03-يونيو-2023
لوتن تاون

"Getty" ركلات الترجيح أوصلت لوتون تاون إلى البريميرليغ

قصص كرة القدم الملحمية لا تنتهي، خصوصًا مع الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يمتلك كل نادٍ فيه ملحمته الخاصة. كتب لوتون تاون بدوره ملحمةٍ جديدة في كتاب الكرة الإنجليزية بعد أن فاز على كوفنتري في نهائي "البلاي أوفز" بضربات الترجيح حتى يصعد للدوري الممتاز.

وصل لوتن تاون إلى الدوري الإنجليزي الممتاز للمرّة الأولى في تاريخه، بعدما مرّ بالعديد من النكبات والخيبات

النادي الذي يسكن مقاطعة بيدفوردشير في مدينة لا يكمل تعداد سكانها الربع مليون نسمة، استطاع أن يفعل المستحيل. نادٍ ذو تاريخ متذبذب داخل المنافسات الإنجليزية صعد فجأةً من دوري الدرجة الخامسة الإنجليزي للأندية شبه المحترفة حتى وصل إلى أرقى درجات الكرة الإنجليزية، كي يدخل في المنافسة مع أقوى فرق القارة العجوز.

البداية من القاع

الكارثة التي حلت على النادي في 2009 هي القاع الذي وصل له. عانى النادي مادياً لوقتٍ طويل بسبب المستحقات المرتفعة بالنسبة لميزانيته، ويضاف على هذا العوائد المادية المتدنية ومشاكل الإدارة التي كانت واضحة بالنسبة للاتحاد الإنجليزي. كل هذه الأزمات تسببت في ترحيل الإدارة بعد أن أعلن النادي إفلاسه في محاولة لتصحيح الوضع.

لوتن تاون

الوضع لم يُصحح، مما تسبب في خصم ما وصل إلى 30 نقطة من النادي أثناء منافسته في دوري كرة القدم الثاني، وهو أقل مستوى للأندية المحترفة ويعادل المستوى الرابع في الكرة الإنجليزية، مما تسبب في سقوط النادي لدوري الدرجة الخامسة لشبه المحترفين.

ضخ الدماء الجديدة

وصل جون ستيل إلى النادي في فبراير 2013 لكي يسقط النادي من مراكز التأهل للبلاي أوفز إلى المركز السابع في الأسابيع الأخيرة من دوري المؤتمر، مع تجاربه في المداورة والتكتيكات المختلفة، وهذه التجارب كانت نتيجتها إعادة هيكلة الفريق بشكلٍ شبه كامل. تخلص من 12 لاعبًا وحصل على خدمات سبعة لاعبين جدد، وتغيير فريق التدريب بشكلٍ شبه كامل أيضًا.

لوتن تاون

دخل الموسم الذي يليه بتكتيك الزمردة الشهير، والذي اعتمد أثناء تطبيقه على الضغط العالي وتحريك المدافعين للأمام أثناء الهجوم. هذا مكن النادي وقتها من العودة لنظام كرة قدم المحترفين عندما وصل بالنادي للدوري الثاني بـ 101 نقطة ومع أطول مسيرة بدون خسارة في 27 مباراة، وكلها أرقام لم يرها لوتون تاون في تاريخه.

لوتن تاون

هذا لم يكتمل طويلًا لأن ستيل لم يستطع مجاراة المنافسة في دوري الدرجة الرابعة بدايةً من موسم 2014-2015 الذي لم يستطع أن يصل فيه إلى مباريات البلاي أوفز بعد خسارة سبع مباريات متتالية في مارس وأبريل، وموسم 2015-2016 لم يكن رحيمًا به بعد أن فاز بمباراتين فقط من أصل عشر مباريات في الفترة بين نوفمبر وديسمبر 2015 ، ليستغني النادي عن خدمات المدرب.

"لن نعود للقاع ثانيةً"

بعد رحيل ستيل، تواصل النادي مع اللاعب السابق الذي لم يلعب دقيقة واحدة للنادي وهو ناثان جونز. نعم، جونز الذي طرده ساوثهامبتون هذا الموسم بعد نتيجة مخيبة للآمال، هو جونز نفسه الذي أخذ النادي بعيدًا عن مناطق الهبوط في أول موسم له، ليسكت كل من انتقد قرار تعيينه كمدربٍ للنادي.

لوتن تاون

دخل الموسم الذي يليه بدون 12 لاعباً تركهم له جون ستيل، ليحصل على خدمات ثمانية لاعبين آخرين مكانهم. استراتيجية جونز في الانتقالات سهلت مهمته، لأنه ضم اللاعبين المناسبين فقط لا أكثر، وبالفعل وصل للمركز الرابع في أول موسم كامل له والذي انتهى بخسارة البلاي أوفز.

لوتن تاون

لكن الموسم الذي يليه، وهو موسم 2017-2018 كان الموسم الأفضل له لأنه وصل للمركز الثاني وأخذ النادي للدرجة الثالثة "League One"، ولكنه ترك النادي وتوجه لستوك سيتي حتى يأخذ مكانه مايك هارفورد.

التحدي الحقيقي في الدرجة الثانية

نسي لوتون تاون الأيام السوداء التي عاشها في الدرجات الخامسة والرابعة وصار الآن في دوري "التشامبيونشيب". هارفورد لم يحتاج لأكثر من أربعة أشهر لكي يأخذ النادي إلى أعلى مركز وصل له منذ 2007، وهذا لكي يأخذ جرايم جونز مكانه كمدربٍ بعد نهاية الموسم.

لوتن تاون

جرايم لم يكن الأفضل في البطولة هو وفريقه، وكان لوتون في خطر الهبوط معه كما كان ستوك سيتي أيضاً في ورطة مع ناثان جونز، وهنا قررت الإدارة أن تبدل جونز بجونز لكي يعود ناثان للنادي وينقذه من الهبوط بعد كل هذا العناء الذي مر به النادي. خمس مباريات بدون خسارة في نهاية الموسم كانت كافية لناثان وفريقه حتى يبقوا على مكانهم في التشامبيونشيب.

ظل جونز مع الفريق حتى الموسم الماضي، ولكنه تركه في شهر نوفمبر لكي يحاول أن يأخذ قديسي ساوثهامبتون خارج الجحيم الذي سقطوا في قاعه نهاية الموسم، بل وطردوه أيضًا بعد بضعة أشهر من وصوله للنادي.

الدوري الممتاز يستقبل ضيفاً جديدًا

بعد أن ترك ناثان جونز لوتون تاون، تعاقد النادي مع روب إدواردز الذي خرج لتوه من واتفورد -غريم النادي الأول- حتى يأخذه إلى الدوري الممتاز. اعتمد بشكلٍ كبير على أكثر اللاعبين خبرة مثل كارلتون موريس هداف الفريق وتوم لوكير برج الدفاع، وأخذ النادي إلى مرحلة البلاي أوفز.

لوتن تاون

فاز النادي على سندرلاند بهدفين دون رد في الدور الثاني من المرحلة الإقصائية بعد أن خسر منه بنتيجة 2-1 لكي يهدم أمال أحد أكبر الأسماء في إنجلترا ويصل للنهائي أمام كوفنتري سيتي الذي فاز عليه بضربات الترجيح الأغلى في تاريخ النادي الحديث، لكي يكتب صفحة جديدة بحبر الدوري الإنجليزي الممتاز.