انطلقت يوم الجمعة 29 أذار/مارس الجاري، دورة جديدة من "المهرجان الدولي للموسيقى التجريبية – ارتجال" في العاصمة اللبنانية بيروت، في نسخته التاسعة عشر. تأسّس المهرجان وانطلقت دورته الأولى عام 2000 كمساحةٍ موسيقية مختصّة ومعنية بالموسيقى التجريبية فقط. ويسعى عبر دوراته المُنتظمة سنويًا ليكون وجهة ومنصّة لفنّانين محلّيين وعالميين على حدٍّ سواء.
يشكل مهرجان ارتجال مساحة موسيقية نادرة في غير تقليديتها والحجم الكمي للموسيقى التي تقدم في فترة مكثفة
المهرجان الذي انطلق لمجاراة موجة الحداثة الموسيقية، ونقل مختلف التجارب الموسيقية التجريبية العالمية إلى المشهد الموسيقي العربيّ وجمهوره، كنمطٍ موسيقي جديد يُعدّ مرحلةً جديدة في الفنون السمعية، من خلال تميّزه بعدم اعترافه أو ركونه إلى أي معايير ثابتة ومُعترفٌ بها قبلًا. إذ نجح طيلة 19 عامًا في تكريس حضوره كمنصّة مستقلّة توفّر لقاءً سنويًا تتفاعل فيه الأصناف الموسيقية، ويجري فيه تبادل الخبرات والتجارب، واكتشاف الموسيقى الصاعدة في العالم العربيّ. وبناءً على هذا الأساس توسّع مهرجان "ارتجال" عامًا بعد آخر، مُحافظًا على هويته "التجريبية"، ومُستقطبًا لا هواة هذا النوع من الموسيقى فقط، وإنّما موسيقيين قادمين من خلفياتٍ موسيقية مختلفة وتقليدية.
اقرأ/ي أيضًا: خوان مايورغا.. "السلام الدائم" بـ3 كلاب
تتميّز الدورة الـ 19 من "ارتجال" برفع القيّمين على المهرجان من سقف العمل، حيث يضمُّ لهذه الدورة 12 عرضًا منفردًا. وبحسب جمهور المهرجان، والمهتمّين بالشأن الموسيقيّ، يعدُّ تقديم هذا الكم من العروض المنفردة في يوم واحد، سابقةً هي الأولى من نوعها منذ تأسيس "ارتجال". وتتشارك هذه العروض جميعها تقديم مقطوعاتٍ مكتملة العناصر، على عكس الدورات الـ 18 السابقة التي شهدت تقديم مجرّد عروضٍ لآلاتٍ منفرّدةٍ فقط.
تُفتتح أمسيات دورة هذا العام بعرضٍ أوّل لعازف الساكسفون البريطانيّ جون باتشر على خشبة "مسرح المدينة" في العاصمة بيروت. في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءً، ينطلق العرض الأوّل تحت عنوان (قصاصات طرب)، يؤدّيه جون باتشر برفقة عازف الدرامز والإيقاع مارك ساندرز. وبحسب ما تمّ تداوله داخل أروقة المهرجان، فإنّ هذا العرض يجيءُ ضمن تجربةٍ سابقة للعازف البريطانيّ بدأت مع اللبنانيّ طارق عطوي عام 2011 لغرضٍ واحد فقط، وهو اختبار أثر الموسيقى الشرقية على ثقافاتٍ مختلفة.
اختتمت الأمسية الأولى من "ارتجال" بعزفٍ لثنائي "التنين"، برفقة الثنائي الألمانيّ جوس تورنبول وبابلو جيو
ينتهي عرض جون باتشر ومارك ساندرز ليبدأ عرضًا آخر يقدّمه أربعة عازفين من اليونان "Trigger Happy". واختتمت الأمسية الأولى من "ارتجال" بعزفٍ لثنائي "التنين"، برفقة الثنائي الألمانيّ جوس تورنبول وبابلو جيو. ويضمّ هذا العرض تحت سقفه اصواتًا مختلفة من ثقافاتٍ مختلفة؛ إيقاع عربيّ وآخر فارسي، يجاوره عزف على البزق يقدّمه اللبنانيّ عبد قبيسي، وسط مؤثّراتٍ صوتية وترومبيت الألمانيّ بابلو جيو.
وزّع القائمون على "المهرجان الدولي للموسيقى التجريبية – ارتجال" عروض اليوم الثاني من المهرجان على كلٍّ من جمعية (أشكال ألوان)، و (The Ballroom Blitz). تُفتتح الأمسية الأولى في جمعية أشكال ألوان في تمام الساعة الرابعة مساءً بعزفٍ للبنانيّ رائد ياسين على الدوبل باص، يرافقه عزف مُقابل لفرقة Acte Vide اليونانية. يتبع عرض رائد ياسين عرضًا آخر عبارة عن مزيحٍ بين الموسيقى والرقص في آن معًا. يقدّمه عازف العود والمؤلّف الموسيقيّ العراقي الشاب خيام اللامي، والراقصة اللبنانية ليلدا يونس.
من أشكال ألوان ننتقل في تمام الساعة التاسعة مساءً من الـ 30 من أذار/ مارس إلى فضاء (The Ballroom Blitz)، حيث تُستكمل عروض اليوم الثاني من المهرجان مع عرضٍ يقدّمه كلٍّ من مازن كرباج "ترومبيت"، وشريف الصحناوي "غيتار"، بالتعاون مع كريستين عبد النور "ساكسفون" والأستراليّ توني باك "درامز". يُتبع مُباشرةً بعرضٍ للبنانيين جواد نوفل وجاد عطوي. يليه عرض للموسيقية المصرية ندى الشاذلي "كيبوردز وإنشاد"، يرافقها شريف المصري "غيتار، الكترونيكس" والثنائي الألمانيّ موريس أغناس "دوبل باص" وكونراد أغناس "درامز"، يُجاوره عرض الكتروني منفرد للألمانيّ توماس برينكمان. على أن يكون الاختتام مع ربيع البعيني وزياد مكرزل.
في اليوم الثالث والأخير من المهرجان، يوم السبت 31 أذار/ مارس، سوف يكون جمهور مهرجان "ارتجال" على موعدٍ مع عروضٍ فردية يستضيفها "استديو زقاق". تبدأ العروض من الساعة الثالثة بعد الظهر، ويتناوب على تقديمها عازفون من جنسياتٍ مختلفة، يونانية ولبنانية وسويسرية وكردية ومصرية، على آلاتٍ مختلفة أيضًا، كالكمان المتوسّط، والغيتار والدرامز، دون أن ننسى المؤثّرات الصوتية والغناء. ومع انتهاء العروض، تُطوى صفحة الدورة الـ 19 من "المهرجان الدولي للموسيقى التجريبية – ارتجال".
اقرأ/ي أيضًا: