من كندا إلى أستراليا: أندية قتال بميول نازية تتمدد عالميًا
23 يوليو 2025
تشهد العديد من الدول الغربية موجة جديدة من الانتشار السريع لأندية قتال تحمل صبغة يمينية متطرفة تعرف بـ"الأندية النشطة" (Active Clubs)، وهي جماعات نازية جديدة نشأت في الولايات المتحدة وتتبنى مزيجًا من التدريبات البدنية وفنون القتال، وتروج لأيديولوجيات فاشية وعنصرية.
في حزيران/يونيو الماضي، ظهر أكثر من عشرة رجال ملثمين يرتدون نظارات شمسية في مقطع مصوّر على تطبيق "تلغرام"، وهم يهتفون أمام قاعة في مدينة لندن: "الترحيل الجماعي الآن"، بينما كانوا يحملون لافتات كتب عليها الشعار ذاته.
وتُعدّ مدينة لندن، إحدى المدن الكندية الكبرى الواقعة فيما يُعرف بـ"حزام الصدأ" في مقاطعة أونتاريو، ذات التاريخ الطويل مع جماعة "كو كلوكس كلان" المتطرفة، ويعود إلى عشرينيات القرن الماضي.
كما شهدت المدينة في عام 2021 جريمة قتل عنصرية استهدفت عائلة باكستانية-كندية.
ورغم أن هذه المشاهد باتت مألوفة في الولايات المتحدة، فإن ظهورها في كندا يمثل مؤشرًا على تغلغل هذا التيار المتطرف إلى ما وراء الحدود الأمريكية.
في حزيران/يونيو الماضي، ظهر أكثر من عشرة رجال ملثمين يرتدون نظارات شمسية في مقطع مصوّر على تطبيق "تلغرام"، وهم يهتفون أمام قاعة في مدينة لندن: "الترحيل الجماعي الآن"، بينما كانوا يحملون لافتات كتب عليها الشعار ذاته
نشأة وانتشار
تعود نشأة هذه الأندية في الولايات المتحدة، حيث تستلهم نشاطها من مزيج بين إعجاب النظام النازي بالقوة الجسدية وثقافة مشجعي كرة القدم المتطرفين في أوروبا.
ووفقًا لتقرير صادر عن مشروع "العولمة ضد الكراهية والتطرف" (GPAHE)، فإن هذه الأندية بدأت بالانتشار منذ عام 2023 في دول مثل السويد، كندا، أستراليا، سويسرا، المملكة المتحدة، فنلندا، وحتى أمريكا اللاتينية، حيث تم توثيق فروع في كل من تشيلي وكولومبيا.
ويفيد التقرير بأن هناك الآن فروعًا نشطة لهذه الأندية في 27 دولة، مع بروز أجنحة شبابية على نمط "شبيبة هتلر"، تهدف إلى تجنيد المراهقين والشباب وتحريضهم على تبني أفكار عنصرية تشجع على خوض "حرب عرقية".
المؤسس: روب راندو
يرتبط تصميم نموذج 'الأندية النشطة' بالناشط اليميني المتطرف روب راندو، الذي يُعرف بتوجهاته النازية، وقد أقرّ في عام 2024 بضلوعه في مؤامرة لإثارة أعمال شغب خلال احتجاجات سياسية وقعت في كاليفورنيا عام 2017.
وكان راندو قد قاد سابقًا جماعة "حركة التفوق" (Rise Above Movement)، التي تورط أعضاؤها في "أحداث شارلوتسفيل" الشهيرة في ولاية فرجينيا، قبل أن يتحول لاحقًا إلى الترويج للأندية النشطة كوسيلة جديدة لتجنيد المتطرفين.
ورغم عدم وجود دلائل مباشرة على إشراف راندو على الفروع الجديدة حول العالم، إلا أن كل هذه المجموعات تستلهم فكره وتتبع نموذجه التنظيمي القائم على اللامركزية والنشاط المحلي.
شبكة دولية وتحالفات عبر وسائل التواصل
ترتبط هذه الأندية عبر شبكة حسابات على تطبيق "تلغرام"، تتبادل الرسائل الدعائية وتروّج لأنشطتها. وفي أحد المنشورات، ظهرت صورة لملصق يحمل شعار النادي علق على لافتة ترحيبية في مدينة هاميلتون الكندية، إلى جانب عبارة: "الشعب – العائلة – المستقبل".
وفي أستراليا، برز اسم النازي المتطرف توماس سويل، المعروف بعنفه وبتنظيمه لدورات تدريبية شبيهة بتلك التي ينظمها راندو. وقد سبق لسويل أن حاول ضمّ منفّذ مجزرة "كرايستشيرش"، التي أودت بحياة 51 مسلمًا رميًا بالرصاص"، إلى إحدى جماعاته، كما ينظّم فعاليات رياضية قتالية لجذب الأتباع.
كتب في أحد حسابات "تلغرام" الموالية له: "تنظيمهم يجب أن يكون النموذج الذي تسعى له كل جماعة معارضة في العالم الغربي".
ترتبط هذه الأندية عبر شبكة حسابات على تطبيق "تلغرام"، تتبادل الرسائل الدعائية وتروّج لأنشطتها
المقاتلون الجدد: من القتال الرياضي إلى الشارع
تحوّلت رياضات مثل فنون القتال المختلطة إلى نقطة جذب أساسية لهذه الجماعات، التي تسعى لتحويل أعضائها إلى "جنود شوارع" على طريقة "القمصان البنية" في ألمانيا النازية. وبرز هذا النموذج بشكل واضح لدى "جبهة الوطنيين" (Patriot Front)، وهي جماعة يمينية متطرفة في الولايات المتحدة، يشارك أفرادها في تدريبات قتالية داخل نوادٍ مغلقة.
وقد ظهر زعيم الجماعة، توماس روسو، مؤخرًا في صورة جماعية مع أعضاء يقومون بتدريبات قتالية في أحد نوادي تكساس. وتشير التقارير إلى أن "جبهة الوطنيين" تتعاون بشكل وثيق مع "الأندية النشطة"، وتروّج لهم عبر منصات التواصل.
في أحد المنشورات الداعمة كتب أحد الحسابات المرتبطة بالأندية: "إذا كنت في أميركا.. انضم إلى جبة الوطنيين"، وقد حصد المنشور آلاف المشاهدات.