12-يناير-2021

السائق الفرنسي بيتر هانسل خلال المرحلة التاسعة من رالي داكار 2021 بالسعودية (Getty)

خالد الناصير

كاتب متخصص بالرياضات الميكانيكية

الوجود العربي في الراليات الصحراوية قديم، كانت  البداية في النسخة الثانية من رالي داكار عام 1980، مع شركة "سوناكوم" الجزائرية لإنتاج الشاحنات، حيث دخلت المُنافسات مع عدة شاحنات للمُساندة والدعم، وفازَت بلقب هذه الفئة مع السائق الجزائري ميلود عطوات وملّاحُه ضو بوقريف والميكانيكي المُساعد مُحيي الدين كاولا، علمًا بأنه كان العام الأول الذي تُشارك به الشاحنات في الرالي، وأنهت الشاحنات الجزائرية الرالي في المراكز الأول والثالث والرابع، للأسف لم تُعاوِد الشركة الجزائرية الكرَّة في النُسخ التالية، الأمر الذي حرَمها من ترسيخ إنجازاتها في أذهان العرب.

توالت المُشاركات تدريجيًا إلى أن وصلنا هذا العام لعشرات المُشاركين العرب في جميع فئات الرالي، من الدرّاجات النارية إلى الشاحنات، بخلاف ذلك، دخلت الدول العربية على خط استضافة الكثير من جولات الراليات الصحراوية العالمية، لعلَّ أشهرها تحدّي أبوظبي الصحراوي ورالي قطر الصحراوي ورالي حائل الدولي ورالي الفراعنة في مصر ورالي تونُس الصحراوي ورالي المغرب الصحراوي، ومُؤخرًا باخا الأردن الدولي الذي يُقام في وادي رم جنوبي الأردن.

يُنافس السائقون العرب الآن على المراكز الأولى في الراليات الصحراوية، وبعد ميلود عطوات شارك سائقون كثيرون منهم القطري سعيد الهاجري والإماراتي خليفة المطيوعي، وفي السنوات الأخيرة أصبح لدينا ثُلة من السائقين العرب مُعظمهم قادمٌ من الخليج العربي، أبرزهم القطري ناصر بن صالح العطية، الفائز بلقب كأس العام للراليات الصحراوية أربع مرّات أعوام 2008 و2015 و2016 و2017، وبلقب رالي داكار ثلاث مرّات 2011 مع "فريق فولكس واجن" و2015 مع "فريق أكس رايد ميني" و2019 مع "فريق تويوتا غازوو للسباقات"، والسعودي يزيد بن محمد الراجحي، الذي منح تويوتا أول فوزٍ لها بإحدى مراحل رالي داكار، وفاز بعددٍ من جولات الراليات الصحراوية منها رالي طريق الحرير.

أفراد كل مركبة:

يتضمَّن فريق السيارة أو المركبة الصحراوية فردين؛ السائق وملّاحه، ولا تقصر مهامها على السياقة وإعطاء التعليمات وحسب، إذ من الأهمية بما كان أن يتمتعا بخبراتٍ إضافية وهامة في الراليات الصحراوية، خُصوصًا الميكانيك وكهرباء السيارات وإصلاحها، واستخدام الأجهزة الإلكترونية، وحتى الإسعافات الأولية، وتُوظِّف بعض الفرق الكبرى سائقًا إضافيًا يُشارك في الرالي ضمن فئة السيارات، لكن الهدف المُضمر له تقديم يد المُساعدة على وجه السُرعة لزملائه الأساسيين الأوفر حظًّا بالفوز أمامه، في حال واجهوا أمرًا طارئًا داخل المرحلة الخاصة، كما يتضمَّن فريق الشاحنة الواحدة ثلاثة أفراد، السائق والملّاح والميكانيكي المُساعد، ومن المُفضَّل أن يتمتَّع جميعهم بخبرة في إصلاح المركبات وصيانتها.

وظيفة الملّاح الأساسية قراءة الرموز الخاصة بكتُيِّب الطريق، وإعطاء التوجيهات والتعليمات للسائق، مثل المسافة حتى المُنعطف التالي وملاحظات حول نوعية المسار، استُخدم في السنوات السابقة كُتَّيِب طريق ورقي، لكن هذا العام أُدخِلَ الكُتَّيِب الإلكتروني، وهو جهازٌ لوحي، ومن أجل تعزيز التنافسية والعدالة بين المُشاركين فإن القوانين تتجه نحو تسليم الكُتَّيِب قُبيل انطلاقة المرحلة الخاصة.

سبب ذلك يتمحور في أنّ الفرق الكبيرة حصلت طوال عُقود على أفضلية كبيرة وخيارات أوسع تُعزُّز تفوقها على الفرق الصغيرة والخاصة، وذلك من خلال توظيف ملّاحين مُحترفين واستخدام أحدث التقنيات لوضع تصوُّرات حول مُخططّات المراحل الخاصة، وتدوين المُلاحظات بحسب أسلوب قيادة السائق ووضع الخرائط والإحداثيات، ومعرفة حالة الطقس خلال المرحلة وإرسال أشخاص لاستطلاع المسار والتقاط الصور، كل هذه التفاصيل تمنح سائقي الفرق الكبيرة أفضلية واضحة على أولئك الذين لا يمكنهم تحمل تكلفة هذه التحضيرات، أو لا يملكون الوقت للقيام بها.

يعود الاعتبار للعامل البشري ولخبرة الملّاح والسائق من خلال استخدام كُتَّيبات مُوحدة للجميع وتسليمها قبل بدء المرحلة الخاصة بفترة وجيزة، وهذا يحرمهم من معرفة طبيعة العوائق التي تواجههم تحديدًا، في مُقابل زيادة التركيز على السياقة داخل المرحلة من أجل تفادي الوقوع في حوادث أو الضياع داخل المسار.

يجري الآن اختبار نماذج أولية لسيارات وشاحنات كهربائية تعمل إما بمُدخرات طاقة "بطاريات" قابلة للشحن، أو بخلية الوقود "الهيدروجين"، وذلك لتكون أكثر رفقًا بالبيئة وتُواكب التحوُّل الحالي باتجاه الطاقات الجديدة لتشغيل السيارات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سباقات مفعمة بالإثارة.. أبرز الفئات المشاركة في الراليات الصحراوية

من أصعب السباقات وأكثرها إثارة.. مدخل إلى عالم الراليات الصحراوية