27-يونيو-2019

زبيلوت جرزيواسز/ بولندا

من منّا لم يمر بتجربة عاطفية فاشلة؟ من منا لم تقتله عادات وتقاليد مدينته لأنه عشق شقيقة صديقه؟ وكم منّا كان ضحية تلك العادات البالية الرديئة؟

من منّا لم يقف في زاوية مدارس الفتيات، ومن لم يرم رسالة لهنّ، ومن منّا لم يرسم قلبًا مغروسًا في وسطه سهم من الأعلى إلى الأسفل، على ذيله الحرف الأول من اسمه وعلى رأسه أول حرف من اسمها؟ من منّا لم يضع رسالة لفتاة ما بين دفاترها دون علمها في حصة تعليم خاصة؟ ومن منّا لم يطرده المدرس من حصة الدورات الخاصة لأنه كان يتأمل في وجه زميلته/ حبيبته كهنديّ يمارس اليوغا؟ من منّا لم يعشق ابنة الجيران؟ ومن منّا لم يحدق في أبجدية جسدها من قزحية الباب؟ من منّا لم يمض خلف فتاةٍ في الشارع ويرشقها بعباراتٍ غرامية "تمشي على رمشي وتهدي على خدّي"؟ ومن لم تشتمه فتاة ما "شو ماعندك أخوات بنات تخاف عليهم ياحقير، يا وسخ؟ ومن منّا لم ينشف الدم في عروق قلبه لأن حبيبته تركته بسبب فشله في دراسته الثانوية، بينما هي أصبحت طالبة جامعية وهو لا يزال في تلك المرحلة من التعليم؟

من منّا لم يسرق النقود من جيب والده أو محفظة والدته ليشتري بها هدية لحبيبته في عيد الحب؟ وكم منّا عشق فتاةً وتبيّن في نهاية الأمر بأنها تحب صديقه أو جاره؟ ومن منّا لم يهرب من حصص التعليم لينتظر محبوبته في حديقة ما؟ من منّا لم يقفز من فوق جدران مدرسته لأنه كان على موعدٍ غرامي في مكانٍ ما؟ من منّا لم يعشق فتاةً ما في العالم الافتراضي (الفيسبوك، السكايب)؟ من منّا لم يمارس الحبّ مثل الكردي الذي مارس السياسة في ظل حكم البعث العربي الاشتراكي؟ من منّا لم يخف رسائله الغرامية بين كتبه المدرسية كالكردي الذي أخفى منشوراته الحزبية في مكتبته السرية؟ من منّا لم يعتقله والده لأن والدته عثرت على رسالة غرامية في جيب بنطاله المدرسي؟ من منّا لم يتشاجر مع صديقه من أجل فتاةٍ؟ من منّا لم يشتم مدرّسه بأقذر الشتائم حينما سمع بأنه تزوج من إحدى طالباته وهي في الأساس كانت حبيبته قبل غسق الأمس؟

كم منهن أحببن مدرّسهن وبقيت في قلبها جمرة الاعتراف له؟ كم منّا عشق مدرّسته ولعن فارق العمر بينهما؟ من منّا لم يعشق فتاة لسنوات طويلة وفي نهاية تلك السنوات هناك من تزوجها لأنه كان يمتلك نقودًا أغرتها؟ وكم منهن تزوجن إرضاءً لأبويهن وليس لقلوبهن؟، وكم منهن نمن مع أزواجهن وهن حالمات بأن عشيقهن السابق يعانق دفء جسدهن في ليلة باردة؟ وكم منهن خنّ أزواجهن وأنجبن أطفالًا ممن يعشقن؟ وكم منهن همسن في أذن حبيبها السابق بمكالمة هاتفية في الصباح الأول من ليلة الزفاف "أحبّك وسأنجب منك طفلًا" ورائحة الجنابة لاتزال تفوح من جسدها؟ كم منهن اغتُصبن باسم الزواج التقليدي وقاصرات تزوجن بغطاء شرعي؟ وكم منهن أخبرن عشيقهن بأنهن لا يزلن حالماتٍ بليلة حب ساخنة معه؟ وكم منهن كتبت أناملهن رسائل لحبيبها السابق/أحبّك أكثر من الذي تزوجته عنوة عنّها؟ وكم منهن استغللن غياب أزواجهن لمنح لحظات الحب للحبيبه السابق؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

فلاسفة بأحجامٍ صغار

حيٌّ مشتعل بالطرق