12-نوفمبر-2016

ملصق الدورة الحالية من المهرجان

على وقع الاضطرابات السياسية، وبيانات الحركات والتجمعات السياسية، التي تدعو للتظاهر ضد نظام قائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، وما حصل من إغلاق لمحطات المترو في العاصمة المصرية، تنطلق منتصف الشهر الجاري، فعاليات الدورة الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، المرعي رسميًا.

سيشارك نحو مائتي فيلم في مهرجان القاهرة السينمائي وسط تخوفات من وقع الوضع البوليسي على الحضور

ومن المتوقع، بحسب ما جاء على لسان إدارة المهرجان، أن يشارك نحو مائتي فيلم، من 61 دولة، سيتم عرضها خلال الفترة الممتدة من 15 وحتى 23 تشرين الثاني/نوفمبر، يتنافس ضمنها 16 فيلمًا في المسابقة الدولية لنيل جائزة "الهرم الفضي".

اقرأ/ي أيضًا: بانوراما الفيلم.. 5 أفلام وثائقية جديرة بالمشاهدة​

إدارة المهرجان اختارت أن تكون السينما الصينية ضيف شرف، عن طريق مشاركتها بما يقارب 15 فيلمًا، حيث كانت عقدت مؤتمرًا صحفيًا نهاية تشرين الأول/أكتوبر الفائت، أوضحت فيه رئيسة المهرجان، ماجدة واصف، أن سبب اختيار جمهورية الصين يرجع إلى مرور 60 عامًا على تدشين العلاقات المصرية-الصينية المنطلقة سنة 1956.

يستغل النظام المصري الفعاليات السينمائية في محاولة للقول إن كل شيء طبيعي وآمن في مصر

ووفق ما ورد في جدول برنامج المهرجان، فإن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية تمثل أكثر من 10 دول، إذ تشارك الدولة المنظمة بفيلمين، أولهما "يوم للستات" لكاملة أبو ذكرى، والثاني "البر الثاني" لعلي إدريس، أما الدولة العربية الوحيدة المشاركة في المسابقة الرسمية فهي الجزائر عبر فيلم "حكاية قريتي" لكريم طرايدية، في حين تدخل دولتان عربيتان المنافسة بفيلم "ميموزا" لأوليفر لاكس، وهو من إنتاج مشترك مغربي-قطري-فرنسي-إسباني.

كما تشارك سينما أوروبا الشرقية في المسابقة الرسمية بفيلم "زوجة طيبة" ميرغانا كارانوفيتش من إنتاج مشترك لصربيا، والبوسنة والهرسك، وكرواتيا، وفيلم "حياة آنا" لنينو باسيليا من جورجيا، و"قتلة على كراس متحركة" لإتيلا تيل من المجر، إضافة لفيلم "لسنا بمفردنا أبدًا" لبيتر فاكلاف من جمهورية التشيك، وأخيرًا "جاكوب الصغير" لماريوس بيلينيسكي من بولندا.

أما باقي الأفلام المتنافسة على جائزة "الهرم الذهبي" فكانت "كلاب" لبوجدان ميريكا من فرنسا، و"غرباء كلية" للمخرج الإيطالي باولو جينوفيزي، ويشارك الصيني يولين ليو بفيلم "شخص ما للتحدث إليه"، ومن إستونيا ينافس المخرج أنو أون على عمله "الفتى القطبي"، فيما تحضر السينما البوليوودية بفيلم "الممر الضيق" بإخراج مشترك لساتيش وسانتوش بابوسينان.

واستكمالًا للأفلام التي اختيرت من الإدارة للمشاركة في المسابقة الرسمية، وكانت من إنتاج مشترك، فهي فيلم "قطار الملح والسكر" من إخراج ليسينيو أزيفيدو، وإنتاج البرتغال-موزمبيق-فرنسا-جنوب أفريقيا-البرازيل، وفيلم "استراحة قصيرة" من إخراج مشترك لديلفين وكولان مورييل، وإنتاج يوناني-فرنسي.

اقرأ/ي أيضًا: تصنيفات الأفلام وما تعنيه للجمهور​

وأسندت الإدارة رئاسة لجنة التحكيم للدورة الـ38 للمخرج الألماني كريستيان بيتزولد، إلى جانب الأعضاء المخرجة والسيناريست الصينية لي يو، والمخرج البولوني فيليب باغون، والمخرج المالي شيخ عمر سيسكو، والمخرجة الأمريكية ماري سويني، ومنتجة الأفلام الأسترالية روبين كرشو، والممثلة الأردنية صبا مبارك، وأخيرًا المصريان الممثلة أروى جودة، والمخرج هاني خليفة.

ما الجدوى من السينما إن لم تكن أداة نقد للواقع وتحريض عليه؟!

وقالت إدارة المهرجان عبر موقعها الرسمي إنها أصدرت قرارًا بعودة عروض المهرجان إلى الصالات المتواجدة وسط المدينة، بعد أن توقفت عن استضافة العروض عام 2012، حيث تشارك في استضافة الأفلام المعروضة 10 صالات سينما، هذا في محاولة للوصول إلى الجمهور بأي سبيل، نظرًا لما تقاسيه القاهرة من أوضاع أمنية يفرضها النظام تحسبًا من أي مظاهرة معارضة لسطوته.

وعلى الرغم من الفعاليات التي سترافق المهرجان طيلة أيام العروض، والجدول السينمائي الذي يشهد زخمًا فنيًا، إلا أن توقيته لم يكن مناسبًا في ظل ما يعانيه المواطن المصري من تدهور في الحالة الاقتصادية، وازدياد القبضة الأمنية، وبالأخص بعد الدعوات للتظاهر أمس الجمعة، والتي جعلت الحكومة المصرية ترفع حالة الطوارئ للدرجة القصوى.

إذ إن التضييق الأمني الذي تشهده القاهرة، لن يسمح لرواد السينما بالاستمتاع بالمنتوج الفني المقدم لهم، طالما أنها ستشهد انتشارًا أمنيًا واسعًا، لكن ذلك لن يمنع الحكومة المصرية من تنظيم هكذا فعالية، لتظهر للفنانين الذين يستضيفهم المهرجان، أن أمور البلاد والعباد لا تزال بخير وتحسن من صورتها عبر استغلال مستويات يفترض أنها مساحة نقدية للسياسة والمجتمع بالمقام الأول.

اقرأ/ي أيضًا:

 سينما من أجل الحرية

الإسلامي واليساري في سينما عادل إمام​