02-أغسطس-2022
محاولات عدة سبقت هذه لاغتيال الظواهري (تويتر)

محاولات عدة سبقت هذه لاغتيال الظواهري (تويتر)

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ليلة الإثنين- الثلاثاء مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أمريكية في أفغانستان قبل يومين، معتبرًا أن "العدالة تحققت وهذا الإرهابي لم يعد موجودًا"، موضحًا أن "أيمن الظواهري تسبب بمقتل العديد من الأمريكيين في هجمات مختلفة"، كما "سعى وراء استهداف المصالح الأمريكية في عدة دول على مدى عقود". واعتبر الرئيس الأمريكي أن "مقتل الظواهري سيسمح لعائلات ضحايا هجمات 11 أيلول/سبتمبر طي الصفحة".

على مدى أكثر من 20 عامًا حاولت المخابرات المركزية الأمريكية أكثر من مرة اعتقال أو قتل أيمن الظواهري

وأوضح الرئيس الأمريكي في كلمة له أن أجهزة المخابرات الأمريكية حددت مكان الظواهري في وقت سابق من هذا العام، وأنهم نظروا بحذر في تنفيذ هذه العملية قبل أسبوع، مشيرًا إلى عدم إصابة أي أحد من عائلة الظواهري أو مدنيين آخرين في الغارة، وأن بلاده لن تسمح لأفغانستان بأن تظل ملاذًا للإرهابيين بحسب تعبيره.

وكانت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية في وقت سابق قد تحدثت عن أن غارة أمريكية بطائرة مسيرة أدت لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في أفغانستان. فيما قالت جريدة" نيويورك تايمز" بأن المنزل الذي تعرض للغارة في كابول  يملكه أحد كبار مساعدي وزير الداخلية الأفغاني سراج الدين حقاني، وأشارت إلى أن "الصاروخ المستخدم في الغارة مزود بشفرات طويلة يصيب الهدف عبر تتبع الحركة لتقليل الأضرار الجانبية". وتابعت "صور الغارة المنشورة توضح أن الهجوم استخدم صواريخ دقيقة من طراز هيل فاير أطلقت من طائرة مسيرة".

من جهتها نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أمريكي قوله إنه "تم استهداف الظواهري بصاروخين بينما كان يقف على شرفة المبنى الذي اختبأ به في كابول"، وأضاف أن "الظواهري أمضى الأسابيع الأخيرة في كابول قبل الغارة التي استهدفته"، وأن "التخطيط للعملية بدأ قبل ستة أشهر لكنه جرى عن كثب خلال الشهرين الماضيين".

وعلى مدى أكثر من 20 عامًا حاولت المخابرات المركزية الأمريكية أكثر من مرة اعتقال أو قتل أيمن الظواهري، خاصة بين عامي 2003 و2004، وفي العام 2009 اعتقد عملاء المخابرات الأمريكية أنهم اقتربوا فعلًا من الظواهري، إلا أنهم تعرضوا لكمين نفذه عميل مزدوج فجر نفسه وقتل وأصاب 13 من عملاء المخابرات الأمريكية في مدينة خوست الأفغانية. وخلال كل تلك السنوات الماضية، كان الاعتقاد السائد لدى أجهزة المخابرات الامريكية أن أيمن الظواهري يختبئ في المناطق الجبلية على طول الحدود الأفغانية الباكستانية بمساعدة القبائل المحلية المتعاطفة معه، وكان آخر ظهور له قبل بعد نحو 4 أشهر في بث مصور واضعًا حدًا للشائعات التي كانت تتحدث عن وفاته على مدى عامين.

وولد الظواهري في 19 حزيران/ يونيو 1951 في القاهرة، ونشأ في عائلة ميسورة ومعروفة كانت تقيم في ضاحية المعادي الراقية، وكان والده طبيبًا مشهورًا، وأستاذًا للطب بجامعة عين شمس. وهو حفيد الشيخ ربيع الظواهري الإمام الأكبر لجامع الأزهر، بينما كان أحد أخواله أول أمين عام لجامعة الدول العربية وهو عبد الرحمن عزام، وخاله الآخر محفوظ عزام نائبًا لرئيس حزب العمل.

 تخرج الظواهري من كلية الطب في العام 1974، وحصل على الماجستير في جراحة العيون من جامعة القاهرة عام 1978. لكنه انجذب إلى ما أطلق عليه "الصحوة الإسلامية"، والتحق بخلية إسلامية. وكانت المرة الأولى التي ظهر فيها اسم أيمن الظواهري على وسائل الإعلام في أعقاب اغتيال الرئيس المصري أنور السادات يوم 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1981. وفي قاعة المحكمة رفع الظواهري صوته قائلًا إنهم "ضحوا ومستعدون لمزيد من التضحيات حتى انتصار الإسلام"، وتحدث عن صنوف التعذيب الشديد التي تعرض لها في السجن مع رفاقه.

قضى الظواهري حكمًا بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة حيازة سلاح دون ترخيص، وبُرئ من التهم الرئيسية المتعلقة باغتيال السادات. وبعد خروجه من السجن، سافر إلى المملكة العربية السعودية ومنها إلى أفغانستان، ليتعرف على أسامة بن لادن وينتقل معه إلى السودان، ثم عادا إلى أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم.

في منتصف التسعينات، شنت الجماعات الإسلامية المتشددة حربًا  للإطاحة بالحكومة المصرية لإقامة دولة إسلامية، ردت عليها السلطات المصرية بحملة قمع شديدة طالت عناصر تنظيم الجهاد الإسلامي. ورد الظواهري على الحملة بإصدار أمر بشن هجوم عام 1995 على السفارة المصرية في إسلام آباد، وأدى الهجوم إلى مقتل 16 شخصًا بعد اصطدام سيارتين مفخختين ببوابات مجمع السفارة. وفي العام 1999 حكمت عليه محكمة عسكرية مصرية غيابيًا بالإعدام.

بعد الإعلان عن تشكيل تنظيم القاعدة، أصبح الظواهري الذراع اليمنى لأسامة بن لادن بعد انضواء تنظيم الجهاد الإسلامي تحت لواء التنظيم الجديد

وبعد الإعلان عن تشكيل تنظيم القاعدة، أصبح الظواهري الذراع اليمنى لأسامة بن لادن بعد انضواء تنظيم الجهاد الإسلامي تحت لواء التنظيم الجديد، ولاحقًا خليفته. وليصبح بعد مدة أحد أبرز المطلوبين للولايات المتحدة الأمريكية بعد عملية تفجير المدمرة كول، ومن ثم هجمات 11 أيلول/سبتمبر2001،  ويدخل بعدها حياة السرية إلى حين الإعلان عن مقتله.