05-يونيو-2017

الصورة الترويجية للمهرجان

يقام في العاصمة الفرنسية باريس مهرجان سينما فلسطين في نسخته الثالثة، والمقرر بين 2 وحتى 11 حزيران/يونيو الجاري. أصبح المهرجان خلال ثلاث سنوات أشبه بموعد سنوي محدد ومعروف ضمن الفعاليات الثقافية في باريس. وضمن خطة لتقديم الثقافة الفلسطينية للجمهور الفرنسي والاحتفاء بها.

فكرة مهرجان السينما الفلسطنية الرئيسية لهذا العام هي "نكسة حزيران" 1967 حيث تصادف هذه السنة الذكرى الخمسين للنكسة

مهرجان سينما فلسطين تأسس من قبل ناشطين من دول عربية وأوروبية داعمين للقضية الفلسطينية، وحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد «اسرائيل» (BDS) من جامعة باريس الثامنة في سان- دونيه. ويُكرّم فيه كل عام فنان وسينمائي فلسطيني أثر بالإرث السينمائي والفني في فلسطين، كالمخرج ميشيل خليفي الذي كُرم في الدورة الماضية، والتي أطلّ من خلالها المخرج البريطاني كين لوتش مؤكدًا على مقاطعة إسرائيل ودعم القضية الفلسطينية.

فكرة مهرجان سينما فلسطين الرئيسية لهذا العام هي "نكسة حزيران" 1967 حيث تصادف هذه السنة الذكرى الخمسين للنكسة، وفي هذا الإطار أطلق المهرجان ما سمي بوجهات نظر حول أفلام عام 1967 في برنامج أفلام حافل بـ 22 فيلمًا فلسطينيًا وعربيًا بين أفلام روائية طويلة وقصيرة وأفلام وثائقية.

اقرأ/ي أيضًا: 19 فيلمًا ننتظر عرضها بالسينمات في النصف الثاني من 2017

ومن ضمن فعاليات المهرجان تكريم للسينمائي الفلسطيني محمد بكري، من خلال عرض فيلمه جنين جنين. كما ويحتوي البرنامج على حفلة موسيقيّة لفرقة "صول السبعة وأربعين"47 Soul ولأول مرة في برنامج المهرجان يتم التخطيط لمسابقة أفلام قصيرة. إلى جانب ندوات ولقاءات ونقاشات على هامش عروض الأفلام، تفسح المجال أمام الجمهور للمناقشة والتقييم.

محمد بكري (1953) هو ممثل ومخرج ومنتج فلسطيني، بدأ مشواره الفني عبر دراسة المسرح، صور فيلمه الوثائقي جنين جنين 2003 والذي عمل عليه خلال فترة الانتفاضة الثانية، بعد حصار شديد وتدمير تعرض له مخيم جنين لللاجئين الفلسطينين من قبل الجيش الإسرائيلي.

خلق الفيلم في ذلك الوقت جدلًا غير مسبوق، وجعل من المخرج محمد بكري هدفًا لإسرائيل. وإلى اليوم ما تزال تقدم ضده دعاوى قضائية بتهم قذف وتشهير، بعد أن واجه حملة ملاحقة وتحريض منذ أكثر من 14 عامًا من قبل المؤسسة القضائية الاسرائيلية على خلفية الفيلم عينه. والذي كشف من خلاله فظاعة الاحتلال خلال الحملة العسكرية لاجتياح المخيم، والتي سميت وقتها بالسور الواقي.

من اللافت لهذا العام أيضًا البوستر الدعائي لمهرجان سينما فلسطين، والمستوحى من صورة لامرأة من المقاومة الفلسطينية تحمل كاميرا بيدها، تعود إلى فترة السبعينات، تلك الفترة التي كانت فيها الكاميرا تعتبر بمثابة السلاح، حين كانت تخدم المقاومة الفلسطينية والدعاية لها، ولم يختلف الأمر إلى اليوم بالعلاقة بين السينما الفلسطينية والواقع.

أول الأفلام المعروضة في مهرجان سينما فلسطين لهذا العام هو فيلم المخرجة الفلسطينية مي مصري 3000 ليلة، والذي يحكي سيرة أسيرات فلسطينيات في سجن إسرائيلي، يقمن بإضراب عن الطعام لتحقيق مطالبهن.

وهنالك أيضًا قائمة أفلام تعرض تباعًا خلال أيام مهرجان سينما فلسطين في باريس، نذكر منها فيلم "غزة سيرف كلوب" للمخرجين فيليب نات، وميكي يمين. يحكي عن مجموعة من راكبي الأمواج في غزة. جيل جديد يعيش محاصرًا داخل أكبر سجن في الهواء الطلق بالعالم تحكمه الحرب فينجذب للشواطئ، حيث يجد حريته الشخصية في أمواج البحر المتوسط بعدما مل أفراده من الاحتلال والجمود السياسي.

وفيلم الأنيميشن "عيني" إخراج أحمد صالح، والذي حصل على جائزة الأوسكار عن فئة الأفلام القصيرة عام 2016. قصة الفيلم مستوحاة من أحداث حقيقية عاشها المخرج خلال القصف لأول مرة في مخيم عسكر بالقرب من نابلس، وكان مراقبًا ردات فعل أهل المخيم وكيف تعاملوا مع القصف. يبني فيلمه من وجهة نظر بضعة صبية صغار. كيف يرون الحرب وأهوالها، بالعلاقة مع شغفهم بالموسيقى.

أول أفلام مهرجان السينما الفلسطينية المعروضة هو فيلم المخرجة مي مصري 3000 ليلة، والذي يحكي سيرة أسيرات فلسطينيات في سجن إسرائيلي

فيلم "خمسة أولاد وعجل" للمخرج سعيد زاغة مقتبس عن قصة قصيرة للأديب الأمريكي ريموند كارفر بعنوان "موسيقى وسجائر ودراجات" وتدور أحداثه في الأردن، حول مدرس إعدادي يحاول اكتساب ثقة ابنه بشتى الطرق، وعندما يقع الابن في مشكلة مع الجيران قد تطلب تدخل الأب، تتفاقم الأمور وتخرج عن سيطرة الأب وتضعه في اختبار لمبادئه وأخلاقه.

بالإضافة إلى فيلم "اصطياد أشباح" للمخرج رائد أنضوني، عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي في دورته الأخيرة، وحاز على جائزة أفضل فيلم وثائقي.

يوثق المخرج من خلال هذا الفيلم معاناة المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، حيث المعاملة السيئة داخل المعتقلات، تُسرد في مشاهد تمثيلية ضمن الفيلم التسجيلي، حيث يستعيد الممثلون وهم معتقلون سابقون كل تجاربهم مع الاعتقال والتعذيب الذي تعرضوا لها.

فيلم "الليل" للمخرج السوري محمد ملص. تدور أحداثه حول قصة شاب يريد استعادة حياة والده المدفون في مدينة القنيطرة السورية بعد حياة حافلة بالكفاح ضد العدوان الاسرائيلي، وبعد أن صارت المدينة في قبضة اﻹسرائيليين بعد هزيمة الجيوش العربية في عام 1967.

اقرأ/ي أيضًا: هل كان 2016 عام السينما اللبنانية؟ أبرز 8 أفلام تثبت ذلك

فيلم "عيد ميلاد ليلى" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي. يحكي الفيلم قصة القاضي أبو ليلى الذي عاد إلى فلسطين رغبةً منه بالعمل فيها والمساعدة في إعمار وطنه، يعمل كسائق تاكسي بانتظار أن يمارس مهنته. في يوم عيد ميلاد ابنته ليلى لا يرغب بشيء إلا بالعودة إلى المنزل في وقتٍ مبكر للاحتفال مع أسرته.

فيلم "العصفور" للمخرج المصري يوسف شاهين. تقع أحداث الفيلم قبيل وقوع هزيمة عام 1967 حيث كان يعمل الصحافي يوسف بكل جد على إجراء تحقيق صحافي يتعلق بالسرقات التي تقع في القطاع العام، وعلاقة ذلك برأس السلطة، وفي نفس الوقت تعمل بهية الخياطة المقيمة في حي الحسين من أجل توفير معيشة طيبة لابنتها وتقوم بتأجير غرف سكنية لعدد من الأشخاص الذين ينتمون لشرائح مختلفة من الشعب المصري.

فيلم "رجل عائد" للمخرج مهدي فليفل. يحكي قصة الشاب رضا الذي يعود إلى منزله في المخيم بشخصية جديدة بعد أن قضى ثلاث سنوات عالقًا في اليونان. فقد فشل في الحصول على اللجوء والهرب بعيدًا عن المخيم بسبب ما فرضته الحرب السورية من قيود على عالمه، فقرر الزواج من رفيقة دربه للهرب من هذا الواقع المرير، رغم أنّ النتيجة قد لا تكون السعادة التي يتمناها.

فيلم رجل عائد للمخرج مهدي فليفل. يحكي قصة الشاب رضا الذي يعود إلى منزله بالمخيم بشخصية جديدة بعد أن قضى 3 سنوات عالقًا باليونان

اقرأ/ي أيضًا:

الإنسان والآلة في أوديسة ستانلي كوبريك

فيلم "البائع" بين أصغر فرهادي وآرثر ميلر