03-فبراير-2020

جان كارزو/ أرمينيا - فرنسا

1

أحاولُ أن أسدّ أذنيّ بالسماع لغناءِ غجريّةٍ حمقاء

أيّ غناءٍ

والكمنجة تصرَ صريرًا كحزّ السكاكين لبعضها؛

يعودني وخز الأصواتِ

حدائق لا أرى منها سوى شوكها الكثيفِ كالغبار

تقطّعني

لتجدَ مكانًا تنام فيه لياليها الأخيرة.

2

لم أستمع يومًا لمذيعٍ نبّه المستمعين بضرورة أخذ الحذر.

3

أرغبُ ببعثرةِ أثاث غرفة الضيوف

ليهربَ منها

أنا/

         أنت/

هو/

         جميعنا/

لنبحث عن الذي ينقصنا خارجَ سياقِ غيمةٍ توهمنا ببقاء الدخان؛

كم نحنُ أغبياءٌ أيّها الرفيق.

4

تمارينٌ أخرى

لإعادةِ كلّ شيءٍ إلى مكانهِ الأصلي:

 

أعيد رؤيةَ طرقاتٍ

نستْ بعضَ تفاصيلها

وطرقاتٍ بقيت مكشّرة

         كقطٍّ أسودِ في شوارعِ نيويورك؛

لا أريدُ منها شيئًا

فأضعُ وردةً في سآمةِ الشرِّ

لأستريح.

5

أخرجُ من بصيرةِ كائنٍ فضائيٍّ

كلّ مساءٍ

لأمسكَ بمناديلِ الوداع

فالبحرُ يبتلعُ أصدقائي

رغمَ ذلكَ أبحثُ عن أفقٍ

حيثُ أقف

كلَّ شيءٍ لا نهايةَ له

كالهواء غادر دون أثر قدم.

 

6

غرقَ صديقي قبلي

فبدا لي البحرُ غائرًا

يغوصُ في نفسهِ أكثر كلّما انحدر صديقي

وبينَ غرقٍ وغوصٍ

ثمّةَ أسماكٍ تفكّرُ بالهرب.

 

7

حينَ كنتُ صغيرًا

غنيتُ فقط لقططِ جدّتي الخرقاء

بقيتُ هكذا طويلًا

في الوظيفة لا يوجدُ قطٌّ واحدٌ

لذا حملتُ دميةً على هيئةِ قطٍّ وكنتُ أغنّي لها أوقات فراغي

.......

اليومَ أخبرني المديرُ أنّني مطرودٌ من العمل

أخذتُ قطّي معي

وشرعنا نبحثُ عن غرفةٍ واطئةٍ نغنّي وننام بها معًا.

 

8

ما يقوله التائهُ الذي رأى خيط دمه:

...

الطريق

ماءٌ/صخورٌ

تحدِّدُ موعداً لوصولها حسبَ توقيت الموت.

...

على الهواءِ فوقي

علِّقت مشانقُ عديدةٍ

للدخان.

 

9

يقول:

         الجنديّ للشجرة المحترقة:

         لِمَ لَم تتنكّري بثيابي؟

         قالت: لستُ مضطرّةً للاختباء.

 

         الجسرُ للجنديّ المنتصرِ المتّجهِ نحو البار:

         "صديقي

         هاتِ قليلًا من هذه الزجاجة

         فأنا بحاجةٍ لئلّا أشعرَ بأحذيتكُم".

         ......

         لم يستمع له

         فبكى فيما كان يعودُ هاربًا من الجحيم.

 

10

متشابهان:

         الأمّ والبندقيّة

امرأتانِ لوجهي الشاحب.

..........

وحدهما شعرَا بالخيبة حين انتهت الحرب

الغالب

         والمغلوب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ثم تمرّ به الموسيقى

تضحك كثيرًا كلما تعرّضتْ للضرب