07-أغسطس-2021

صورة أرشيفية من مجاعة 1968 في نيجيريا (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

حذرت منظمات إنسانية من أن 2.3 مليون من الأطفال والشباب قد يعانون من الجوع في شمال شرق نيجيريا بعدما أجبر فصيل متمرد المزارعين على الفرار من حقولهم مما يهدد بوضع المنطقة على شفير نقص حاد في الغذاء. وقدرت منظمة Save The Children"" أن 700 ألف طفل دون سن الخامسة هم من بين 2.3 مليون طفل متضرر، ودعت الحكومة إلى حماية المزارعين وتخصيص المزيد من الموارد للمنطقة. زمن جهته، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بأن عدة عوامل طارئة كتغير المناخ وانعدام الأمن وانتشار فيروس كورونا وضعت كلها المنطقة على شفير تنعدام الأمن الغذائي الكارثي، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.

أدت عدة عوامل طارئة كتغير المناخ وانعدام الأمن وانتشار فيروس كورونا إلى تنامي التهديد بالمجاعة في شمال نيجيريا خاصة بين الأطفال

هذا وتصاعدت الهجمات المسلحة في شمال شرق البلاد في الأشهر الأخيرة، وتم الإعلان عن قتل عشرات من الجنود والمدنيين في العديد من الهجمات والتي طالت أيضًا الكثير من المزارعين. ويذكر أن الصراع المستمر منذ أكثر من عقد أدى إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين. وقد خاضت قوات الأمن النيجيرية في المنطقة حربًا استمرت لأكثر من عقد ضد منظمة بوكو حرام وفرعها الأقوى الآن، ولاية غرب إفريقيا الإسلامية. غير أن المستجدات الأن تشير إلى انضمام عوامل أخرى تهدد حياة ملايين إضافية من السكان ومنها تضخم أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء نيجيريا مما يعيق إمكانية السكان في تأمين الطعام لأسرهم.

اقرأ/ي أيضًا: سلسلة أحداث تنشط التفاعل عبر وسم "التطبيع خيانة"

كما نقل موقع توداي أونلاين عن القائمة بأعمال المدير القطري لمنظمة Save the children في نيجيريا، شانون وارد، في بيان قولها "نحن قلقون للغاية من أن يؤدي ذلك إلى أزمة غذائية أكبر في شمال شرق البلاد"، وأضافت "لقد مر ملايين الأطفال بالفعل بعقد من المعاناة والعنف والأزمات الإنسانية"، وأشارت إلى أن" عشرات الآلاف ماتوا، ورأى الكثيرون كيف أن حقوقهم في الحياة والتعلم والأمن والحماية مهددة بالخطر"، وتابعت حديثها قائلة "إن الخسارة المبلغ عنها لسبل العيش والأراضي والمحاصيل الزراعية، إلى جانب تأثيرات كوفيد-19 تتجاوز ما يمكن أن يتحمله المجتمع". ووفقًا للمنظمة المذكورة فإن 13 مليون طفل دون سن 18 عامًا يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء، بينما يشار أيضًا وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، إلى وجود حوالي 10.5 مليون طفل خارج المدرسة في نيجيريا، بحسب ما ورد في تقرير للجزيرة إنجليزية.

بينما صرح منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لنيجيريا، إدوارد كالون، أن حوالي 4.4 مليون شخص معرضون لخطر نقص حاد في الغذاء، وأشار إلى كون "التهديد المتزايد لانعدام الأمن الغذائي الكارثي وصل إلى أسوأ حالاته منذ خمس سنوات". وأضاف كالون إلى أنه بدون المساعدة الإنسانية في ولايات بورنو وأداماوا ويوبي، سيكافح الملايين لإطعام أنفسهم، وتابع حديثه بالقول "يأخذ الآباء أطفالهم خارج المدرسة للتسول من أجل البقاء على قيد الحياة. بينما شاركت النساء قصصهن بالقول أنهن يلجأن إلى أكل العشب"، بحسب ما نقل موقع ياهو. وتأتي الأزمة في نيجيريا في وقت يواجه فيه العالم أكبر أزمة جوع في القرن الحادي والعشرين، حيث يوجد ما يقدر بنحو 5.7 مليون طفل دون سن الخامسة على شفير المجاعة في جميع أنحاء العالم، بحسب ما نقل موقع msn News.

ومنذ أن ضرب فيروس كورونا أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، ارتفعت أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية مثل البيض والبصل وزيت النخيل بنسبة 30% فيما سجل التضخم ما يقرب من 70%. من الأمثلة التي توضح حجم المشكلة في نيجيريا تجربة الحلاق شيهو إسماعيل غباديبو، الذي يعمل منذ أكثر من 20 عامًا في كشكه المستأجر في إحدى ضواحي لاغوس، وكان المال الذي يجنيه يكفيه لدفع الفواتير وتخصيص بعض المدخرات، أما الآن فيعتمد على الطعام المتبرع به وأحيانًا يقوم شيهو بخفض عدد الوجبات اليومية كي يوفر الطعام لأسرته. فلم يعد بإمكان ملايين النيجيريين، مثل غباديبو، إطعام أنفسهم أو عائلاتهم بشكل دائم ومضمون. فما يقرب من 18% من الأسر في نيجيريا لديها شخص بالغ واحد على الأقل لا يأكل في اليوم سوى وجبة واحدة، مقارنة بنسبة 6% قبل انتشار الوباء، وفقًا للبنك الدولي، بحسب ما نقل موقع توداي أونلاين.

وكانت قد حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، في وقت سابق من آيار/مايو 2021، بأنه ما لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة، وما لم يتم اتخاذ إجراءات إنسانية تركز على المرونة، فإن ملايين النيجيريين سيعانون من المجاعة بين شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس 2021. وذلك في الوقت الذي يستمر فيه العنف المتزايد والنزوح القسري في التأثير على الوضع الإنساني في شمال شرق البلاد تحديدًا، حيث النقطة الساخنة الرئيسية للنزاع المسلح. 

أما فيما يتعلق بتأثير تغير المناخ على الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، قالت الفاو إنه يؤثر على الأمن الغذائي والتغذية، مع تدهور حالة الأمن الغذائي وزيادة خطر المجاعة في مناطق ولايات عديدة، واعتبرت بأن توفير المدخلات واللوازم الزراعية للأسر الأكثر فقرًا وهشاشة في الوقت المناسب لمواسم الزراعة أمر بالغ الأهمية لزيادة توافر الغذاء والوصول إليه بسرعة، بحسب ما نقل موقع The Gistday.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

دراسة تحليلية تشير إلى تزايد مخاطر الفيضانات حول العالم بفعل تغير المناخ

دراسة تتناول أثر جائحة كوفيد -19 وزيادة الوقت أمام الشاشات على ضعف نظر الأطفال