23-نوفمبر-2021

دعوات في هونغ كونغ للإفراج عن الصحفية تشانغ تشان (Getty)

في كانون الأول/ديسمبر عام 2020، حكمت السلطات الصينية على الصحفية تشانغ تشان بالسجن أربع سنوات، بتهمة "إثارة الخلافات والمتاعب" التي كثيرًا ما تستخدمها الحكومة لقمع الحريات.

التهمة جاءت على خلفية تغطية تشان أحداث تفشي فيروس كورونا كوفيد19 في مدينة ووهان الصينية، ونشرها مقاطع فيديو وتقارير وصورًا عن أحوال المدينة، من ازدحام في المستشفيات، واكتظاظ محارق الجثث، وتخويف المواطنين من الحديث عن ذلك، كما اشتبكت مع السلطات الصينية أكثر من مرة.

على وشك الموت

تحدثت تقارير حقوقية عن سوء حالة تشان في سجنها، وتدهورها يومًا بعد يوم، إذ قالت الأمم المتحدة إنه ومنذ اعتقالها، أضربت تشانغ تشان عن الطعام بشكل كامل وجزئي احتجاجًا على توقيفها.

وبحسب ما أوضحت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان مارتا هورتادو، فإن تشان تعاني حاليًا من سوء تغذية حاد وقرحة بالمعدة ووذمة متقدمة في أطرافها السفلية، وأنها غير قادرة على المشي أو رفع رأسها دون مساعدة.

كما أُدخلت إلى مستشفى السجن لمدة 11 يومًا بسبب حالتها الصحية، وخلال هذه الفترة ورد أنها قيدت بسرير المستشفى وخضعت للتغذية القسرية.

إلى ذلك، حذرت المفوضية من "تدهور صحة تشان بسرعة واحتمالية فقدانها الحياة، إذا لم تحصل على العلاج الطبي المناسب على الفور".

وكانت تشانغ تشان اعتقلت في 14 أيار 2020 من مدينة ووهان، وتم نقلها إلى مدينة شنغهاي حيث تمكث منذ ذلك الحين بمركز احتجاز في منطقة بودونغ الجديدة حتى اللحظة.

إجراء انتقامي

دعت منظمة العفو الدولية إلى الإفراج الفوري عن الصحفية الصينية المسجونة، وقالت على لسان مديرة حملاتها المعنية بالصين جوين لي في وقت سابق من هذا الشهر "يبدو أنّ تشانغ تشان، التي ما كان ينبغي أن تُسجن في المقام الأول، معرّضة لخطر الموت في السجن، ويجب على السلطات الصينية إطلاق سراحها فورًا حتى تتمكن من إنهاء إضرابها عن الطعام، وتلقي العلاج الطبي المناسب الذي تحتاجه بشدة".

وعن قرار الحكومة الصينية، أضافت المنظمة أن محاكمة تشانغ تشان، لمجرد تغطيتها لما كان يحدث في ووهان، وتكتم السلطات الكبير بشأن الوباء، هو "اعتداء مشين على حقوق الإنسان".

اقرأ/ي أيضًا: عام 2020 الأخطر على الحريات الصحافية في الصين

فيما وصف خبراء أمميون الإجراء بحق تشان، "بالإجراء الانتقامي المقلق الذي يهدف إلى معاقبة من يحاولون الالتفاف على الرقابة الحكومية لمشاركة المعلومات لصالح الصحة العامة".

من جهتها، ذكرت قناة "CNN" أن عائلة الصحفية ومحاميها يعملون حاليًا على تقديم التماس للإفراج الطبي المشروط عن تشان، آملين إنقاذ حياتها.

بدوره، توقّع تشانغ جو شقيق الصحفية عبر تغريدة له على تويتر ألا تعيش اخته لفترة أطول، إذا لم تصمد خلال الشتاء القادم، مضيفًا "آمل أن يتذكرها العالم كما كانت في السابق".

 

ولا تعدّ تشانغ تشان (38 عامًا) المحامية السابقة الوحيدة التي تعرضت لانتهاك يمس حرية التعبير في الصين على خلفية تغطية بداية أزمة تفشي كورونا، بل شاركها مصيرها نشطاء حقوقيون كثر، أمثال المحامي تشين كويشي، والصحفيان تشن مي وكان وي، وغيرهم بحسب CNN.

جائزة "الشجاعة الصحفية"

نالت الصحفية "المتمردة" جائزة حرية الصحافة 2021 المقدمة من قبل منظمة "مراسلون بلا حدود" عن فئة "الشجاعة الصحفية"، نظرًا لما قدمته تشانغ تشان من تقارير خطيرة عن تعامل الحكومة الصينية الفاشل والوحشي، مع تفشي فيروس كوفيد19 إبان ظهوره ووصوله ذروته، في مدينة ووهان الصينية عام 2020.

وتسعى "مراسلون بلا حدود" إلى لفت الانتباه إلى وضع الصحفية المسجونة عبر هذه الجائزة التي منحتها إياها قبل أيام.

الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بدورهم تفاعلوا مع القضية، خلال فترة ممتدة لأكثر من عام، عبر وسم #zhangzhan، وطالبوا بإفراج السلطات الصينية فورًا عن الصحفية الشُجاعة تشانغ تشان.

آخر ظهور

بتاريخ 29 كانون الأول 2020، نشرت قناة BBC على موقع يوتيوب تقريرًا قالت إنه تضمّن لقطات يُعتقد أنها آخر مقابلة للصحفية تشانغ قبل اعتقالها، والتي ظهرت فيها قوية ومتمردة كما وصفت نفسها، متحدثة عما وثقته في أولى أيام الإغلاق الكامل الذي شهدته مدينة ووهان الصينية.

وتجدر الإشارة إلى أن تشان تعرضت لاعتقال سابق من قبل السلطات الصينية لأربعين يومًا في نيسان 2019، لتأييدها احتجاجات هونغ كونغ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد إيقاف بث "BBC".. عدوى حجر الإعلام من الصين إلى هونغ كونغ

الصين تعلن اعتقال صحفية أسترالية بعد 6 أشهر من احتجازها