31-ديسمبر-2022
gettyimages

كانت بطولة كأس العالم واحدة من أكثر الأحداث التي ظهرت خلالها تصريحات عنصرية تجاه غير الأوروبيين (Getty)

سجّل عام 2022 حوادث عنصرية كثيرة تعددت مجالاتها بين السياسة والرياضة والإعلام، وكانت ذروتها خلال بطولة كأس العالم قطر 2022، التي كشفت عن الاستعلاء الأبيض، والتصورات الاستشراقية الأوروبية والمركزية، دون أن تؤمن بوجود ثقافات وشعوب غيرها، قادرة على تحقيق النجاح والوجود في العالم.  وهنا نستعرض أبرز 10 تصريحات عنصرية خلال عام 2022.

سجّل عام 2022 حوادث عنصرية كثيرة تعددت مجالاتها بين السياسة والرياضة والإعلام، وكانت ذروتها خلال بطولة كأس العالم قطر 2022

في أروقة السياسية الأوروبية والأمريكية

  • واحد من أبرز وأسوأ التصريحات العنصرية خلال العام جاء على لسان الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للأمن والخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بقوله: ""أوروبا حديقة، لقد أنشأنا هذه الحديقة جميعنا. فيها أفضل مزيج من الحرية السياسية والآفاق الاقتصادية والتماسك الاجتماعي، أما بقية العالم ليس في الحقيقة حديقة. معظم بقية العالم أدغال، وقد تغزو الأدغال الحديقة". جاء ذلك خلال افتتاح الأكاديمية الأوروبية للدبلوماسية في مدينة بروج البلجيكية.

getty

  • كعادتها تحتلل فرنسا مكانة بارزة ضمن التصريحات والمواقف العنصرية، وواحدة من أبرز المواقف العنصرية حصلت داخل البرلمان الفرنسي، عندما قال النائب اليميني المتطرف غريغورا دي فورناس "ليعُد إلى أفريقيا"، عن النائب من أصل أفريقي كارلوس مارتينز بيلونغو والذي يمثل حزب "فرنسا الأبية" اليساري. جاء هذا الموقف، خلال حديث بيلونغو عن مأساة الهجرة غير الشرعية في الجمعية الوطنية الفرنسية.

getty

وتعليقا منه على الواقعة قال بيلونغو إن "هذه الجملة العنصرية كانت موجّهة لي بشكلٍ مباشر، فقد أصبح من الطبيعي تمامًا تلقّي مثل هذه الملاحظات، من قِبل بعض الأفراد المنتمين إلى الطبقة السياسية اليمينية المتطرفة، وما حصل يُظهر الوجه الحقيقي لأفكار اليمين، وقد كُشفت في وضح النهار، وخاصةً فيما يتعلّق بمسألة الهجرة، وقضية قوارب البحر الأبيض المتوسط. إنهم عنصريون ويفتقرون إلى الإنسانية، وتضامنهم انتقائي".

ذات النائب كان محطّ استهداف عنصري آخر في 7 كانون الأول/ديسمبر، عندما تجمّع العشرات من الشباب العنصريين خارج جامعة بوردو في محاولة للهجوم عليه لولا تدخل الشرطة لإخراجه من الباب الخلفي لإنقاذ حياته.

  • وفي الولايات المتحدة الأمريكية رصدت صحيفة واشنطن بوست مجموعةً من المواقف العنصرية في خضم التحضيرات للحملة الانتخابية النصفية للكونغرس التي شهدت حسب الصحيفة استخدام الشعارات "العنصرية" بشكلٍ كبير، عبر تصريحات وصفتها بالسّامة، رابطةً ذلك بالتأثر بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

getty

وكنماذج على التصريحات العنصرية أوردت الصحيفة تصريح السيناتور الجمهوري تومي فيل، الذي قال خلال تجمع في ولاية نيفادا مؤخرًا إن "السود مجرمون"، بحسب الصحيفة. وفي ولايتي ويسكونسن ونورث كارولينا، انتشرت إعلانات تتحدث عن الجريمة "تتضمن لقطات لمتهمين من ذوي البشرة السوداء"، حسب تقرير واشنطن بوست.

getty

  • أمّا في بريطانيا، فقد كان التصريح العنصري الأبرز، هو الذي صدر عن وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان بقولها في أول جلسة للحكومة ريشي سوناك في مجلس العموم إن بريطانيا تتعرض "لغزو من المهاجرين"، وذلك خلال حديث عن سياسة الحكومة في التعامل مع المهاجرين عبر البحر تجاه بريطانيا، والمفارقة في هذا التصريح أن برافرمان نفسها من أصول مهاجرة.
  • وفي المجر، استمر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في إثارة الجدل، بعد تصريحات عنصرية رفض خلالها فكرة المجتمع "متعدد الإثنيات"، قائلًا: "ننتقل إلى أماكن أخرى، نعمل في الخارج، نختلط داخل أوروبا. لكن لا نريد أن نكون عرقًا مختلطًا أو شعبًا متعدد الإثنيات، يختلط مع غير أوروبيين".

كأس العالم والاستشراق العلني

كانت بطولة كأس العالم قطر 2022، واحدةً من الأحداث التي ظهرت فيها العنصرية الغربية على تنويعاتها، ما بين مهاجمة الدول المنظمة انطلاقًا من تصورات استشراقية، وصولًا إلى مهاجمة منتخبات آسيا وأمريكا اللاتينية واللاعبين السود في المنتخبات الأوروبية.

getty

  • ومن بين التصريحات العنصرية، التصريح الذي أدلى به مهاجم المنتخب الألماني السابق ساندرو فاغنر حول اللباس التقليدي في قطر، فأثناء تعليقه على مباراة ألمانيا وإسبانيا في كأس العالم على قناة "زي دي أف الألمانية"، قال فاغنر "اعتقدت أن أحد جهات ملعب البيت في الخور كانت تعج بالمشجعين الألمان، لأدرك أنها رداء الحمام القطري". وعلى خلفية الانتقادات التي تعرض لها عاد واعتذر، قائلًا "لم تكن نيتي إهانة أي أحد"، واكتفت القناة التي نقلت تعليقه العنصري بالقول إنه ليس لها علاقة بالتصريح واصفةً إياه بغير الصحيح دون أن تتخذ إجراءات عملية بشأنه.

getty

  • كانت المباراة النهائية في بطولة كأس العالم واحدةً من أكثر مباريات البطولة التي ظهرت خلالها العنصرية الأوروبية، المباراة التي جمعت بين الأرجنتين وفرنسا، وعلى خلفية خسارة الأخيرة في المباراة، تعرض ثلاثي المنتخب الفرنسي أوريليان تشاويميني، وكينغسلي كومان، وراندال كولو لإساءات عنصرية شككت في انتمائهم لفرنسا وشبهتهم بالقرود ووصفتهم "بالزنوج والعبيد القذرين" بعد هزيمة منتخب فرنسا. واضطر اللاعبون الثلاثة بسبب سيل الرسائل العنصرية إلى إغلاق خاصية التعليقات على حساباتهم الرسمية عبر موقع انستغرام.

getty

  • وتلقى المنتخب الإيراني نصيبه من العنصرية الأوروبية، بعد فوزه على منتخب ويلز في دور المجموعات في بطولة كأس العالم، حيث تحدث معلق قناة بي بي سي غابي لوغان عمّا وصفه "ألاعيب" الفريق الإيراني، وذلك قبل مداخلة مع يورغن كلينزمان، نجم المنتخب الألماني السابق وأحد أشهر لاعبيه، والذي أكّد على تلميح لوغان العنصري قائلًا: "نعم، هذه ثقافتهم.. إنها نهج متبع لديهم". كما اتهم كلينزمان طاقم "تيم مليّ" الإيراني بأنهم يتعمدون إنهاك الحكّام وإلهاءهم وتشتيت تركيزهم، مصرًّا على أن ذلك كلّه "جزء من ثقافتهم".
  • كما نال المنتخب المغربي قسطًا من العنصرية، بعد تألقه في بطولة كأس العالم 2022 ووصوله إلى نصف نهائي البطولة، حيث كان مذيع قناة (TV 2 News) الدانماركية سورين ليبرت، قد شبه خلال برنامجه (NEWS & Co) احتفال لاعبي المنتخب المغربي مع أمهاتهم عقب كل انتصار في مونديال قطر بـ"عائلة القرود". واستمرت العنصرية ضد المنتخب المغربي، خلال تقرير بثته قناة (Welt) الألمانية، تربط فيه لاعبي المنتخب المغربي بتنظيم "داعش" بعد رفع إصبع السبابة خلال الاحتفالات بالفوز على البرتغال في ربع نهائي البطولة. بالإضافة إلى اتهامات صحيفة (Taz) الألمانية للاعبي المنتخب المغربي بـ"معاداة السامية". بالإضافة إلى هجوم واسع على اللاعب زكريا بوخلال، نتيجة تدينه وربطه مع "الإرهاب" وتنظيم "داعش".

getty

  • "هل يحق لغير الأوروبي الاحتفال؟"، هذا ما يمكن أن نخلص فيه الهجوم الذي تعرض له لاعب ريال مدريد والمنتخب البرازيلي فينيسيوس جونيور بعد احتفاله بالأهداف بالرقص، حيث طالب رئيس اتحاد وكلاء لاعبي كرة القدم في إسبانيا بيدرو برافو اللاعب البرازيلي بالتوقف عن "التصرّف مثل القردة وعن لعب دور القرد بعد تسجيل الأهداف"، وهذه الحملة العنصرية ورفض تقبل الاحتفالات البرازيلية لاحقت الفريق في بطولة كأس العالم، بعد اعتبار أن رقصات المنتخب البرازيلي هي استفزاز لخصومه، دون تقبل أو فهم أن هذا الاحتفال مستقى من الثقافة البرازيلية.