10-فبراير-2017

الدورة 67 من مهرجان برلين السينمائي (Getty)

مهرجان برلين السينمائي واحد من أهم مهرجانات السينما العالمية المعنية بكل قضايا العالم اجتماعية كانت أم سياسية، ويمكن اعتباره واحد من ردود الأفعال الفنية الأوروبية على مجريات ووقائع العالم، معبرًا عن ذلك من خلال تفاصيل عديدة، برنامج المهرجان، الأفلام وموضوعاتها التصريحات الصحفية وحتى اختيار لجنة التحكيم.

جاءت هذه الدورة وككل دوراته السابقة، محملة بكل مايمكن قوله أمام واقع بات يزداد سوادًا يومًا بعد يوم، كما صرح مدير المهرجان "ديتر كوسليك" إن دورة هذا العام ستصف الجحيم اليومي الذي نعيشه وإن الكثير من المخرجين سيعودون بالزمن إلى الوراء في محاولة لتفسير الحاضر المخيف.

ولم يكن هذا غريبًا باعتبار أن المهرجان يتبنى موضوعات شائكة يضعها أمام عينيه ويجد بأنه من غير المنطقي ألاّ تراها السينما بعيون واسعة.

فقد أوضح كوسليك أيضًا بأن برنامج هذه الدورة يقدم أفلامًا تتناول موضوعات مختلفة عن الشجاعة والإقدام مع الكثير من الفكاهة والمرح، مؤكدًا أنه بالرغم من كافة الاضطرابات التي يشهدها العالم، فهو برنامج متفاءل. حيث يضم المهرجان ما يقارب400 فيلمًا بمختلف أقسام المهرجان، يتم عرضها على مدار 11 يوم.

مهرجان برلين السينمائي واحد من أهم مهرجانات السينما العالمية، ويمكن اعتباره واحد من ردود الأفعال الأوروبية على مجريات العالم

ويصف المهرجان هذا العام أيضًا بأنه أكثر مهرجانات السينما تسييسًا، وأكثرها قربًا من الواقع الأمر الذي يجعله واحدًا من أكبر وأهم المهرجانات السينمائية العالمية كما يصفه القائمين عليه والمتابعين له.

وقد بدا ذلك جليًا منذ الساعات الأولى لإعلان الافتتاح وخلال المؤتمر الصحفي للجنة التحكيم التي جاءت محملة بالأراء والردود على وحدة من الوقائع المثيرة للجدل وهي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لجنة التحكيم والتي غالبًا ما تقدم وجه المهرجان وسيرته منذ اليوم الأول، يرأسها المخرج وكاتب السيناريو الهولندي بول فيرهوفن، صاحب فيلم elle بمشاركة أعضاء آخرين، وهم المنتجة التونسية درة بوشوشة، والممثل أولافور الياسون من أيسلندا، والممثلة الأمريكية ماجى جيلينهال، وضمت اللجنة أيضًا ترامبوجوليا جنتيش من ألمانيا، والمخرج دييجو لونا من المكسيك، والمخرج وكاتب السيناريو وانغ كيونان من جمهورية الصين الشعبية.

اقرأ/ي أيضًا: النسخة الثالثة لتظاهرة "سينما فلسطينية" في تولوز

وبالرغم من تصريح فيرهوفن، خلال كلمته التي ألقاها على الحضور، أن الحكم على الأفلام المعروضة في المسابقة سيكون دون أي انحيازات سياسية، لكن الأمر لم يخلو من الأحاديث السياسية وخاصة الأمريكية. واصفًا ترامب بأنه الرئيس الأكثر مبالغة في التاريخ، وأن التركيز يجب أن يكون على اللاجئين والأوضاع الاجتماعية، خاصة وأن الأغنياء اليوم يزدادون ثراءً، والفقراء يزدادون فقرًا.

كما وصرحت الممثلة ماجى جيلينهال بإن وجودها فى مهرجان برلين كممثلة عن الولايات المتحدة فى حدث بارز بهذا الشكل من دواعى سرورها وأنها فرصة ليعرف العالم أن هناك الكثيرين فى بلدها على استعداد للمقاومة. قاصدةً بذلك سياسات الرئيس الأمريكي. وأشارت إلى أن الأعمال المشاركة في المهرجان لهذا العام تتسم بالشجاعة في التعبير عن النفس.

فيما قال المخرج المكسيكي دييجو لونا ردًا على دعوات الرئيس الأمريكى ترامب لبناء جدار فاصل بين المكسيك وأمريكا، إنه في برلين لمعرفة كيفية هدم الجدار، موضحًا أن الشىء الإيجابي فى الأمر هو أنه يجب أن يكون هناك رد فعل على ذلك وأن يكون هو جزء من رد الفعل الذى يتلخص فى إرسال رسالة حب لأن الحب هو السبيل الوحيد لمواجهة الكراهية، مشيرًا إلى أنه يعبر الحدود مع الولايات المتحدة من 3 إلى 4 مرات شهريًا، ولديه العديد من قصص الحب هناك ولن يسمح للجدار بأن يقف فى مواجهة قصص حبه هناك.

فيلم الافتتاح
افتتح المهرجان بالفيلم الفرنسي"ديجانغو" إخراج إتيان كومار فيلم سيرة ذاتية عن الموسيقي جانغو راينهارات، عائدًا بالزمن إلى عام 1943 حين كانت فرنسا محتلة من قبل النازيين، وقتها كانت ألحان راينهارت وصوت غيتاره خير ملجئ للكثير من الفرنسيين الذين لم يتحملوا فكرة الوجود النازي في باريس.

وقد تعرضت أسرته للكثير من المضايقات من قبلهم، كما حاربوه لأن يعزف موسيقى الجاز، معتبرين بأنها موسيقى خاصة بالسود في أمريكا. يلعب دور راينهارت الممثل الفرنسي من أصل جزائري رضا كاتب حفيد الروائي الراحل كاتب ياسين، ويدخل الفيلم إلى المسابقة الرسمية مع ثمانية عشر فيلمًا أخرًا. منافسًا على الدب الذهبي في فئة الأفلام الروائية الطويلة.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "السلحفاة الحمراء" والواقعية السحرية

يشارك إلى جانبه الفيلم البرازيلي "خواكيم" إخراج مارسيلو جوميز والذي يقدم سرد تاريخي حول بطل البرازيل القومي جواكيم جوزيه دا سيلفا. وفيلم "الضفة الأخرى من الأمل" للمخرج الفنلندي آكي كوريسماكي، حيث يصور صعوبات يواجهها شاب سوري استطاع الوصول إلى فنلندا مؤخرًا.

الأفلام العربية
يتضمن برنامج المهرجان عدد من الأفلام العربية داخل أقسام متنوعة منه، إذ يشارك الفيلم المصري "صيف تجريبي" للمخرج محمود لطفي في قسم المنتدى الموسع، يحكي تفاصيل رحلة بحث مضنية عن النسخة اﻷصلية من فيلم مصري كلاسيكي صُنع خلال الثمانينات، وتمت مصادرته من قبل الجهات الحكومية.

افتتح مهرجان برلين بفيلم"ديجانغو"، وهو فيلم عن الموسيقي جانغو راينهارات، عائدا بالزمن لعام 1943 حين كانت فرنسا محتلة من النازيين

فيلم وثائقي مصري أخر يحمل اسم "واحد زائد واحد يصنع كعكة شوكولاتة فرعونية" إخراج مروان عمارة وإسلام كمال. وفي نفس القسم يشارك الفيلم الفلسطيني "بوابة يافا"، والفيلم اللبناني القطري "سكون السلحفاة" للمخرجة روان ناصيف، والفيلم اللبناني "ليس كل يوم ربيع".

والفيلم التونسي "جسد غريب" للمخرجة رجاء عمايري، وفيلم "منزل في الحقول" للمخرجة تالا حديد، وفيلم "شعور أكبر من الحب" للمخرجة اللبنانية ماري جيرمانوس سابا. بالإضافة إلى مشاركة فيلمين عربيين بقسم البانوراما وهما "تحقيق في الجنة" للمخرج الجزائري مرزاق علواش، و"اصطياد الأشباح" للمخرج الفلسطيني رائد أندوني.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم Hidden Figures: أمريكا بلد المتناقضات بامتياز

فيلم "Nocturnal Animals" كائنات ليلية تحبس الأنفاس