19-أغسطس-2017

من مسيرة الحمير بالرباط عام 2013 (أ.ف.ب)

أمام مظلمة أو فساد أو مطلب بالتنمية، يلجأ المغاربة للتظاهر بالمسيرات والوقفات الجماعية، أو حتى بشكل فردي، تعبيرًا عن احتجاجهم وبغية تحقيق مطالبهم. وللفت الانتباه أكثر إلى احتجاجهم، ابتكر المغاربة طرقًا مختلفة وربما غريبة في الاحتجاج، نرصد لكم في السطور التالية بعضًا من أبرزها.

خلال السنوات القليلة الماضية، لجأ المغاربة إلى أشكال مختلفة وغريبة بعض الشيء في احتجاجاتهم 

1. مسيرة الحمير

في موقف احتجاجي بدا فريدًا من نوعه، نظّم حزب الاستقلال مسيرةً احتجاجية من الحمير في العاصمة المغربية الرباط، في عام 2013.

اقرأ/ي أيضًا: "احتجاجات العطش".. المغاربة بين شحّ المياه والقمع الأمني

غرض مسيرة الحمير كان احتجاجًا على ارتفاع أسعار عدد من المواد الأساسية، والمواد البترولية، وتعبيرًا عن سخط أعضاء الحزب على حكومة عبدالإله بنكيران، والمطالبة برحيله.

وثبتت على أعناق الحمير رابطات عنق، بينما عُلّقت على أجسادها مُلصقات تحمل عبارات اشتهر بها بنكيران حين كان رئيسًا للحكومة، الأمر الذي اعتبره البعض إهانة ربما تكون غير مقبولة للرجل.

2. مظاهرة القبلات

قبل نحو أربع سنوات نظم شباب مغاربة احتجاجًا رمزيًا بـ"القبلات" تضامنًا مع مراهقيْن أُلقي القبض عليهما بسبب صور لهما على فيسبوك وهما يقبلان بعضهما البعض.

تمثّلت رمزية الاحتجاج في تبادل المشاركين القبلات أمام البرلمان، مطالبين بـ"الحق في التعبير عن المشاعر علنًا"، لكن التظاهرة الفريدة من نوعها في العالم العربي، أثارت حفيظة مواطنين، تحديدًا المواطن أمين البارودي، الذي تدخّل بشكل عنيف لفض تظاهرة القُبل.

3. احتجاج بالتنورة

في شهر حزيران/يونيو 2015، عرفت مدن مغربية وقفات احتجاجية تنديدًا بالاعتداء على فتاتين في إحدى أسواق مدينة إنزكان، بدعوى ارتدائهما ملابس قصيرة، ثم اعتقلتهما الشرطة بتهمة "الإخلال بالحياء العام"، قبل أن يُطلق سراحهما بالضغط الشعبي.

أمّا المثير للاهتمام في هذه الوقفات الاحتجاجية، رمزية ارتداء تنانير قصيرة، ليس من قبل النساء المشاركين فيها فقط، وإنما أيضًا الرجال الذي عبّروا عن تضامنهم بنفس الطريقة. 

4. تسلق أعمدة الكهرباء

ربما يبدو احتجاجًا غريبًا، إلا أنه بات مُنتشرًا في المغرب أن يتسلق أحدهم عمود كهرباء ويُهدد بالانتحار أمام الناس إلا بتحقيق مطلبه الذي لا يُشترط أن يكون سياسيًا أو اجتماعيًا، بل ربما يكون عاطفيًا أيضًا، حتى أصبح لهذه الظاهرة لقب هو "أعمدة المظالم".

ما يُذكر أنّ هذا الشكل الاحتجاجي بدأ مع شاب في مدينة مراكش العام الماضي، تسلّق عمود كهرباء وسط المدينة وهدد بالانتحار، إذا لم تحضر حبيبته التي تسمى خديجة، بعد أن سكب على جسده مادة سريعة الاشتعال. وقد أطلق الإعلام على هذا الشاب لقب "روميو مراكش".

هذا الشكل الاحتجاجي تكرر عدة مرات في مدن مغربية مختلفة، ولكل شخصٍ ممن مارسوه قصته، منهم مي عائشة، العجوز التي تسلقت عمود كهرباء في العاصمة الرباط في نيسان/أبريل الماضي، بسبب ما قالت إنها مظلمة تعرضت لها ولم يُنصفها المسؤولون.

5. قرع الأواني

تعرف مدينة الحسيمة في منطقة الريف شمال المغرب، حراكًا شعبيًا مُستمرًا منذ شهور، تحت مطالب اجتماعية بالتنمية المحلية والمساواة بباقي مدن ومناطق المغرب.

من بين أشهر أشكال الاحتجاج الفريدة، قرع الأواني الذي عرفه حراك الريف على مدار الشهور الماضية

وخلال فترة الاحتجاجات التي لم تخبت، ابتدع ساكنة الريف أشكالًا مختلفة من الاحتجاج، لعل أبرزها الاحتجاج قرعًا على الأواني في آيار/مايو الماضي، قبل أن يتكرر الأمر، "لعل صدى الأواني يصل للمسؤولين"، كما قال المحتجون.

اقرأ/ي أيضًا: احتجاجات الريف المغربي مستمرة.. والسلطات تتوعد بمزيد من الحلول الأمنية

وفي الليل يطفئ سكان الحسيمة أضواء كل المنازل والمحلات التجارية، ويشرعون في الاحتجاج بقرع الأواني أو ما يطلقون عليها اسم "الطنطنة" من فوق سطوح المنازل والشرفات ومن أمام أبواب البيوت، وفي مسيرات جماعية بالشوارع.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"الاغتصاب بالقرعة".. شؤم يعود من جديد مع حراك الريف المغربي

في المغرب.. قصص عن بطش بعض رجال السلطة