21-يناير-2017

مرشحو اليسار الفرنسي المتنافسون على بطاقة الترشيح للرئاسة (إريك فيفريبريج/أ.ف. ب)

بعد إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عدم ترشحه لولاية ثانية، ينظم اليسار الفرنسي انتخابات تمهيدية يوم 27 كانون الثاني/يناير القادم لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية. وتنتظم الانتخابات التمهيدية بين 7 مرشحين تحت عنوان "التحالف الشعبي الجميل" وهو تحالف حزبي يضم الحزب الاشتراكي والحزب اليساري الراديكالي وأحزاب الخضر. فمن هم أبرز المرشحين لنيل بطاقة اليسار للترشح للرئاسة الفرنسية؟

لا تعني الشعبية النسبية لفالس داخل حزبه بأنه يحظى بمثلها لدى عموم الفرنسيين، فآخر الاستطلاعات منحته 9% فقط من الأصوات

مانويل فالس

هو الوزير الأول حتى إعلان ترشحه وهو أكثر المرشحين الاشتراكيين شعبية داخل حزبه. وقد سبق وأن أعلن فالس نيته الترشح منذ ما قبل انسحاب الرئيس هولاند فيما كان يُخشى معه حينها لسيناريو مواجهة بين الرئيس ووزيره الأول في الانتخابات التمهيدية. ولاحقًا أعلن رسميًا ترشحه بعد انسحاب هولاند، وقام إثر ذلك بتقديم استقالته من الوزارة الأولى للتفرغ لحملته الانتخابية.

اقرأ/ي أيضًا: هولاند..نهاية فاترة لرئيس ضعيف

يواجه فالس معارضة شرسة داخل الحزب حيث يرفض جناح واسع من قيادات الحزب السياسات العامة لحكومته وبالخصوص السياسة الاقتصادية، حيث يُنظر إلى فالس كالأكثر ليبرالية في الحزب الاشتراكي. وقد صرّح ذات يوم: "أنا لا أسأل نفسي كل صباح إذا ما كانت سياستي اشتراكية بل أسأل إن كانت ناجعة".

لا تعني الشعبية النسبية لفالس داخل حزبه بأنه يحظى بمثلها لدى عموم الفرنسيين، فآخر الاستطلاعات منحته 9% فقط من الأصوات في الدورة الرئاسية الأولى، وهي نفس النسبة التي سيحصل عليها الرئيس هولاند إن قام بالترشح كذلك. ففالس وهو الرجل الثاني في فريق هولاند وقائد فريقه الحكومي السابق، يمثل مسؤولًا بل شريكًا في عهدة رئاسية ينظر إليها الفرنسيون بسلبية عمومًا. وهي عهدة يقول فالس إنه يجب الدفاع عن حصيلتها في حملة انتخابية عنوانها "جمهورية قوية، فرنسا عادلة".

آرنو موتبورغ

هو أحد أبرز المرشحين في الانتخابات التمهيدية، ولا يعتبر موتبورغ وزير الاقتصاد بين 2012 و2014 غريبًا عن الانتخابات الرئاسية، فلقد كان الناطق الرسمي باسم مرشحة الحزب الاشتراكي سيغولين رويال في انتخابات 2007. كما ترشح للانتخابات التمهيدية لتحديد مرشح الحزب لانتخابات 2012، وقد حلّ ثالثًا بـ17% من الأصوات، وهي نسبة جيدة خالفت التوقعات حينها.

أعلن مونبورغ مجددًا ترشحه للانتخابات التمهيدية المنتظرة، وهو يصبو لنيل ترشيح ينتظره من أجل تنفيذ "برنامج بديل كبير من أجل فرنسا". وهو من أكثر الوجوه معارضة للسياسة الاقتصادية للثنائي هولاند وفالس داخل الحزب مما أفقده منصبه الوزاري في صيف 2014، وصرح مؤخرًا بأن دعمه لهولاند كان "خطأً".

يمثل موتنبرغ الجناح الأكثر يسارية داخل الحزب الاشتراكي، حيث كتب في 2016 جناسًا بعنوان "أن تكون يساريا هو أن تكون" ووضع 12 نقطة من بينها "أن تؤمن بأن السلطة السياسية يجب أن تكون أحيانًا أعلى من السلطة الاقتصادية". وهو ما فُهم بأن ردّ على وزير الاقتصاد الذي لحقه إيمانويل ماكرون الذي يؤمن بفكرة "لا يسار ولا يمين".

يعتبر الوزير السابق نفسه بأنه "في قلب كل اليساريين" والوحيد القادر على توحيدهم من أجل تحقيق فوز "ممكن" في الربيع القادم. ويحظى بدعم كريستيان بول زعيم كتلة نواب الحزب الاشتراكي في البرلمان الذين عارضوا السياسة الاقتصادية لحكومة فالس.

يعتبر الوزير الفرنسي السابق آرنو موتبورغ نفسه بأنه "في قلب كل اليساريين" والوحيد القادر على توحيدهم من أجل تحقيق فوز في الانتخابات

اقرأ/ي أيضًا: استيقاظ "الموتي الأحياء الكاثوليك" في فرنسا

فينسان بيون

هو وزير التعليم في حكومة ايرولت 2012-2014 وقبلها نائب في البرلمان الأوروبي منذ 2004. وهو آخر الملتحقين بسباق الانتخابات التمهيدية حيث أعلن بيون ترشحه بعد ساعات من إعلان هولاند عدم ترشحه لتجديد ولايته.

بيون، الأستاذ الباحث في الفلسفة، سبق وأن ترشح لخلافة هولاند بعد صعوده للايليزيه في الأمانة العام للحزب سنة 2008 وقد خسر بفارق ضئيل جدًا حيث تحصل على 49.96% من إجمالي الأصوات أمام مارتين أوبري. وبيون هو من قيادات التيار الاجتماعي الديمقراطي داخل الحزب. وقد صرّح نائب داعم له بأنه توجد مساحة فارغة بين فالس وموتنبرغ تتمثّل في التيار الاجتماعي الديمقراطي الذي يمثله بيون حاليًا.

حيث ينظر قطاع واسع داخل الاشتراكيين بأن بيون هو المرشح الوسطي الذي يمثل "قلب الحزب الاشتراكي"، ويحظى بدعم أنصار الرئيس الحالي وقيادات بارزة في الحزب منهم عمدة مدينة باريس. وقد يحقق بيون اختراقًا في الدورة الأولى للانتخابات ويشكل المفاجأة على حساب بقية المرشحين.

بونوا هامون

وزير الاقتصاد التضامني في حكومة ايرولت 2012-2014، ثم وزير التعليم لبضعة أشهر في حكومة فالس الأولى بونوا هامون هو أحد أبرز الوجوه المرشحة للانتخابات التمهيدية. هامون الذي كان الناطق الرسمي باسم الحزب بين 2008 و2012 هو أحد قيادات التيار المعارض للوزير الأول السابق فالس، حيث غادر هامون حكومته بعد بضعة أشهر على رأس وزارة التعليم سنة 2014.

عارض هامون منع لباس البوركيني وانتقد عدم تفاعل هولاند في هذا الموضوع. كما عارض مقترح إسقاط الجنسية على الفرنسيين مزدوجي الجنسية المتورطين في أحداث إرهابية، وهو مناصر لمنح حق التصويت للأجانب في الانتخابات المحلية. ويعتبر هامون بأن هولاند افتقد لـ "إرادة حقيقية لتطبيق التزاماته".

يروج المرشح الأربعيني لفكرة الجمهورية السادسة، ويدافع عن بناء اقتصاد "سخي" وصديق للبيئة، ويقترح الحد من ساعات العمل. ويدعو لبناء يسار أوروبي يكون بديلًا عن الديمقراطية الاجتماعية التي هي بصدد "الخفوت". ويرجح عدم قدرته المرور للدورة الثانية في هذه الانتخابات لشراسة منافسيه وتقارب خطه السياسي مع موتنبرغ المرشح الأوفر حظًا منه.

اقرأ/ي أيضًا: 

اليمين الفرنسي ينادي فيون من بعيد: فخامة الرئيس

 كيف تناولت الصحف فوز فيون في انتخابات اليمين