18-مايو-2019

تسعى تركيا إلى الاستمرار في صفقة شراء "إس 400" من روسيا (سبوتنيك)

الترا صوت – فريق التحرير

تشهد العلاقة الدبلوماسية التركية – الأمريكية توترًا ملحوظًا بعد تأكيد أنقرة إبرامها صفقة شراء منظومة الدفاع الجوية الروسية S-400 مع موسكو، الأمر الذي دفع بواشنطن لتأخير تنفيذ صفقة شراء مقاتلات F-35 الأمريكية إذا استمرت أنقرة بتنفيذ صفقة شراء منظومة الدفاع الروسية، وفي حال تمكنت أنقرة من تنفيذ الصفقتين، فإنها تكون أضافت إلى ترسانتها العسكرية سلاحان بتكنولوجيا متطورة يجعلان منها واحدة من بين أقوى الجيوش في العالم.

تبلغ سرعة صاروخ "S-400" 4.8 كم في الثانية مع قدرة الوصول للأهداف على ارتفاع 30 كم، وإمكانية التصدي للطائرات والصواريخ البالستية والطائرات المسيرة

ويوم الخميس الفائت طالب مشروع قرار جديد قدم لمجلس النواب الأمريكي (الكونغرس) باستبعاد تركيا من مشروع إنتاج طائرات F-35 مع وقف بيع هذه المقاتلات لها، وفرض عقوبات عليها إذا قامت بشراء المنظومة الروسية، وهذه المرة الثالثة التي تسعى فيها واشنطن لإصدار قانون حول هذه القضية، بعد أن قدم سابقًا الكونغرس ومجلس الشيوخ مشروعيّ قانون بنفس المحتوى.

اقرأ/ي أيضًا: إنفوغراف: أبرز صفقات السلاح في المنطقة العربية خلال عام 2017

نتعرّف في هذا التقرير على أهم ميزات وخصائص السلاحين المتطورين التي تسعى تركيا لامتلاكهما خلال العامين القادمين، ويثيران أزمة محتملة بين أنقرة وواشنطن.

المقاتلة الشبح.. أحدث المقاتلات الأمريكية

مقاتلة لوكهيد مارتن إف-35 لايتنيغ الثانية، المعروفة اختصارًا F-35 تصنف كواحدة من أهم المقاتلات الحربية التي أنتجت خلال العصر الحديث، فهي تنتمي لمقاتلات الجيل الخامس في سلاح الجو الأمريكي، الجيل الأحدث من المقاتلات، وثمرة ما توصلت له تكنولوجيا السلاح، تشارك في تطويرها إلى جانب الولايات المتحدة، مجموعة من الدول المنضوية ضمن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، من بينها تركيا التي تسعى لامتلاك المقاتلة مستقبلًا.

تتألف مقاتلة F-35 من ثلاثة نماذج هي: F-35A للإقلاع والهبوط الاعتيادي، ونموذج F-35B للإقلاع القصير والهبوط العمودي، وأخيرًا F-35C للخدمة في حاملات الطائرات، وتم طرح أول نموذج منها في كانون الأول/ديسمبر 2006 عندما أكملت F-35A رحلتها الأولى، وفي تموز/يونيو 2008 قامت F-35B بتنفيذ رحلتها الأولى.

أما النموذج الثالث F-35C فقد أتم أولى رحلاته في تموز/يونيو 2010، وسجلت إسرائبل أول استخدام للمقاتلة في أيار/مايو 2018، وبعدها بخمسة أشهر سجل استخدام المقاتلة لأول مرة من قبل القوات الأمريكية في هجوم جوي على أحد مواقع حركة طالبان في أفغانستان، ويتراوح سعر المقاتلة الواحدة من مئة حتى 120 مليون دولار بحسب نوع النموذج.

وتتميز مقاتلة F-35 بإتاحة استعمالها من قبل قطعات الجيش البرية والبحرية والجوية، وهي مقاتلة شبحية تملك أنظمة إلكترونية متطورة عن الأجيال التي سبقتها، تصل سرعتها 1.200 ميل في الساعة بفضل محركها المتطور، وتتمتع بميزة الإقلاع والهبوط العمودي دون حاجتها لمدرج للهبوط أو الانطلاق، وتضم أجهزة استشعار متطورة تسمح لها بالتقدم في المعارك.

وتستطيع المقاتلات في حالتها الشبحية حمل ذخائر داخلية تزن نحو 5،700 باوند، وقد تحمل في وضعيتها القصوى ذخائر داخلية وخارجية بوزن 22 ألف باوند، ولديها أسلحة الحرب الإلكترونية التي تمكنها من تحديد وتتبع الأهداف المعادية، وتعطيل الهجمات، ومشاركة المعلومات مع الوحدات البرية والبحرية.

 

 

وتشارك الشركات التركية بنسبة كبيرة في صناعة الطائرة، إذ تقدم شركتا TAI وNorthrop Grumman صناعة وجمع مركز جسم الطائرة، وأبواب حظيرة الأسلحة، وأبراج حمولة جو – أرض لنقل المعدات، وتعتبر شركة Ayesas المورد الوحيد لوحدة إطلاق الصواريخ عن بُعد، ونظام عرض قمرة القيادة البانورامي، وتصنع Kale Aerospace الهيكل الميكانيكي للطائرات، وقطع تثبيت دواليب الطائرات في أثناء الهبوط، كما تشارك شركة Fokker Elmo بتقديم نسبة 40% من صناعة نظام الربط الكهربائي البيني السلكي لمحرك الطائرة، وتصنع شركة Alp Aviation الهياكل الميكانيكية للطائرات، وأجزاء معدات الهبوط، وأكثر من مئة قطعة للمحركات.

S-400.. أقوى منظومات الدفاع الجوي عالميًا

بدأت روسيا نهاية التسعينات العمل على تطوير منظومة الدفاع الجوي S-400 التي تعتبر المنظومة الأكثر تطورًا عن منظومة S-300 حيثُ عملت شركة ألماز للتصميم المركزي في روسيا على تطويرها، ودخلت الخدمة لأول مرة في الجيش الروسي في أيار/مايو عام 2007 بإعلان القوات الجوية الروسية دخولها الخدمة ضمن المناطق المحيطة بموسكو ووسط روسيا.

 

 

وتُعد S-400 نظامًا متنقلًا للدفاع الجوي قادرًا على كشف الأهداف الجوية على بعد 400 كم، ويمكنها التصدي لــ 80 هدفًا في وقت واحد عن طريق توجيه صاروخين أرض – جو لكل هدف، وتستخدم المنظومة أربعة صواريخ مختلفة تتوزع على الشكل التالي: صاروخ 40N6 بمدى 400 كم للأهداف بعيدة المدى، وصاروخ 48N6 بمدى 250 كم للأهداف طويلة المدى، وصاروخ 9M96E2 بمدى 120 كم للأهداف متوسطة المدى، وصاروخ 9M96E بمدى 40 كم للأهداف قصيرة المدى.

اقرأ/ي أيضًا: رهان موسكو الأخير.. المال مقابل السلام في إدلب

تبلغ سرعة الصاروخ 4.8 كم في الثانية مع قدرة الوصول للأهداف على ارتفاع 30 كم، وإمكانية التصدي للطائرات والصواريخ البالستية والصواريخ متوسطة المدى والطائرات المسيرة وغيرها من أنظمة الاستطلاع الجوية، ولديها القدرة على إطلاق ثلاثة أنواع من الصواريخ أرض – جو بقدرات مختلفة، وتتألف مكونات المنظومة من رادار الكشف، والبرج المتحرك، وقاذفة صواريخ مختلفة الأنواع، ومركز القيادة القتالية، ورادار عالي الارتفاع، وآخر متعدد المهام.

تُصنف مقاتلة لوكهيد مارتن إف-35 لايتنيغ الثانية، المعروفة اختصارًا F-35 كواحدة من أهم المقاتلات الحربية التي أنتجت خلال العصر الحديث

ويتكون النظام الأساسي للمنظومة من أربعة أقسام هي: رادار بعيد المدى يلاحق الأهداف وينقل المعلومات إلى مركز القيادة، ومركز تحديد الأهداف وعربة القيادة التي تعطي الأوامر بإطلاق الصواريخ، وعربة إطلاق الصواريخ وتحمل كل واحدة أربعة صواريخ، ورادار الملاحقة ومهمته توجيه الصاروخ نحو الهدف بعد إطلاقه، وتتميز بإمكانية عملها بشكل مستقل، وتلقي المعلومات من الخارج.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 "تجارة الأمن القومي".. صفقات السلاح تضخ المليارات في جيوب السيسي

إنفوغراف: ما هي حقيقة الميزان العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية؟