06-ديسمبر-2016

من الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي للفنانة الراحلة (فيسبوك)

لم تمر وفاة المطربة اللبنانية منى مرعشلي مرور الكرام. ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالصوت "البريء"، الذي أطرب اللبنانيين على مدى 30 عامًا. استرجع هؤلاء مقاطع فيديو لمقابلات نادرة لها ولأغنياتها التي عرفت شهرة واسعة، في زمن صار كل شيء فيه رديئًا.

الفنانة صاحبة الوجه الدافئ رحلت بعد إصابتها بسكتة قلبية عن عمر يناهز الـ58 عامًا، وفاجأت الجميع. وهو ما وجد صداه على "فيسبوك" و"تويتر"، حيث عبر المستخدمون عن حزنهم الشديد لفقدان خامة صوتية لن تتكرر، وسألوا عن الأسباب، حيث نقل خبر عن عائلتها أنها توفيت بعد يومين من إجرائها عملية بسيطة في المرارة، لكن الأطباء أكدوا أنها توفيت بجلطة قلبية.

توفيت الفنانة اللبنانية منى مرعشلي عن عمر يناهز 58 عامًا ولم تحظ بالتكريم والشهرة الكافيين

وكتب أحدهم، "غاب الصوت الذي غنى الطرب الأصيل من "شمس المغارب" و"سألت كل مسافر"، "تركني انسالي اسمي"، "لك شوقة عندنا"، "علشان عيونك" و"ليه تحلف بعنيا" و"مالي ومالك يا هوى" وغيرها، غاب من ظلم وحيدًا". وهذه الجملة تكررت لدى معظم المستخدمين، الذين رأوا أن مرعشلي، لم "تأخذ حقها"، وعاشت ظروفًا أبعدتها عن الغناء والوسط، الذي "أصيب بالانحطاط". حيث يعاني لبنان، من موجة فنية "متطرفة" في السوء. وتزداد "الموضة" الدارجة من الأغاني الساذجة والسخيفة والمليئة بالإيحاءات الجنسية، وتتحول كل الإنتاجات الفنية إلى هذا النوع الذي يحقق نسب مشاهدة عالية على "يوتيوب" ومشاهدات على مواقع الإنترنت.

ولم تكن قد مضت أيام معدودة على تكريم "مترو المدينة" للفنانة، ضمن مشروع "متروفون"، وكان الناس يستذكرونها، حتى جاء خبرها مدويًا. فجاءت رسائل الرثاء محملة أيضًا بالشوق، للزمن الجميل. وصار اسمها الأكثر تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تصدّر هاشتاغ #منى_مرعشلي قائمة الـ"ترندز" على تويتر في لبنان.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا استعاد اللبنانيون أيقونتهم صباح؟

تخرّجت صاحبة "شمس المغارب" من استوديو الفن في عام 1973، وحملت الكأس الذهبية. عرفت بخطّها الغنائي الطربي، وأبدعت في تأدية أغاني كوكب الشرق بشكل مذهل، الأمر الذي دفع بكبار الملحنين والفنانين للثناء على هذه الموهبة الاستثنائية، واستثمارها بين مصر ولبنان. على سبيل المثال، قال سيّد مكاوي إنّها "موهبة خطيرة"، ويجب أن تأتي إلى القاهرة "علشان نسمعها كويس ونقدملها حاجة كبيرة تليق بها". أما الموسيقار بليغ حمدي، فأثنى بدوره على موهبتها وصرّح بأنّه "جاهز للتفرغ لها فورًا".

الفنانة اللبنانية التي أتت من "طينة الكبار" كما وصفها الموسيقار محمد سلطان، لم تسعفها ظروفها الفنية على وجه الخصوص مع غياب أي إدارة أعمال خاصة بها، وشركات إنتاج تحتضن موهبتها. هكذا، غيبت الحرب في منتصف السبعينيات أحلام منى مرعشلي، وأخذت معها كل أحلامها، وأحبطت عزيمتها على الاستمرار. إلا أنّ الملاحظ في سيرة الراحلة أنّ من كانوا معها أضحوا نجومًا على الساحة حتى اليوم، منهم وليد توفيق، وغسان صليبا، وماجدة الرومي، بينما لم تحظ هي بفرصتها المناسبة.

تحدث الكثيرون عن اعتزالها للفن وارتدائها الحجاب، خصوصًا في الفترات الطويلة التي ابتعدت فيها عن الساحة الفنية، غير أنّها كانت تعود بمجموعة أغاني أشهرها "شمس المغارب" (كلمات محمد عجمي، ألحان نور الملاح) و"اتركني نسالي اسمي"، (كلمات زياد الرحباني وألحان فيلمون وهبي)، إلى أن أثقل الإنتاج كاهلها لأنّها كانت تصدرها على حسابها الخاص. تجدر الإشارة إلى أنّها أدّت أغنية قصيرة بعنوان "دا فيلم أمريكي طويل"، مقلّدة أم كلثوم في مسرحية "فيلم أمريكي طويل" (إخراج زياد الرحباني).

وكتب أسعد حطاب: "بئس زمن ينتظر فيه الإعلام والدولة رحيل كبار الفنانين حتى يصفونهم بالكبير والقدير، دون أي التفاتةٍ له في حياته وعزلته واعتزاله"، مذيلًا بهاشتاغ: #منى_مرعشلي. وكتبت الإعلامية رابعة الزيات على "تويتر": "كنت دائمًا أتمنى أن أستضيفها وفي كل مرة كنت أتصل بها كانت تعدني بالظهور في البرنامج بعد الشفاء من مرضها، ورحلت #منى_مرعشلي".

اقرأ/ي أيضًا:

الفن اللبناني.. تطور على مسار التحولات!

مكادي نحاس.. الثقافة ليست من أولوياتنا