19-يونيو-2021

الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي (رويترز)

الترا صوت – فريق التحرير

يعتبر رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، المنتخب حديثًا رئيسًا جديدًا للبلاد لمدة أربع سنوات تبدأ من آب/اغسطس القادم، من أكثر المسؤولين الإيرانيين قربًا من الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي، كما أنه واحد من الأسماء القليلة التي تردد ذكرها سابقًا كخليفة محتمل لمنصب الزعيم الإيراني الأعلى، وهو ما يبرز بشكل واضح بمصلقات حملته الانتخابية التي أظهرته إلى جانب الزعيم الأعلى، وقائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي استهدف بغارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد مطلع العام الماضي.

يعتبر رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، المنتخب حديثًا رئيسًا جديدًا للبلاد لمدة أربع سنوات تبدأ من آب/اغسطس القادم، من أكثر المسؤولين الإيرانيين قربًا من الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي

 إبراهيم رئيسي.. رجل القضاء الأول في إيران

ينظر إلى إبراهيم رئيسي المولود في في مدينة مشهد في تشرين الثاني/نوفمبر 1960، على أنه واحد من المسؤولين الإيرانيين الذين تولوا أوائل مناصبهم في سن مبكرة، بعدما تم تعينه مدعيًا عامًا في مدينة كرج قرب طهران حين كان لا يزال في بداية العشرين من العمر، والذي جاء بعد وقت قليل من انتصار الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979، وتولي الزعيم الإيراني السابق آية الله الخميني مقاليد السلطة في البلاد.

اقرأ/ي أيضًا: مباحثات فيينا.. إيران تستبعد التوصل لاتفاق والأوروبيون يتحدثون عن تقدم

تجمع كافة المصادر التي تطرقت لسيرة رئيسي السياسية إلى أنه بدأ التدرج في السلك القضائي منذ العام 1981 عندما عين مدعيًا في كرج، قبل أن يتم نقله لاحقًا لتولي المنصب عينه في مدينة همذان، وفي عام 1985 عيّن بمنصب المدعي العام الثوري في العاصمة طهران، ثم قامت السلطات الإيرانية بتوكيله مهام معالجة المشاكل القضائية في عدد من المحافظات الإيرانية في التي كانت تشهد معارضة للنظام الإيراني في العام 1988.

ويعرف عن هذه الفترة أنها الأكثر قتامة في السيرة الذاتية لرئيسي، والذي يتهم فيها بأنه وقع على قرارات إعدام آلاف الإيرانيين المعارضين واليساريين في تلك الفترة، حيثُ تنقل بعدها في عدة مناصب حتى العام 1994، وخلال الفترة التي أعقبت التاريخ الأخير لم يعد يتردد اسم رئيسي كثيرًا في الأوساط الإيرانية، كما تظهر سيرته السياسية، حيثُ قرر العمل في الظل فيما يبدو، ليعود مجددًا في العام 2004 ليتسلم منصب نائب السلطة القضائية حتى العام 2014، عندما تركه ليستلم منصب المدعي العام في البلاد.

بدأ اسم رئيسي الشهير بعمامته السوداء يتردد في الأوساط الإيرانية بقوة منذ العام 2016، عندما أوكل إليه الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي إدارة مؤسسة الإمام رضا المعروفة باسم "آستان قدس رضوی"، وهي واحدة من أغنى المؤسسات الدينية في إيران، ومع هذا التعيين برزت طموحات رئيسي لتولي منصب الرئاسة في البلاد، حيث شارك لأول مرة في انتخابات الرئاسة التي نظمت في العام 2017، لكنه خسر فيها أمام الرئيس الحالي حسن روحاني.

وعلى الرغم من خسارته الانتخابات الرئاسية التي حصل فيها على 38 بالمائة فقط، فإن الزعيم الإيراني الأعلى عينه بمنصب رئيس السلطة القضائية في العام 2019، والذي يعرف عنه أنه منصب بالغ الأهمية لا يحصل عليه إلا من يحظى بثقة الزعيم الإيراني المطلقة، ويعتبر منصبه كرئيس لإيران أول منصب سياسي أو تنفيذي.

اتهامات بارتكابه انتهاكات حقوق إنسان

التركيز الأكبر في مسيرة رئيسي السياسية دائمًا ما يذهب إلى "لجنة الموت" التي كان رئيسي واحدًا من القضاة الأربعة الذين وقعوا على قرارات إعدام آلاف المعارضين الإيرانيين، وتقول منظمة العفو الدولية إن اللجنة مسؤولة عن إصدار خمسة آلاف قرار إعدام بحق محكومين أنهوا محكيومتهم في السجن في العام 1988.

واليوم السبت، قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أغنيس كالامارد: "إن صعود إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة بدلاً من التحقيق معه في الجرائم ضد الإنسانية، المتمثلة في القتل والإخفاء القسري والتعذيب، هو تذكير قاتم بأن الإفلات من العقاب يسود في إيران"، مشيرةً إلى ارتباطه بما يعرف بقضاة "لجنة الموت"، فضلًا عن ترؤسه حملة القمع المتصاعدة ضد حقوق الإنسان في البلاد.

وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت رئيسي على لائحة العقوبات بعد توليه منصب رئيس القضاة في العام 2019، وذلك بعدما غرد مساعد الناطق باسم الخارجية الأمريكية في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عبر تويتر قائلاً: " تعيين متورط في عمليات إعدام جماعية للمعتقلين السياسيين في منصب رئيس السلطة القضائية؟ يا له من عار".

تلميذ الزعيم الإيراني الأعلى في قم

عند البحث في الدراسة الدينية لرئيسي نقرأ أنه درس في الحوزة العلمية في مشهد، ثم انتقل لمواصلة دراسته الدينية في مدينة قم، التي تحظى بمكانة كبيرة لدى القادة الإيرانيين على اعتبار أنها عاصمة الثورة الإيرانية الإسلامية الدينية، نظرًا لأن كبار القادة الإيرانيين تخرجوا منها، بمن فيهم مؤسس الثورة آية الله الخميني، وهو من الأسماء التي درست عند الزعيم الإيراني الحالي خامنئي، ويحمل شهادة دكتوراه في الفقة الإسلامي من جامعة شهيد مطهري بالعاصمة الإيرانية.

وإلى جانب منصبه الجديد كرئيس لإيران، فإن رئيسي يشغل منصب نائب مجلس الخبراء الذين يقومون باختيار الزعيم الجديد للبلاد، وعلى الرغم من ارتدائه الدائم لعمامة سوداء، إلا أنه لا ينتمي إلى صف "آية الله" بل إلى "حجة الإسلام" وهي درجة دينية متقدمة لسلسلة الدراسة والتدريس في الحوزة لا تقل عن عشر سنوات من الدراسة، وتشير تقارير إلى أن توليه إدارة مؤسسة الإمام الرضى منحه قوة سياسية كبيرة ونفوذ في شتى المجالات.

كما أن ارتباطه العائلي بأستاذة علوم التربية في جامعة شهيد بهشتي بطهران جميله علم الهدى - وهي ابنة حجة الإسلام أحمد علم الهدى، إمام الجمعة وممثل المرشد الأعلى في مشهد، ثاني كبرى مدن إيران، وإحدى المدن المقدسة لدى الشيعة لاحتضانها مرقد الإمام الرضا، والذي يعرف عنه مواقفه المتشددة في السياستين الداخلية والخارجية - كان له دور في تعزيز تواجد رئيسي في المشهد السياسي الإيراني.

 أشار تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن المحللين يتوقعون أن يضع رئيسي اللمسات الأخيرة على توطيد المحافظين لحكمهم في مختلف المؤسسات السياسية والتشريعية والتنفيذية

وأشار تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن المحللين يتوقعون أن يضع رئيسي اللمسات الأخيرة على توطيد المحافظين لحكمهم في مختلف المؤسسات السياسية والتشريعية والتنفيذية، في مقابل تهميش دور الإصلاحيين في المؤسسات الرسمية، إضافة لما يجمعه حول شخصه من تأييد مختلف المعسكرات السياسية للمحافظين والمحافظين المتشددين.