05-فبراير-2022

(Getty Images)

مضت خمسة أيام على سقوط الطفل ريان في بئر جافة في منطقة قروية شمال المغرب، في حادثة أثارت حالة واسعة من التضامن المحلي والعربي مع الطفل وذويه، الأمر الذي ضاعف من حساسية الموقف للسلطات المحلية المعنية بعمليات الإنقاذ التي وصلت إلى مرحلة بالغة الحساسية، على عمق يصل إلى 30 مترًا تحت سطح الأرض.

مأساة الطفل ريان، التي يمكن متابعة آخر تحديثاتها عبر البث المباشر للتلفزيون العربي، هي آخر حادثة تثير اهتمامًا عالميًا واسعًا وتحبس أنفاس الملايين حول العالم ارتقابًا لمعرفة مصيره، آملين بالتمكّن من إنقاذه وعودته سالمًا إلى أهله. نتعرف هنا على عدد من أبرز هذه الحوادث التي وجدت اهتمامًا إعلاميًا واسعًا في السنوات الماضية:

1) إنقاذ فتية كهف ثام لوانغ (2018)

في 23 حزيران/يونيو 2018، علقت مجموعة مكونة من 12 شابًا من فريق كرة قدم محلي، تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عامًا، مع مدبرهم، في كهف ثام لوانغ، في تايلند، وذلك بعد أن فاجأهم هطل مطري غزير غمرت الكهف جزئيًا قبل أن يتمكنوا من الخروج منه. وقد تم الإبلاغ عن المجموعة بعد ساعات على غيابهم، لتنطلق عمليات البحث عنهم من قبل السلطات المعنية، والذين واجهوا صعوبات جمة في تحديد مكانهم، نظرًا لطبيعة المكان الوعرة والظروف الجوية الصعبة. إلا أن عمليات البحث تواصلت، وتشكلت قناعة لدى المنقذين بأن الفتية في الكهف، إلا أن التواصل معهم لم يكن ممكنًا، بسبب ارتفاع منسوب المياه التي حالت دون الوصول إليهم. وقد انقطع التواصل مع من في الكهف على مدار سبعة أيام، وهو ما جذب اهتمامًا واسعًا بالقضية من قبل وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

تدخلت فرق الغواصين، محاولين الوصول إلى الفتية ومدربهم عبر فجوات ضيقة طينية في الكهف، وبعد محاولات عديدة نجحوا أخيرًا في الوصول إليهم، بعد تسعة أيام من فقدانهم، واطمأنوا بأنهم ما يزالون على قيد الحياة، حيث التجأوا إلى صخرة مرتفعة، ليحتموا من المياه. إلا أن عملية إخراجهم من هنالك استغرقت عدة أيام أخرى، وتم الانتهاء من إنقاذ آخر شخص منهم في العاشر من تموز/يوليو 2018، أي بعد 17 يومًا من الضياع في الكهف.

 

2) انهيار منجم كوبيابو/تشيلي (2010)

هذه كارثة حظيت بتعاطف عالمي ودولي نادر. المكان، منجم سان خوسيه في كوبيابو، في صحراء أتاكاما شمالي تشيلي. التاريخ: 5 آب/أغسطس 2010. في ذلك اليوم، احتجز 33 من عمال المناجم التشيليين، بعد انهيار المنجم عليهم على عمق 700 متر تحت الأرض، وعلى بعد 5 كيلومترات عن مدخل المنجم. وسرعان ما انتشرت أنباء الانهيار المرعبة، والإبلاغ عنها، لتبدأ عملية وطنية ودولية للترتيب لإنقاذهم وإخراجهم. ساهم في عمليات الحفر والإنقاذ ثلاثة فرق حفر كاملة، كما انضمت إلى جهود الإنقاذ كل وزارة وهيئة حكومية في تشيلي، إضافة إلى وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وعدد من الشركات الكبرى المختصة في العالم.

وفي 13 تشرين الأول/أكتوبر 2010، أي بعد 69 يومًا من انهيار المنجم، تم إنقاذ الرجال، جميعًا، وإخراجهم في كبسولة صممت خصيصًا لهم. وقد نقلت عملية الإنقاذ عبر البث المباشر، وتابع لحظة الإنقاذ الأخيرة 5.3 مليون مشاهد حول العالم. خرج جميع العمال بوضع صحي عام مستقر. كلفت عملية الإنقاذ 20 مليون دولار أمريكي، تكلفت الحكومة والجهة المالكة للمنجم بقسم منها، كما تدفقت التبرعات من المواطنين والشركات لتغطية ثلث التكاليف على الأقل.

 

3) إنقاذ الطفلة جيسيكا ماكلور (1987)

سقطت جيسيكا ماكلور (Jessica McClure) في بئرٍ مهجورة لحديقة منزل في ولاية تكساس الأمريكية، وذلك في 14 تشرين الأول/أكتوبر عام 1987. سقطت الطفلة، وعمرها 18 شهرًا فقط، على عمق سبعة أمتار تقريبًا، في البئر الضيقة، وعلقت هناك. واجه المنقذون صعوبة بالغة في إخراجها سالمة، وانتهت عملية الإنقاذ بعد يومين ونصف من لحظة سقوطها، وذلك بعد حفر حفرة موازية عموديًا للبئر، ثم الحفر أفقيًا للوصول إلى الطفلة. وقد تم بث عملية الإنقاذ على التلفاز بشكل مباشر، وهو ما أثار حينها العديد من الانتقادات لوسائل الإعلام التي لم تراع خصوصية الأسرة.

 

4) إنقاذ الطفل ريان (2022)

في مساء الأول من شباط/فبراير الجاري، سقط طفل مغربي يبلغ من العمر خمسة أعوام في حفرة بئر جافة على عمق 32 مترًا، ذات قطر ضيّق، وذلك في قرية تابعة لمنطقة "باب برد" في مدينة شفشاون شمال المغرب. وقد تفاعلت السلطات المغربية مع الحادثة، بعد انتشار مقطع فيديو تناشد فيه الأم إنقاذ ابنها الصغير. وما تزال عمليات الحفر مستمرة منذ أربعة أيام، وقد بلغت بحسب وسائل إعلام مغربية، مراحلها الأخيرة.

حفرت فرق الإنقاذ حفرة موازية بعمق 28 مترًا، ثم بدأت بالحفر الأفقي بين البئرين، للوصول إلى الطفل وإنقاذه. إلا أن العملية بالغة الحساسية، بسبب مخاوف انجراف التربة وانهيار الجسر الأفقي. وقد نالت قصة الطفل ريان المغرب تعاطفًا تضامنيًا واسعًا محليًا وعربيًا، حيث تصدّر وسم #أنقذوا_ريان في العديد من الدول العربية. وقد وضعت السلطات المغربية طائرة مروحية طبيّة للتحرك بشكل فوري لحظة إخراج الطفل من الحفرة، لنقله إلى أقرب مستشفى مجهز بما يلزم للتعامل مع حالته والتأكد من سلامته، إذ يخشى مختصون من تأثير تدني مستوى الأكسجين ووضعية الطفل في الحفرة عليه صحته وسلامته.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الطفل المعجزة.. ريان يذهل العالم بصموده ويثير موجة تضامن واسعة عربيًا

بث مباشر: استئناف عمليات الحفر لإنقاذ الطفل المغربي ريان