمًا مساعدة الشباب والعمل على تمكينهم من تولي زمام الأمور في سن صغير للاستفادة من حماسهم ولإعطائهم المزيد من الفرص في مجال صعب مثل السينما.

أقامت إدارة المهرجان معرضًا لصور يوسف شاهين تم افتتاحه بعد انتهاء احتفالية تكريمه. وسبق للمهرجان أن كرم شاهين قبل وفاته في 2008، ويحتفظ شاهين بعلاقة خاصة مع أيام قرطاج السينمائية حيث شارك في العديد من الدورات السابقة وفي لجان التحكيم، كما أنه كان يحضر أغلب الدورات.

يُشار إلى أن مهرجان أيام قرطاج السينمائية الذي تأسس عام 1966 يعد أعرق مهرجان سينمائي أفريقي ويعمل على دعم السينما الأفريقية وتسويقها للخارج، وكان يقام كل عامين بالتبادل مع أيام قرطاج الموسيقية إلى أن تحول عام 2015 إلى مهرجان سنوي.

وانطلقت الدورة السابعة والعشرين من مهرجان أيام قرطاج السينمائية الجمعة 28 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتستمر حتى 5 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. ومن بين المُكرّمين في هذه الدورة إضافة إلى شاهين المخرج السنغالي جبيرل ديوب مامبيتي واسم المخرج الراحل إدريسا وادراجو من بوركينا فاسو، كما يكرّم المهرجان مجموعة من السينمائيين التونسيين الذين رحلوا على مدى العام الماضي من أبرزهم المخرجة كلثوم برناز.

يعد مهرجان "أيام قرطاج السينمائية"، الذي تأسس عام 1966، أعرق مهرجان سينمائي أفريقي

وعرض المهرجان في ليلة افتتاح دورته الأخيرة الفيلم التونسي "زهرة حلب" بطولة هند صبري وإخراج رضا الباهي. ويتناول الفيلم على مدى 105 دقائق قصة امرأة تعمل مسعفة قررت السفر في رحلة محفوفة بالمخاطر لإنقاذ ابنها الوحيد الذي استقطبته جماعة متطرفة للقتال في سوريا. 

اقرأ/ي أيضًا: لعنة "شبح الأوبرا" تصيب مسرح "موغادور" الباريسي

يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة 18 فيلمًا، بينهم 4 أفلام من تونس، و3 من مصر، وفيلمان من سوريا، وآخران من المغرب، فضلًا عن فيلم واحد لكل من دول جنوب أفريقيا، والسنغال، ونيجيريا، وبوركينافاسو، والعراق، تشاد، فيما تشارك فلسطين والأردن بفيلم مشترك.

بينما يتنافس 20 فيلمًا ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، منهم 4 من تونس، وفيلمان من لبنان، فيما تساهم كل من مصر، والسعودية، وإثيوبيا، والكاميرون، والمغرب، ومدغشقر، والسنغال، والعراق، وقطر، وجنوب أفريقيا، والبحرين، ورواندا، ونيجيريا، والسودان بفيلم واحد لكل دولة.

وتشارك 4 أفلام مصرية في الأقسام المختلفة للمهرجان، وهي "اشتباك" بطولة نيللى كريم، وإخراج محمد دياب، و"حرام الجسد" بطولة الفنانة ناهد السباعي وإخراج خالد الحجر للمشاركة في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة وينافسهما 17 فيلمًا آخر من مختلف الدول الأفريقية والعربية المشاركة. كما يتنافس في مسابقة الأفلام الصغيرة فيلم "حار جاف صيفًا" للمخرج شريف البنداري وبطولة ناهد السباعي ومحمد فريد ومحمد عبد العظيم لمنافسة 18 فيلما آخر للفوز بجائزة المسابقة.

وينافس فيلم "أبدًا لم نكن أطفالًا" لمحمود سليمان في مسابقة العمل الأول للأفلام الوثائقية التي تحمل اسم مؤسس مهرجان قرطاج "الطاهر شريعة"، فيما لم يشارك أي فيلم مصري في مسابقة السينما الواعدة والتي يشترك فيها 18 فيلمًا.

اقرأ/ي أيضًا:

هل ترّوض باريس الـ"ستريت آرت"؟

ملحم بركات... إرث الأحزان الشفيفة