11-يوليو-2020

أكبر منشأة نووية إيرانية ستتوقف عن العمل لعامين (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

يبدو أن تداعيات الانفجار الذي وقع في منشأة نظنز للطاقة النووية في إيران، كان على عكس ما أعلنت عنه السلطات الإيرانية، التي صرحت أن الأضرار ستكون آثارها مرتبطة بإبطاء مؤقت لسير عملية إنتاج أجهزة الطرد المركزية، بعدما كشفت تقارير صحفية عن أن إصلاح الأضرار الناجمة عن التفجير قد تستغرق ما يصل إلى عامين للشروع بإعادة الإنتاج.

كشفت تقارير صحفية عن أن إصلاح الأضرار الناجمة عن التفجير في منشأة نظنز النووية قد تستغرق ما يصل إلى عامين للشروع بإعادة الإنتاج

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نقلًا عن مسؤولين في جهاز الاستخبارات الأمريكية إن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن منشآة نظنز تحتاج إلى ما يصل عامين لإعادة البرنامج النووي الذي كانت تعمل عليه كما كان قبل التفجير، مشيرةً إلى أن الأقمار الصناعية كشفت عن أضرار كثيرة في موقع التفجير.

اقرأ/ي أيضًا: في أول رد إيراني على حريق نطنز: طهران تؤكد امتلاكها صواريخ على ساحل الخليج

 كما أوضحت الصحيفة الأمريكية أن إحدى الدراسات العامة الموثوقة أشارت إلى حاجة طهران لأكثر من عام أو ما يزيد عن ذلك حتى تتعافى قدرتها على إعادة إنتاج أجهزة الطرد المركزية من نظنز، أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في البلاد على بعد 250 كم جنوبي العاصمة طهران، على خلفية التفجير الأخير، والذي جاء ضمن سلسلة من تفجيرات وحرائق غامضة ضربت منشآت عسكرية وطبية في عموم إيران مؤخرًا.

فيما كانت السلطات الإيرانية قد نفت ما تناقلته وسائل إعلام محلية عن سماع دوي انفجارات قوية في مدينتي القدس وغرمدره غربي طهران، مما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقتين، من دون تحديد موقع هذه الانفجارات، فيما أشارت الصحيفة الأمريكية في تقريرها إلى أن مصدر الانفجار يبدو أنه كان قاعدة صاروخية، لافتة إلى أنه في حال صحة المعلومات المرتبطة بالانفجار الأخير فإن ذلك سيؤدي إلى زعزعة ثقة الإيرانيين بأمان منشآتهم الصاروخية والنووية.

بينما يبين التقرير أنه رغم التصريحات القليلة الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين بشأن الانفجار، فإن مسؤولين غربيين توقعوا أن يكون الانتقام الإيراني على التفجيرات الأخيرة من خلال استهداف القوات الأمريكية المتواجدة في العراق، أو بشن هجمات إلكترونية بشكل مشابه للهجمات التي نفذت العام الماضي باستهداف المؤسسات المالية الأمريكية، أو الهجوم الذي نفذ مؤخرًا باستهداف نظام إمدادات المياه في إسرائيل.

تنقل الصحيفة الأمريكية عن بعض المسؤولين الغربيين أن الاستراتيجية الأمريكية – الإسرائيلية المستخدمة في الصراع مع طهران، آخذة بالتطور إلى سلسلة من ضربات سرية لا تتسبب في النهاية باندلاع حرب بين جميع الأطراف، بقدر ما أنها تهدف للقضاء على أبرز جنرالات الحرس الثوري، وإبطاء عمل المنشآت النووية لإيران.

وبحسب توقعات خبراء فإن الخطوة المقبلة قد تتمثل باستهداف ناقلات النفط الإيرانية المتجهة إلى فنزويلا، وهو ما يمثل تحديًا لتعهدات الإدارة الأمريكية بعدم السماح لطهران بشحن حمولة النفط الإيراني، والذي ترى فيه انتهاكًا للعقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا، غير أن النهج الأمريكي المتشدد يرى محللون أنه قد يؤدي في النهاية إلى دفع طهران إلى تطوير برنامجها النووي بمزيد من السرية، مما يجعله صعب الاكتشاف.

يتحدث بعض المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين وخبراء في الأمن الدولي عن وجود ترجيحات في طهران تدور في إطار خسارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، وأن يعمل منافسه الديمقراطي جون بايدن على إعادة إحياء شكل ما من أشكال التفاوض بشأن الاتفاق النووي، والذي وقع مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما قبل خمسة أعوام.

يتحدث بعض المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين وخبراء في الأمن الدولي عن وجود ترجيحات في طهران تدور في إطار خسارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة 

لكن ذلك لا يعني أن طهران لن ترد على الهجمات الأخيرة التي وضعتها "تحت ضغوط داخلية وخارجية شديدة"، مع استمرار الضغط على صادراتها النفطية لإرغامها على العودة إلى طاولة المفاوضات، وتشير نيويورك تايمز إلى أن كبار مستشاري إدارة ترامب للأمن القومي يفكرون في توقيت وكيفية المواجهة مع إيران، بالأخص بعد تأكيدات الاستخبارات الأمريكية أن أصول الشحنة النفطية التي في طريقها إلى كاركاس تعود إلى الحرس الثوري الإيراني المدرج على لائحة التنظيمات الإرهابية في واشنطن.

اقرأ/ي أيضًا: جواد ظريف: الاتفاق النووي ليس علاقة غرامية!

وفيما تسعى الإدارة الأمريكية لإيقاف الشحنة بالتعاون مع السلطات اليونانية لإفراغها من الوقود، الأمر الذي ردت عليه طهران بأنه سيكون بمثابة "قرصنة"، فإن الإدارة الأمريكية باتت أمام تخوفات مرتبطة بنقل القوات البحرية الإيرانية للحمولة النفطية إلى سفينة أخرى، بينما ليس من الواضح ما يمكن أن تفعله القوات البحرية الأمريكية المتمركزة في منطقة الخليج في تلك الحالة.

تختم نيويورك تايمز تقريرها بالإشارة إلى أن من بين الترجيحات التي تدور أيضًا في إطار الرد الإيراني على الهجمات الأخيرة، تنفيذ فصائل الحشد الشعبي الموالية لطهران المزيد من الهجمات الصاروخية ضد السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، أو عبر استهداف القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي في مطار بغداد الدولي، وفي جميع الأحوال تقول الصحيفة إن الهجمات الصاروخية الأخيرة كانت مزعجة  للسلطات الإيرانية أكثر من الأضرار التي سببتها.