حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار متحور جديد من فيروس كورونا وذلك بعد أن تم رصده بشكل متزايد في كولومبيا والإكوادور، فيما تتجلى المخاوف من كون المتحور الجديد أظهر علامات على احتمال مقاومة اللقاحات. ومنذ ذلك الحين، كانت هناك تقارير متفرقة عن حالات مرتبطة بهذا المتحور في أمريكا الجنوبية وأوروبا. وقالت منظمة الصحة العالمية إنه تم التعرف على المتحور Mu variant لأول مرة في كولومبيا وذلك في شهر كانون الثاني/يناير من هذا العام. وفي حين أن الانتشار العالمي للمتحور Mu بين حالات المصابين بكورونا لا تتجاوز 0.1%، فقد زاد انتشاره باستمرار في كولومبيا. لكن وبالرغم من ذلك، أفادت وكالة الأمم المتحدة بأن التقارير المتعلقة بانتشار المتحور "مو" يجب تفسيرها مع الأخذ بعين الاعتبار قدرة المتحور المنخفضة في معظم البلدان.
تم رصد متحور جديد لفيروس كورونا انطلق من كولومبيا بعد أن تسبب الفيروس بوفاة ما يقرب من 125 ألف كولومبي
ويعتبر المتحور "مو" النوع الخامس من المتحورات الذي تراقبه منظمة الصحة العالمية، وحذرت وكالة الصحة في الأمم المتحدة من أن لديها عددًا من الطفرات التي تشير إلى أنها قد تكون أكثر مقاومة للقاحات، لكنها شددت على أنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من المراقبة والبحث لتأكيد ذلك. وفي هذا السياق، تظهر البيانات الأولية فعالية منخفضة للقاحات "مماثلة لتلك التي شوهدت لمتغير بيتا". غير أن الوكالة أعلنت أيضًا بأنه "ليس من الواضح ما إذا كان المتغير أكثر قابلية للانتقال، أو يسبب حالات أكثر خطورة من السلالة الأصلية لفيروس كورونا".
اقرأ/ي أيضًا: وسم "عهد الذل" يتصدّر مشهد السوشيال ميديا في لبنان
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية إنها ستراقب عن كثب متغير مو في أمريكا الجنوبية. واعتبارًا من 29 آب/أغسطس، تم تصنيف أكثر من 4500 إصابة بالمتحور "مو" وذلك بعد تحليل عينات من الفيروس مأخوذة من المرضى. وتم الإبلاغ عن معظم هذه الحالات في الولايات المتحدة 2065 إصابة، وكولومبيا 852 إصابة، والمكسيك 357 إصابة، وإسبانيا 473 إصابة. ويذكر بأن فيروس كورونا تسبب بوفاة ما يقرب من 125 ألف شخص في كولومبيا، في الوقت الذي تم تسجيل حوالي أقل بقليل من 5 ملايين حالة من الإصابة بالفيروس في البلاد (4 مليون و905 آلاف حالة)، فيما قامت السلطات ولغاية شهر آب /أغسطس بإعطاء ما مجموعه 27 مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
وأشار تقرير نشرته نيويورك بوست إلى أن المتحور الكولومبي، والذي جاءت تسميته نسبة إلى ظهوره في كولومبيا لأول مرة، قد انتشر في الولايات المتحدة الأمريكية وهو مسؤول عن حوالي 10% من الحالات التي تمت دراستها في مختبر علم الأمراض بجامعة ميامي في فلوريدا، بينما يشار إلى أن المتحور دلتا مسؤول عن 49% من الإصابات، فيما سجل المتحور البرازيلي 26% من الإصابات في الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب ما نقل موقع وكالة local 10 news.
في هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لشركة جاكسون ميموريال هيلث، كارلوس ميجوبا، "في الأسبوع الماضي، كان 10% من مرضانا مصابون بالمتحور الكولومبي"، وأضاف أن السبب يعود في ذلك إلى "السفر المستمر بين كولومبيا وميامي". من جهة ثانية، منسق الاستجابة لفيروس كورونا في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الدكتور جيف زينتس، أشار إلى أن 1 من كل 5 حالات على مدار الأسبوعين الماضيين في الولايات المتحدة كانت في فلوريدا. وقال زينتس "للأسبوع الثاني على التوالي، 1 من كل 5 حالات تحدث في فلوريدا وحدها، وداخل التجمعات، وتنتشر هذه الحالات في المقام الأول بين الأشخاص غير المحصنين بلقاح كورونا".
وتجدر الإشارة إلى كون منظمة الصحة العالمية لم تصدر بعد أي اسم طبي للمتحور الكولومبي على غرار ما فعلته مع بقية المتحورات مثل دلتا وبيتا وألفا وغاما. وعن العلاقة بين ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا وظهور متحورات جديدة، قالت المتخصصة في علم الأوبئة بجامعة جونز هوبكنز، جينيفر نوزو "كلما زاد عدد الأشخاص الذين نتركهم دون حماية من اللقاحات، زادت فرص ظهور المتحورات الجديدة من الفيروس".
ووفق ما نقله موقع ياهو، قال أخصائي الأمراض المعدية، ريتشارد ليسيلز، أنه لا ينبغي أن يشعر الناس بالقلق المفرط في هذه المرحلة، وأشار إلى أن المتغيرات تحتوي على المزيد من الطفرات التي ستظهر أكثر وأكثر. وأضاف ليسيلز في حديثه بالقول "إن ظهوره يخبرنا أن هذا الوباء لم ينته بعد وأن هذا الفيروس لا يزال يستكشف طرقًا لتحسين إمكانية إصابتنا بالعدوى". أما المتغيرات المثيرة للقلق فهي متغير ألفا الذي تم رصده في 193 دولة، ومتغير بيتا عبر تسجيله في 141 دولة، ومتغير غاما في 91 دولة، ومتغير دلتا في 170 دولة، والمتحور "مو" هو المتحور الخامس الذي يأخذ الاهتمام من قبل علماء الأوبئة.
اقرأ/ي أيضًا: