20-يونيو-2022
فوز غوستافو بيترو جاء بمثابة زلزال سياسي (أ.ف.ب)

فوز غوستافو بيترو جاء بمثابة زلزال سياسي (أ.ف.ب)

أصبح غوستافو بيترو أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا بعد حصوله على  50,45% من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسيّة وفقًا لنتائج رسمية شملت 99,95% من الأصوات. كما أصبحت فرانسيا ماركيز وهي ناشطة من أجل حقوق النساء ومناهضة للعنصرية أول نائبة رئيس في كولومبيا من أصل أفريقي.

أصبح غوستافو بيترو أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا بعد حصوله على  50,45% من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسيّة

وسيكون تولي غوستافو بيترو أعلى منصب في البلاد بمثابة زلزال سياسي في بلد يحتكر فيه المحافظون السلطة منذ عقود. وغرد بيترو على تويتر وكتب "اليوم هو يوم عيد للشعب. فلنحتفل بأوّل انتصار شعبي".

من جهته أقرّ منافسه المليونير رودولفو هيرنانديز بهزيمته بعد حصوله على 47,30% من الأصوات بحسب النتائج التي نشرتها الهيئة الوطنيّة المكلّفة بتنظيم الانتخابات، وقال في بث فيديو "اليوم اختارت غالبية المواطنين المرشح الآخر... أنا أقبل النتيجة كما هي"، وأضاف "آمل أن يعرف غوستافو بيترو كيف يقود البلاد وأن يكون مخلصًا لخطابه المضاد للفساد". وكان هيرنانديز قد أحدث المفاجأة بتقدمه في الجولة الأولى من الانتخابات على مرشح اليمين المحافظ الذي يحكم البلاد منذ عقود.

من جهته كتب الرئيس المنتهية ولايته إيفان دوكي على تويتر "اتصلتُ بغوستافو بيترو لتهنئته بصفته رئيسًا منتخبًا للشعب الكولومبي"، مضيفًا "اتفقنا على الاجتماع في الأيام المقبلة لبدء انتقال سلس ومؤسساتي وشفاف". هذا وأشاد عدد من رؤساء دول أمريكا اللاتينية بفوز بيترو، فكتب رئيس تشيلي غابريال بوريك على تويتر "تحدثت للتو مع غوستافو بيترو لأهنئه بفوزه برئاسة كولومبيا مع فرانسيا ماركيز. أنا سعيد لأمريكا اللاتينية! سنعمل معًا من أجل وحدة قارتنا في مواجهة تحديات عالم سريع التغير، إلى الأمام!".

أما الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو فغرد على تويتر وكتب "أهنّئ غوستافو بيترو وفرانسيا ماركيز بفوزهما التاريخي في الانتخابات الرئاسية في كولومبيا. لقد سُمع صوت إرادة الشعب الكولومبي الذي احتشد دفاعًا عن طريق الديموقراطية والسلام، أزمنةٌ جديدة تلوح في الأفق بالنسبة إلى هذا البلد الشقيق". من جهته قدم رئيس كوبا ميغيل دياز كانيل التهاني للرئيس المنتخب وكتب على تويتر "أتقدّم بالتهنئة الأخويّة إلى غوستافو بيترو على انتخابه رئيسًا لكولومبيا"، معتبرًا أن الأمر يتعلّق بـ"انتصار شعبي تاريخي"، وأضاف "نكرّر رغبتنا في إحراز تقدّم في تطوير العلاقات الثنائيّة من أجل رفاهية شعوبنا".

بدوره كتب رئيس الأرجنتين ألبيرتو فيرنانديز على تويتر: "يعتريني الفرح بالنصر الذي حققه غوستافو بيترو وفرانسيا ماركيز، نقلتُ للتو تهانيّ للرئيس المنتخب على الثقة التي منحها إياه الشعب الكولومبي، انتصاره يؤكد الديموقراطيّة ويضمن الطريق نحو أمريكا لاتينية متكاملة في هذه الأوقات التي تتطلب أقصى قدر من التضامن بين الشعوب الشقيقة". وفي بوليفيا رحب الرئيس لويس آرسي  بفوز بيترو وقال: "تهانينا للشعب الكولومبي! تهانينا للأخ غوستافو بيترو والأخت فرانسيا ماركيز على فوزهما اليوم في صناديق الاقتراع، التكامل في أمريكا اللاتينية قد تَعَزّز، نشارك الشعب الكولومبي احتفاله".

أما الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور فغرد على تويتر قائلًا "انتصار غوستافو بيترو تاريخي، لطالما كان المحافظون الكولومبيّون عنيدين وصارمين". من جانبه كتب رئيس البيرو بيدرو كاستيلو على تويتر "اتّصلتُ للتوّ بغوستافو بيترو لتهنئته على فوزه الديمقراطي التاريخي في كولومبيا، نحن متّحدون بشعور مشترك يهدف إلى تحسين التكامل الجماعي والاجتماعي والإقليمي لشعوبنا. أخي غوستافو، يمكنك دومًا الاعتماد على دعم البيرو". وهنأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بفوزه في انتخابات الرئاسة في كولومبيا، وقال "نتطلع إلى العمل مع الرئيس الكولومبي المنتخب لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وكولومبيا على نحو أكبر ودفع بلدينا نحو مستقبل أفضل".

من هو غوستافو بيترو؟

ولد غوستافو بيترو في 19 نيسان/ أبريل 1960 في منطقة يطلق عليها اسم مستنقع الذهب تابعة لمقاطعة قرطبة في شمال كولومبيا. وانتسب بيترو في شبابه إلى حركة "19 أبريل" وهي فصيل مسلح قاتل الحكومة الكولومبية في الحرب الأهلية بين عام 1974 حتى العام 1990، ومن ثم تم حله بعد توقيع اتفاق السلام بين الفصائل المسلحة والحكومة الكولومبية. بعدها انتسب بيترو إلى حزب التحالف الديمقراطي الذي نشأ من حركة "19 أبريل"، وأصبح ثاني أهم قوة سياسية في الجمعية التأسيسية عام 1991، ليتم  انتخابه عضوًا في مجلس النواب في انتخابات العام نفسه.

وكان بيترو قد تخرج من جامعة كولومبيا إكسترنادو وتخصص في الإدارة العامة والبيئة والتنمية السكانية، ويحمل ماجستير في الاقتصاد ودكتوراه في الاتجاهات الجديدة في إدارة الأعمال. عمل كملحقٍ دبلوماسي لحقوق الإنسان في سفارة كولومبيا في بلجيكا في العام 1994 وهو منصب شغله حتى العام 1996.

وفي العام 1998 عاد مرة أخرى إلى مجلس النواب بتأييد من حركة "المسار البديل" التي أسسها مع أعضاء سابقين في حزب التحالف الديمقراطي، واختير بيترو في هذه الفترة كأفضل عضو في الكونغرس الكولومبي من قبل زملائه ومن قبل الصحافة الوطنية لإدانته للفساد ومناقشاته حول السيطرة السياسية. شغل منصب عضو مجلس الشيوخ من العام 2006 إلى غاية 2010، وفي تلك الفترة كشف صلات ارتباط بعض السياسيين الكولومبيين مع المجموعات شبه العسكرية والتي عرفت باسم "الفضيحة شبه السياسية"، وبسبب هذا النشاط تم اختياره ليكون الشخصية السياسية لعام 2010.

شغل الرئيس المنتخب منصب عمدة مدينة بوغوتا منذ العام 2012 وحتى 2015. وحاز على عدة جوائز منها وسام لويس كارلوس غالان الذي تمنحه لجان الأخلاقيات بالكونغرس لمكافحته للفساد، وجائزة أمين المظالم عن عمله في مجال رعاية الحيوان، وجائزة الريادة العالمية في مجال المناخ، كما حصل على لقب أستاذ فخري في الجماعة الوطنية "لانوس" لدفاعه عن حقوق الإنسان والسلام، وفي عام 2014 تم تكريمه باعتباره سادس أفضل عمدة في العالم.

سيكون تولي غوستافو بيترو أعلى منصب في البلاد بمثابة زلزال سياسي في بلد يحتكر فيه المحافظون السلطة منذ عقود

ترشح بيترو في الانتخابات الرئاسية عام 2018 عن "الحركة الكبيرة – كولومبيا الإنسانية" وحصل على أكثر من 8 ملايين صوت، وبحكم قانون المعارضة من خلال الوصول إلى ثاني أعلى عدد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية أصبح عضوًا في مجلس الشيوخ وهو المنصب الذي شغله حتى الآن.