20-سبتمبر-2019

الكاتبة الباكستانية البريطانية كاملة شمسي

قّررت لجنة جائزة نيلي ساش الألمانية أمس سحب الجائزة التي كان من المقرر منحها للكاتبة البريطانية الباكستانية الأصل كاملة شمسي، بسبب موقفها في مساندة حركة مقاطعة إسرائيل BDS.

هيئة المحلفين تغير رأيها

منحت جائزة نيللي ساكس لكاملة شمسي هذا الشهر، لكن هيئة المحلفين الألمانية الخاصة بها قرّرت تغيير رأيها بخصوص منحها الجائزة، بسبب نشاط شمسي في حركة مقاطعة إسرائيل المؤيدة لحقوق الفلسطينيين وضد دعم الكيان الصهيوني.

قرّرت هيئة جائزة نيلي زاكس حجب الجائزة عن كاملة شمسي بعد قرار منحها إياها، على خلفية دعمها لحركة مقاطع إسرائيل

بدورها علقت كاملة على القرار بأنها تشعر "بالغضب" أن حركة مقاطعة إسرائيل باتت تُعد أمرًا مخزيًا. هيئة المحلفين قررت في وقت سابق "استحقاق شمسي للجائزة مستشهدين بكتاباتها التي تبني جسور التواصل بين المجتمعات، ولكنهم حين علموا بدعم شامسي للحركة قرّروا التراجع عن القرار بمنحها الجائزة البالغة قيمتها 15000 يورو، بسبب مساندتها للحركة التي تدعم العقوبات ضد إسرائيل، وتشجّع على سحب الاستثمارات منها، بالإضافة إلى حملات مقاطعة ثقافية أخرى.

شمسي ترفض ترجمة روايتها للعبرية ونشرها في إسرائيل

المثير للدهشة والاستغراب في آن واحد هو أن شمسي ومساندتها لحركة المقاطعة التي تصب جهودها في مقاومة ومقاطعة الكيان الصهيوني القمعي، كانت معروفة حتى منذ عام مضى حين رفضت من بين كتاب آخرين ترجمة روايتها إلى العبرية ونشرها في إسرائيل، في إطار حملة المقاطعة، وهو ما نقلته الحركة على موقعها على الإنترنت.

اقرأ/ي أيضًا: من هي سلمى لاغرلوف.. الروائية التي حاربت النازيين والذكورية؟

تزعم هيئة المحلفين أن الجائزة التي تحمل اسم الكاتبة نيللي زاكس، الحائزة على جائزة نوبل، للكتّاب الذين يروجون "للتسامح و المصالحة"، وقد حصل عليها من قبل ميلان كونديرا ومارغريت أتوود. أما ما يثير الاستغراب هو ما ادعته الجائزة من أن حياة الكاتب يجب أن "تندرج ضمن منطق هيئة المحلفين"، وهو ما يبدو أنه "يخضع لتوازنات" أخرى تضعها الهيئة في الحسبان.

شمسي تُحرم من الجائزة بسبب مواقفها ضد إسرائيل

ذكرت لجنة التحكيم: "إن مواقف شمسي ومشاركتها الفعالة في المقاطعة الثقافية لإسرائيل يتعارض بوضوح مع الأهداف القانونية للجائزة".

في أيار/مايو الماضي أقر البرلمان الألماني اقتراحًا وصف حركة المقاطعة بأنها "معادية للسامية"، وهو ما يتعرض له أي صوت معارض لإسرائيل بطبيعة الحال أو لممارستها القمعية والاستيطانية في الداخل الفلسطيني المحتل. حيئذِ انتقد 60 أكاديميًا يهوديًا وإسرائيليًا هذا الاقتراح، وقالوا في خطاب مفتوح إنه جزء من اتجاه "وصف مؤيدي حقوق الإنسان الفلسطينية بأنها معادية للسامية".

بالعودة إلى شمسي، وبتعبيرها عن الغضب قالت إنه يجب اعتبار حركة مقاطعة إسرائيل بذات مستوى وأهمية حركة مقاطعة جنوب أفريقيا ضد سياسيات الفصل العنصري وأضافت: "إن تنظيم الحملات ضد حكومة إسرائيل بسبب أعمالها التمييزية والوحشية ضد الفلسطينيين يجب اعتباره أمرًا مخزيًا وغير عادل، وليس معاقبة من يحاولون الوقوف إلى جوار الحق الفسطيني".

وأضافت: "في الانتخابات الإسرائيلية التي اختتمت لتوها، أعلن بنيامين نتنياهو عن خطط لضم ما يصل إلى ثلث الضفة الغربية، بما يتعارض مع القانون الدولي".

أهداف سويف تعليقًا على حجب جائزة نيلي زاكس: "إن ما حدث يعد تعبيرًا جديدًا عن مكارثيي العصر- على نطاق دولي"

أما الروائية أهداف سويف فقد علقت على ما حدث بقولها: "إن ما حدث يعد تعبيرًا جديدًا عن مكارثيي العصر- على نطاق دولي". وأضافت سويف: "ما يجب علينا فهمه وملاحظته طوال الوقت هو أنه لا يزال هناك صراع مستمر حتى اليوم، لذا فالأمر متروك حقًا لكل فرد ولكل منظمة أن تختار ما إذا كانت تقف إلى جانب حرية الضمير والتعبير، أو إلى جانب الرقابة السياسية الرجعية. إن محاولة منع أي حوار حول قضية الحقوق السياسية وحقوق الإنسان الفلسطينية لن تنجح بكل بساطة".

اقرأ/ي أيضًا: مطالبات بسحب جائزة السلام الألمانية من أدونيس

في هذا السياق قالت قالت جودي غينسبرغ، الرئيسة التنفيذية لمؤشر إندكس للرقابة، إنه من المقلق للغاية أن شمسي قد تم تجريدها من الجائزة "بسبب آرائها الشخصية"، وأضافت إن هذا يحقق بالضبط عكس ما حاولت هذه الجائزة نشره من خلال منحها للكتّاب، لأنها تعمل ضد التسامح والتفاهم، وتمنع جائزة عن كاتبة بسبب دعمها لحركة تمارس حق المقاطعة في إطار سياسي غير عنيف.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هندسة الطبيعة البشرية.. تاريخ وتلاعب

لماذا كرهت إسرائيل موسيقى ريتشارد فاغنر؟