01-أبريل-2018

يدخل جورج كورنيس عامه الـ100 هذا الشهر (أ.ف.ب)

في أربعة أيام، حطّم رجل رجل أسترالي يبلغ من العمر 99 عامًا، رقمين قياسيين في السباحة، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها ننقله لكم مترجمًا هنا.


يبدو جورج كورنيس متواضعًا عندما يتحدث إلى إنجازه القياسي. فقد انتظر قرابة 100 عام لتحقيق رقم قياسي، ثم حطم رقمين قياسيين في آن واحد.

استطاع سباح أسترالي يبلغ من العمر 99 عامًا، أن يحط رقمين قياسيين في السباحة خلال نحو أربعة أيام

ففي الثاني من آذار/مارس المنصرم، حطّم جورج كورنيس البالغ من العمر 99 عامًا رقمًا قياسيًا، ثم بعدها بأيام قليلة حطم رقمًا قياسيًا ثانيًا.

اقرأ/ي أيضًا: يسرا مارديني: القصة الكاملة

وحقق جورج كورنيس تقدمًا كبيرًا في مركز غولد كوست للرياضات المائية، باجتيازه 50 مترًا في 56 ثانية، و100 متر في دقيقتين ونصف، محطمًا بذلك الرقم القياسي لفئته العمرية "من 100 عام إلى 104 عام"، وقد تابعه حشد كبير بشغف، وشاهدوا تفوقه وتربعه على رأس فئة خاصة جدًا من العالم.

وكان جورج كورونيس، الذي توقف عن ممارسة السباحة مع بداية الحرب العالمية الثانية، ولم يعد إلى ممارستها من جديد إلا بعد بلوغة الثمانين من عمره؛ شديد التواضع بما حققه من إنجاز. فقد كان يبذل قصارى جهده في عدم التفاخر بنفسه، مؤكدًا أن رقمه الذي حققه سوف يتم كسره دون شك.

صرح جورج كورونيس للغارديان قائلًا: "كل ما يمكنني قوله، إن الجمهور قد أدهشني بالفعل"، مضيفًا: "لقد غمروني سعادةً، وكانوا كرماء للغاية في تفاعلهم مع ما حدث. لم أكن أتوقع أي من ذلك بكل تأكيد".

أكد كورونيس في مكالمة هاتفية من منزله في مدينة بريسبان، أنه لم يكن مستعد لهذا التتويج، وأن السباحة أمر يقوم بممارسته بشكل شخصي. وهو ما يسمح له بالتدريب بدون ألم. إنه يتنافس مع نفسه فقط، كما أنه سيكون سعيدًا إذا ما شجع رقمه القياسي بعض كبار السباحين الآخرين بالانضمام إليه.

ثم يتحدث جورج كورنيس عن إنجازه الأخير قائلًا: "لقد كنت قلقًا بعض الشيء فيما سبق، لأنني عائد للتو بعد فترة توقف طويلة عن السباحة"، مضيفًا: "لم أكن حينها على القمة، لكنني كنت جيدًا بما فيه الكفاية".

استطاع كورونيس اجتياز 50 مترًا سباحة في 56 ثانية و100 متر في دقيقتين ونصف، محطمًا الرقم القياسي لفئته العمرية

ويقول جورج كورنيس "لم يكن الأمر مستحيلًا، ولكن كان لا بد من تحقيقه عبر أحدهم، وبأي طريقة"، وبمزيد من التواضع، قال: "لم يعد الأمر اسثنائيًا بعد الآن؛ تلك الأرقام القياسية الحالية، تنتظر هجوم أعداد متزايدة من السباحين المهرة -سواء كانوا رجالًا أو نساءً- المتطلعين للمحاولة. سوف يحطمون هذه الأرقام، وهكذا تسير الأمور".

يتحدث كورونيس بكل تواضع عن إنجازه القياسي (EPA)
يتحدث كورونيس بكل تواضع عن إنجازه القياسي (EPA)

وإن كان جورج كورونيس يمارس السباحة لنفسه، فمن المؤكد أنه يحطم الأرقام القياسية للآخرين، إذ يقول: "إنه حافز كبير، وتشجيع هائل للآخرين، فما حققه شخص ما من إنجاز، هو هدف لشخص آخر يطمح لتحقيق أرقام أفضل. يمكنك أن ترى القيمة في إتاحة الفرصة للجمهور لمعرفة ما يمكن تحقيقه".

اقرأ/ي أيضًا: أسامة سحنون.. السباحة مع تيّار الطموح

في نيسان/أبريل الجاري سيبلغ كورونيس عامه الـ100، وهو ما يضعه ضمن هذه الفئة العمرية، ليحطم الرقم القياسي السابق لسباحة 50 مترًا للبريطاني جون هاريسون، بفارق 30 ثانية.

يقول جورج كورونيس: "أثناء السباحة، كنت أسمع هدير تشجيع الجماهير، وكان ذلك أكثر ما حفزني على المضي قدمًا".

كان هذا الوعي المستمر هو العامل الأساسي لكورونيس. فقد كان مدركًا تمامًا لما يقوم به، ومدركًا قلة عدد من هم في نفس سنه ممن يمارسون السباحة، ومدركًا لنظرة الجمهور إليه، وتوقعاتهم من جسده الهرم، لكنه عندما يسبح لا يكون كما هو ظاهر لهم.

يقولجورج كورنيس: "السباحة هي النشاط الوحيد الذي يمارسه الإنسان بتحرر من الجاذبية"، مضيفًا: "أنت تدرك أن الجاذبية تضع جهدًا متزايدًا علينا. لا يمكنك الإفلات من الجاذبية حتى إن كنت جالسًا، بل ربما حالتك السيئة، وآلام عضلاتك وأربطتك جميعًا بسببها. إلا أن السباحة تتيح لك فرصة التحرر منها".

ويؤكد جورج كورونيس على أنه "عندما تكون في الماء، ينعدم وزنك، وتكون قادرًا على استخدام جميع عضلات جسدك، وأوتارك وأنسجتك المرنة، دون تحمل وزنك الزائد. في الماء، تكون بلا وزن على الإطلاق".عندما يكون كورونيس في الماء، يُصبح "أسرع رجل في العالم".

 كورونيس: عندما تكون في الماء ينعدم وزنك وتكون قادرًا على استخدام جميع عضلات جسدك دون تحمل وزنك الزائد

وقد أكد جورج كورونيس على أنه سوف يواصل ما كان يقوم به، وهو "التكرار والصبر"، فهو الآن يشعر ببعض الإجهاد جراء التمارين لهذه المسابقات، لكنه بصدد الانتهاء من مرحلة التعافي ليبدأ من جديد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد 23 ذهبية..أين فيلبس من أهم الإنجازات الرياضية؟

البارالمبية: 526 نشاطًا لذوي الاحتياجات الخاصة