من الجرافات إلى الرسائل.. الاحتلال يصعّد حربه على البقاء الفلسطيني في غزة
22 ابريل 2025
تواصل إسرائيل عدوانها الواسع على قطاع غزة، مخلفة مزيدًا من الشهداء والجرحى، وموسّعة نطاق استهدافها ليطال البنية التحتية المدنية والمرافق الحيوية. وقد شنت غارات مركزة على مستودعات تضمّ معدات، من بينها جرافات وأدوات إعمار، في هجوم يُنظر إليه كجزء من محاولة منهجية لشلّ مقومات الحياة الأساسية في القطاع.
وفي موازاة التصعيد العسكري، بدأت أجهزة الاحتلال بمحاولة بثّ الفوضى النفسية والبلبلة الاجتماعية عبر إرسال رسائل واتصالات مشبوهة إلى المواطنين، تحمل دعوات مُبطّنة للنزوح وترك القطاع.
الجيش الإسرائيلي استهدف ودمر عشرات الجرافات في القطاع الليلة الماضية، في ما يبدو أنه استهداف ممنهج للبنية التحتية والخدمات الأساسية
حصيلة دموية متصاعدة
ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ فجر اليوم الثلاثاء إلى أكثر من 25 شهيدًا على الأقل، جراء قصف إسرائيلي متواصل استهدف مناطق عدة من شمال القطاع إلى جنوبه، بحسب ما أفادت به مصادر طبية ومحلية فلسطينية.
وفي مخيم جباليا شمال القطاع، استشهد خمسة فلسطينيين، بينهم طفلة وسيدة، في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين. كما استشهد ثلاثة آخرون في قصف طال منطقة بئر النعجة غرب جباليا.
جرافات اشتعلت فيها النيران بعد أن قصف الاحتلال منشأة معدّات تابعة لبلدية جباليا النزلة شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/AR2AVwkOYx
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) April 22, 2025
وفي خانيونس جنوب القطاع، استشهد ثمانية فلسطينيين بينهم امرأتان وطفلان جراء قصف منزل وسط المدينة، في حين استُهدف حي الزيتون جنوب شرق غزة، وأسفر عن إصابة فلسطيني بجراح.
قصف مكثف ومناطق مستهدفة
كما استهدف قصف مدفعي عنيف أحياء الشجاعية والتفاح وحي الدرج في مدينة غزة، بالتزامن مع غارات جوية طالت مناطق شرق حي الزيتون وشارع عايدية غرب المدينة. وفي خانيونس، فتحت قوات الاحتلال النار باتجاه المدنيين في منطقة قيزان النجار، فيما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بشكل مباشر مخيمي النصيرات والبريج وسط القطاع، في إطار هجوم متواصل يرفع من حصيلة الضحايا ويزيد من تدهور الوضع الإنساني في المنطقة المحاصرة.
استهداف البنية التحتية
شنّت طائرات الاحتلال غارة على منشأة تابعة لبلدية جباليا النزلة شمال القطاع، ما أدى إلى تدمير عدد كبير من الجرافات والمعدات الثقيلة. وأكدت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي استهدف ودمر عشرات الجرافات في القطاع الليلة الماضية، في ما يبدو أنه استهداف ممنهج للبنية التحتية والخدمات الأساسية.
تحذيرات من دعوات مشبوهة للتهجير
دعا المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الثلاثاء، إلى فتح معبر رفح بشكل عاجل لتمكين الفلسطينيين، وخاصة الجرحى والمرضى، من السفر، ولضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
مشاهد توثّق قصف طيران الاحتلال لحظة مستودع معدّات وجرّافات لبلدية جباليا، شمالي قطاع #غزة. pic.twitter.com/1G4sEGbIVC
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) April 22, 2025
وفي بيان صادر عنه، حذّر المكتب المواطنين من التعاطي مع أي رسائل أو اتصالات مشبوهة تصل إلى هواتفهم، مؤكدًا ضرورة عدم التجاوب معها نظرًا لخطورتها. كما شدد على أن ما فشل الاحتلال في تحقيقه خلال شهور من حرب الإبادة الجماعية لن ينجح في تمريره بأساليب الخداع والتضليل. وناشد المكتب المجتمع الدولي ممارسة الضغط على الاحتلال لوقف حملاته "الخبيثة" التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا من أرضهم.
شلل في المفاوضات وتصعيد محتمل
وسط تعثّر مسار التفاوض مع حركة حماس، يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) اجتماعًا وصفته إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنه "حاسِم". وذكرت أن الحكومة تراهن على أن استئناف العمليات العسكرية ووقف الإمدادات اللوجستية قد يدفع حماس للقبول بمقترح مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف" الذي يتضمن الإفراج عن 7 إلى 11 محتجزًا إسرائيليًا، غير أن الحركة رفضته بشكل قاطع.
وفيما يدعم كل من نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس استمرار الضغط التدريجي لتحسين شروط التفاوض، فيما طالب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش والوزيرة أوريت ستروك ببدء حرب شاملة لتحقيق "حسم عسكري نهائي"، وفق قولهم.
وبحسب القناة 12 العبرية، تدرس الحكومة الإسرائيلية إعادة اعتقال جماعي لعشرات الأسرى المحررين في صفقات سابقة، إلى جانب تقليص أو وقف إدخال المساعدات إلى غزة، رغم معارضة المؤسسة الأمنية تنفيذ هذه الإجراءات حاليًا.
فيديو | الشرطة الإسرائيلية تقمع وتعتقل عددًا من الإسرائيليين خلال مظاهرة كبيرة في "تل أبيب"؛ للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى شاملة. pic.twitter.com/x40LDu2dEL
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) April 21, 2025
احتجاجات إسرائيلية ضد نتنياهو: "دولة خانت أبناءها"
على الجانب الآخر، تواصلت التظاهرات الحاشدة في تل أبيب، حيث خرج الآلاف إلى ساحة "هابيما" مطالبين برحيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووقف الحرب على غزة، والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن المظاهرات اشتعلت عقب تسريب إفادة "صادمة" أدلى بها رئيس جهاز "الشاباك" رونين بار للمحكمة العليا، أكد فيها أن نتنياهو طلب استخدام "الشاباك" سياسيًا لملاحقة المتظاهرين وتأجيل محاكمته بذريعة الوضع الأمني.
ونقلت صحيفة هآرتس عن والدة المحتجز متان أنغريست قولها: "كنا نعتقد أن نتنياهو سيفعل المستحيل لإعادة المخطوفين، لكنه يعرقل كل فرصة لذلك. دولة إسرائيل خانت ابني الذي كان يقاتل دفاعًا عنها".