17-ديسمبر-2018

أمير قطر يفتتح منتدى الدوحة (CGTN)

ألترا صوت - فريق التحرير

يمثل منتدى الدوحة ملتقى سنويًا لإدارة حوار واسع ومتنوع حول هموم وقضايا تشغل المجتمع العالمي. وانعقد المنتدى هذا العام، 2018، في دورته الـ18، تحت عنوان "صنع السياسات في عالم متداخل"، بمشاركة طيف واسع من المفكرين والسياسيين والأكاديميين والإعلاميين ورواد الأعمال، عطفًا على حضور ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، على أمل تمتين الروابط والعلاقات الدولية لبناء مجتمعات مدفوعة بالعمل.

انعقد منتدى الدوحة لهذا العام 2018، في دورته الـ18، تحت عنوان "صنع السياسات في عالم متداخل"، بمشاركة مفكرين وسياسيين وإعلاميين

وغصت الدوحة الأيام الماضية بنشاط سياسي وفكري هائل على شرف المنتدى، الذي تركز جهد ونقاش ضيوفه بصورة أكثر ديناميكية على أوجه الترابط والتداخل في عملية صياغة السياسات، والتحولات العميقة التي أفضت إليها العولمة، كسمة بارزة لهذا القرن، أخذتها دورة المنتدى في عين الاعتبار.

اقرأ/ي أيضًا: حوار أمير قطر مع "سي بي إس".. صراحة تُجلّي مواقف الدوحة وسياساتها

إعادة النظر في النظام العالمي

ولعل أبرز الأسئلة الشائكة التي أُدير حولها حوار عاصف، هي إعادة النظر في النظام العالمي: الجهات الفاعلة القديمة، والتحالفات الجديدة، إضافةً للتنبؤ بإمكانية أن تحلّ مكان التحالفات الإقليمية القائمة، تحالفات عبر القارات والأمم. 

كما طرحت النقاشات تساؤلًا عما إذا كنا نشهد نماذج جديدة من التحالفات سوف تدوم، أم أنها مجرد حالة نادرة أخرى في نظامنا البيئي الجغرافي والسياسي. إلى جانب النقاشات حول إمكانات النمو لدى الأسواق الناشئة، وأثرها على الاقتصاد العالمي. كما تعرض المنتدى لقضايا عربية مثل أطروحة النضال في سبيل العدالة، مع نمذجة فلسطين وسوريا واليمن.

جملة تحديات مركبة

خاطب أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الحضور في مفتتح الدورة، مارًا على جملة من التحديات الراهنة، في مجالات السياسة والتجارة والعلاقات الدولية، معربًا عن حرص بلاده على إبقاء منابر الحوار ومنصات التواصل فعالة ومنفتحة لتبادل الآراء في بيئة حرة للجميع، على اختلاف انتماءاتهم الفكرية ورؤاهم السياسية. 

كما أشار الأمير تميم إلى أزمة حصار قطر، مؤكدًا أن موقف بلاده لم يتغير من الأزمة، مشددًا على أن "حل الأزمة الخليجية برفع الحصار، وحل الخلافات بالحوار القائم على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

واعتبر أمير قطر أن التطور التكنولوجي والفضاء الإلكتروني المفتوح، جعل من الصعب احتكار الكلمة وتكميم الأفواه، قائلًا إن "القمع والاستبداد وازدواجية المعايير وانتهاك حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، أصبحت تمثل تهديدًا للإنسانية".

كما عدد أمير قطر جملة من التحديات والأزمات في الشرق الأوسط، أبرزها القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وحرب العراق، والانتفاضات العربية. ولم يفته الإشارة في حديثه إلى مشاكل الهجرة والبطالة وقضايا الأمن المجتمعي والأمن الغذائي، مؤكدًا على فكرة أن الاستقرار لا يمكن أن يقوم على القمع والظلم، وأن السلم الحقيقي هو القائم على العدل لا على الاحتلال.

مشاركة شخصيات فاعلة

ولعل أهمية منتدى الدوحة هذا العام، وبخلاف الأفكار والقضايا التي أثارها؛ تمثلت في مشاركة شخصيات مؤثرة على الصعيد العالمي والإقليمي، ما أتاح فرصة قيّمة لتبادل الآراء، والتعويل على الحوار في حل المشكلات. وكان من أبرز ضيوف المنتدى: الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ورئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ماريا فرناندا إسبينوزا، والرئيس الإكوادوري لينين مورينو، ورئيس وزراء الصومال حسن علي خيري، إلى جانب وزراء خارجية تركيا وإيران ورومانيا، وغيرهم من المسؤولين.

ومع الأوراق المطروحة، شددت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا فيرناندا إسبينوزا على أهمية دعم حقوق الإنسان ودعم محادثات السلام والوساطات لتجنب معاناة الناس. وأشارت إسبينوزا إلى أن نحو 70 مليون شخص اضطروا للفرار من مواطن إقامتهم هذا العام. 

منتدى الدوحة
شارك الأمين العام للأمم المتحدة في منتدى الدوحة 2018

كما تطرقت للحديث عن التغيرات المناخية، معتبرة أنها تسهم كذلك بدورها في دفع الملايين لحركات نزوح كبيرة، ومن ثمّ تؤكد على أن الالتزام بالحفاظ على البيئة، هو أمرٌ ذو حيوية كبيرة، لتجنب الهجرات الواسعة التي يُحركها الفقر والجوع. 

فيما شدد الرئيس الإكوادوري لينين مورينو، عن ضرورة تكاتف الجهود العالمية لمواجهة الفساد الذي يضرب الديمقراطية والمجتمعات في مقتل، ويؤثر عليها تأثيرًا سلبيًا.

مقابلات مع صناع الأخبار

وتضمنت مناقشات اليوم الأول قراء سياسية حول عالم متداخل، ومقابلة مع صناع الأخبار، تضمنت مقابلة مع بريت ماكغورك المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة داعش، وفلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب. بالإضافة إلى مقابلة أخرى مع أحد صناع الأخبار، تحدث فيها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حول تجربته في العمل العام.

واختتمت الجلسات لليوم الثاني والأخير بالنظر إلى آفاق التجارة الدولية والاستثمار، عطفًا على مقابلة مهمة مع نادية مراد الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2018، والتطرق إلى تجارب النضال في سبيل العدالة، كما هو الحال في فلسطين.

لعل أهمية منتدى الدوحة هذا العام، إلى جانب الأفكار والقضايا التي أثارها؛ تمثلت في مشاركة شخصيات مؤثرة على الصعيد العالمي والإقليمي

واختتمت الجلسات بنقاش مستفيض حول الكيفية المناسبة لخدمة المجتمع الدولي للمحتاجين بشكل أفضل. وقد تناول المنتدى أكثر من 25 جلسة على مدار يومين، كان آخرهما أمس الأحد، 17 كانون الأول/ديسمبر 2018. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

وزير خارجية قطر من منتدى دراسات الخليج: لن نكون معول هدم مجلس التعاون

أمير قطر: نحارب الإرهاب بلا هوادة وندعم المقاومة وحرية التعبير