17-مارس-2017

خدمت السوشيال ميديا المصريين في ثورتهم ولإيصال صوتهم (Getty)

ورد في التقرير الذي نشره معهد رويترز للدراسات الإعلامية أن إسبن إيجل هانسن، رئيس تحرير جريدة Aftenposten، قد وجه رسالة مفتوحة إلى مارك زوكربرج ينادي فيها بشفافية أكبر ومسؤولية أعلى في تداول الأخبار على موقعه الأشهر عالميًا فيسبوك. وقال له: "أنت أكثر محرري العالم نفوذًا"، وبينما يصر زوكربرج أن فيسبوك ليس شركة إعلامية، الكثير من موظفيه بدؤوا يتساءلون ما هي مسؤولية مشروعهم فيما بعد إبقاء الناس متصلين بالشبكة؟، العام 2016 انتهى بينما لا يزال فيسبوك يتصدر أعلى المراكز بصفته رائدًا إخباريًا.

في مصر، كانت مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة موقعي فيسبوك، المساحة البديلة للإعلام المنحاز للسلطة

والحقيقة أننا في مصر ندين لمواقع التواصل الاجتماعي وبصفة خاصة موقعي فيسبوك وتويتر لكونهم أصبحوا المساحة البديلة للإعلام الرسمي في مصر، القادرة على إيصال صوت الناس للسلطات وأحيانًا تغيير مسار الأحداث. إذ إن هناك عدة أحداث في مصر كان لصوت الناس على مواقع التواصل الاجتماعي دور فيها بإحداث التغيير، ولو لبعض الوقت، في مسار الأحداث العام.

اقرأ/ي أيضًا: كيف تؤثر "السوشيال ميديا" على الحقائق؟

أولاً: قضايا المعتقلين

الإفراج عن إسراء الطويل جاء بعد سلسلة طويلة من التنديد والغضب قام بها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر مغردون الإفراج عن إسراء محاولة من النظام لتنفيس الغضب المتراكم على سياسات النظام "القمعية" ضد قطاعات من الشباب المصري.

وعلى الرغم من أن الإفراج الصحي عن إسراء تبعه الإقامة الجبرية في منزلها تحت إشراف الجهات الأمنية وأن أي خروج من المنزل لتلقي العلاج يأتي عبر طلب مقدم للجهات الأمنية مسبقًا، إلا أن خروج إسراء من السجن وقتها كان استجابة لضغوط أرادت السلطات تقنينها، حتى لا يظهر وكأن الأمر جاء امتصاصًا لغضب الناس.

نذكر أيضًا العفو عن سناء عبد الفتاح وعمر حاذق، الذي بدا وكأنه عفو رئاسي عن مجموعة من الأسماء رغم أنها كانت قد أوشكت على الانتهاء الفعلي من مدتها ولكن الحكومة قد وضعتها من أولوياتها بسبب الضغوط الشعبية على إطلاق سراح مثل هذه الأسماء.

الشاب محمد محمود أو الشهير على مواقع التواصل الإجتماعي بمعتقل التيشرت، حيث تم اعتقاله احتياطيًا لأكثر من عامين وقامت منظمات عالمية ومحلية على شبكات التواصل ومن خلال الإنترنت بالدعوة إلى الإفراج عنه لأن اعتقاله أصلًا كان خرقًا للقانون بصفته قاصرًا.

ثانياً: قضايا اجتماعية وإعلامية

فضيحة الأداء المخزي للصحفية شيماء عبد المنعم، الصحفية باليوم السابع، والتي سافرت لتغطية حفل الأوسكار فبدا أداؤها مثيرًا للسخرية وتبادل نشطاء مواقع التواصل الإعلامي سؤالها لليوناردو ديكابريو بسخرية، حتى خرجت في النهاية تعلن أسفها على سوء أدائها الإعلامي بسبب ما أثارته من سخرية وما أسماه البعض بالعار.

انقلاب السوشيال ميديا على ريهام سعيد بعد نشرها صورًا خاصة لضيفة في إحدى حلقات برنامجها أدى إلى إيقاف البرنامج والإعلانات المرافقة

اقرأ/ي أيضًا: لبنان: "جدار العار" يشعل جبهات الـ"سوشيال ميديا"

برنامج ريهام سعيد الذي يُعرض على قناة النهار كان من البرامج التي تحتل أعلى مشاهدة، إلى أن عرضت يومًا ما قصة فتاة تعرضت للتحرش بأحد المراكز التجارية، ثم حصلت على الهاتف المحمول الخاص بها المسجل به واقعة التحرش، ووجدت عليه صورًا للفتاة "غير محتشمة"، حسب تعبير سعيد، فانقلبت عليها واتهمتها بأنها غير محترمة، لكن السوشيال ميديا انقلبت على ريهام سعيد.

ودعا النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة البرنامج والمنتجات التي تذيع إعلاناتها ضمن البرنامج مما جعل المُعلنين يمتنعون عن الإعلان ضمن البرنامج المذكور وأوقفت القناة البرنامج ورفعت الفتاة قضية على ريهام سعيد، حصلت بموجبها على حكم سنة وغرامة عشرة آلاف جنيه.

ونتذكر أيضًا قصة سارق الشوكولاتة من المحلات التجارية في مصر، وقيل في هذه القصة إن الرجل سرق الحلوى لأن ابنه أرادها، مما نشر دعوات التعاطف معه على فيسبوك، والتي وصلت إلى استعداد أحد أصحاب الشركات إلى توفير الشوكولاتة لابنه مدى الحياة، قبل أن يعلن أصحاب المحلات في اعترافات غريبة تم تداولها أن الرجل من معتادي السرقة.

ويمكن القول إن السوشيال ميديا أصبحت اليوم "كلب الحراسة" على المصلحة العامة على الرغم من الانتقادات العديدة الموجهة لمنصات هذه المواقع كونها غير محايدة وغير احترافية، إلا أنها في كثير من الأحيان مثلت صوت الناس الحقيقي الذي أجبر وسائل الإعلام التقليدية على السير وفقًا لها لمواكبة الحدث.

اقرأ/ي أيضًا:

5 إعلانات رمضانية تتصدر الجدل في "السوشيال ميديا"

12 قاعدة لاستخدام السوشيال ميديا في البحث عن وظيفة