04-مايو-2023
باريس سان جيرمان

"Getty" من احتجاجات الجماهير أمام مقر النادي

أدان باريس سان جيرمان تصرّفات ما وصفته "مجموعة صغيرة من الأفراد" من جماهيرها، والذين نظموا وقفة احتجاجية مساء أمس أمام مقر النادي وشتموا فيها ليونيل ميسي وإدارة النادي.

قبل استلام الإدارة الحالية لنادي باريس سان جيرمان، كان الفريق يملك لقبين فقط في الدوري الفرنسي أحرزهما بالقرن الماضي، والآن هو على أعتاب تتويج يضعه في المركز الأوّل بتاريخ المسابقة

وجاء في البيان الرسمي الصادر صباح اليوم الخميس: "يدين باريس سان جيرمان بأشد عبارات الحزم التصرفات غير المسموح بها والمهينة لمجموعة صغيرة من الأفراد".

 وأضاف البيان: "مهما كانت الاختلافات، لا يوجد أي مبرر لمثل هذه التصرفات، ويبدي النادي مساندته الكاملة للاعبيه، وإطاراته ولجميع الأشخاص المعنيين بهذا التصرف المشين".

يذكر أن مجموعة من ألتراس مشجعي باريس سان جيرمان نظّمت وقفة احتجاجية مساء الأربعاء، تهجّمت فيها على إدارة النادي، وشتمت فيها ليونيل ميسي بعبارات باللغتين الإسبانية والفرنسية، كما أشعلت بعض القنابل الدخانية خلال وقفتها.

أبرز المطالبات التي نادى بها المحتجون في ألتراس باريس كانت تتمثّل برحيل ليونيل ميسي ورئيس النادي ناصر الخليفي، حيث قال المحتجون في هتافاتهم: "باريس ملكنا، لقد سئمنا من هؤلاء المرتزقة، يجب طرد ليونيل ميسي وناصر الخليفي".

مطالب عشرات المحتجين تبدو غريبة جدًا وبعيدة عن المنطق لكلّ متابع رياضي، فالإدارة التي يرغبون برحيلها عن الفريق صنعت أمجاد الفريق وجعلته رقمًا صعبًا في كلّ البطولات، فلو توّج باريس سان جيرمان بالدوري الفرنسي هذا الموسم، وهو أمر اقترب منه النادي كثيرًا، سيصبح باريس سان جيرمان الأكثر تتويجًا في التاريخ بالدوري الفرنسي.

ميسي

 فقبل قدوم الإدارة للفريق كان باريس يملك لقبين فقط وضعاه بالمركز الـ11 في ترتيب الأندية الأكثر حصولًا على البطولات في فرنسا، لكنّ باريس الآن يشارك سانت إيتيان بعشرة بطولات لكلّ فريق، كذلك نجح باريس سان جيرمان مع الإدارة الحالية بالوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وكان الفريق قريبًا من التتويج الأوّل بدوري الأبطال، وهي أمور لم يكن يحلم بها مشجّعو باريس.

وبكلّ وضوح، لم يكن باريس سان جيرمان يمثّل رقمًا صعبًا في أوروبا أو حتى فرنسا، إلى أن أتى المشروع الاستثماري الرياضي الضخم، وجعل من باريس قِبلة لكرة القدم في فرنسا، بناد يضم أفضل نجوم العالم، نجح في الحصول على كلّ الألقاب باستثناء دوري أبطال أوروبا.

سنوات قليلة فقط، وأصبح باريس سان جيرمان من ناد محلي متوسّط إلى رقم أوروبي صعب

علمًا أن إدارة باريس سان جيرمان اتخذت إجراءً عقابيًا بحق ليونيل ميسي، فأوقفته لمدّة أسبوعين عن اللعب والتدريبات، إضافة إلى عدم منحه مستحقاته المالية خلال فترة الإيقاف، بسبب سفره دون موافقة الإدارة، وهو الأمر الذي قد يساهم بشكل كبير في نهاية رحلة ميسي مع باريس هذا الموسم.

ليونيل ميسي الذي نال كأس العالم مع منتخب بلاده، لم ينل أي تكريم يليق به خلال عودته من البطولة، بعكس جميع لاعبي المنتخب الأرجنتيني الذين احتفلت بهم أنديتهم، وربّما يبرّر ذلك أن الطرف الآخر المهزوم في النهائي هو منتخب فرنسا.

لكن عوضًا عن ذلك، استهدفته جماهير باريس سان جيرمان بصافرات الاستهجان غير مرّة، في تصرّفات غريبة يصعب تبريرها، فهو ليس الوحيد المتسبب بفشل الفريق في الخروج من دوري أبطال أوروبا، رغم تسجيله 15 هدفًا وتقديمه 15 تمريرة حاسمة هذا الموسم، وهذه التصرفات لن تساهم برحيل ميسي عن باريس فقط، بل بإحجام العديد من نجوم الكرة في اللعب بقميص هذا الفريق، بل لو تحققت مطالبها برحيل الإدارة ونجم الفريق ليونيل ميسي، والآخرين الذين تشملهم باحتجاجاتها كفيراتي ونيمار، فربما لن تنجح في كسب دوري أبطال أوروبا فحسب، بل سيعود الفريق كما كان رقمًا محلّيًا سهلًا في الدوري الفرنسي، وتصبح مجرد مشاركته بدوري أبطال أوروبا حلمًا صعب المنال.