يتوقع المتابعون للحرب في أوكرانيا منعرجًا جديدًا لم تتحدد ملامحه بشكل كامل بعد الاختراقات التي حققتها كييف مؤخرًا باستعادة مناطق كانت القوات الروسية قد سيطرت عليها سابقًا، وأمام هذه الوضعية يتخوف المتابعون الأوروبيون من طبيعة الرد الروسي، حيث تشير المعلومات القادمة من موسكو ومن عدة عواصم غربية إلى أن ردة الفعل الروسية على الهزائم المتوالية مؤخرًا قد تكون خطيرة.
يتوقع المتابعون للحرب في أوكرانيا منعرجًا جديدًا لم تتحدد ملامحه بشكل كامل بعد الاختراقات التي حققتها كييف مؤخرًا
وفي هذا الصدد أفادت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا وسعت نطاق هجماتها على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، ومن المرجح أن تواصل توسيع نطاق بنوك أهدافها، لكن البنتاغون لم يكن حاسمًا في تحديد طبيعة الرد الروسي الذي قال إنه ليس واضحًا بعد، داعيًا إلى اليقظة والاستعداد لأي تحركات روسية. وفي الأثناء قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة مع "سي بي أس" بأن أوكرانيا لا تخسر الحرب وهي بصدد تحقيق مكاسب في مناطق معينة وفق تعبيره. وذلك في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي أن قوات بلاده ستحرر كامل الأراضي كما حررت خاركيف، مضيفًا أن"الروس لن يكون لهم وجود في بلادنا" على حدّ قوله.
وفي التفاصيل الميدانية، أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أنها صدت سلسلة من الهجمات الروسية بالمدفعية والطائرات على مناطق متفرقة بخاركيف في الشرق وخيرسون في الجنوب، وأنحاء من دونيتسك في جنوب شرقي البلاد. وتسبب تلك الهجمات بحسب مصادر محلية أوكرانية في مقتل خمسة مدنيين بمنطقة دونيتسك، بالإضافة إلى تضرر العشرات من المنازل والعمارات السكنية وخطوط أنابيب الغاز والكهرباء في منطقة نيكوبول.
وضمن هذا السياق بنت وزارة الدفاع البريطانية توقعها بأن الرد الروسي على الهزائم الأخيرة سيكون بتوسيع نطاق الضربات الجوية المستهدفة للبنية التحتية المدنية، من شبكات كهرباء وسدود وخطوط غاز..إلخ. في محاولة من موسكو "لإضعاف معنويات الشعب والحكومة في أوكرانيا مباشرة" حسب بيان وزارة الدفاع البريطانية.
أمريكيًا، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، بأن طبيعة الرد الروسي على الانتكاسة في أوكرانيا لم يتضح بعد، لكنه دعا إلى المزيد من اليقظة في صفوف القوات الأمريكية تحسبًا لجميع السيناريوهات. وأضاف: "لا تسير الحرب على أفضل حال بالنسبة إلى روسيا في الوقت الحالي. ولذلك يقع على عاتقنا جميعًا الحفاظ على أوضاع استعداد وتأهب عالية".
وكان البنتاغون أعلن أن المساعدات الأمنية لأوكرانيا بلغت 15.1 مليار دولار منذ بداية الغزو الروسي. أما الرئيس الأمريكي جو بايدن فحذر بوتين في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" من استخدام أسلحة فتاكة، قائلًا: "لا تفعل لا تفعل لا تفعل. هذا سيغير وجه الحرب بطريقة لم يكن لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية".
/cloudfront-us-east-2.images.arcpublishing.com/reuters/JUZVK4XXANMQ5GHLWVD7R6AQ2A.jpg)
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكّد أن "موسكو سترد بقوة أشد إذا تعرضت قواتها في أوكرانيا لمزيد من الضغوط"، مقللًا من أهمية الهجوم الأوكراني المضاد السريع الذي جلب على روسيا انتقادات كثيرة من طرف متابعين عسكريين روس.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكّد أن "موسكو سترد بقوة أشد إذا تعرضت قواتها في أوكرانيا لمزيد من الضغوط"
وحول المقابر الجماعية التي أعلنت أوكرانيا عن اكتشافها الأسبوع الماضي في الغابات بالقرب من إيزيوم، والتي استخرجت منها أكثر من 400 جثة، شكك الطرف الروسي في مصداقيتها مع التأكيد على ضرورة تحقيق محايد تشارك فيه دول غير غربية بشأن المقابر الجماعية. وردًا على هذا التشكيك الروسي اعتبر المستشار في وزارة الدفاع الأوكرانية سيرهي كوزان أن "نفي وجود مقابر جماعية في إيزيوم غير إنساني ويثبت أن روسيا دولة إرهابية" على حدّ وصفه. موضحًا أن "بعض المدفونين في إيزيوم تم خنقهم وآخرون كسرت جماجمهم".
