09-يوليو-2019

احتفالات لاعبي المنتخب المدغشقري (Getty)

فاجأت مدغشقر جميع متابعي كأس الأمم الإفريقية 2019، بتأهلها إلى ربع نهائي المسابقة بعد فوزها على الكونغو بالركلات الترجيحية في المباراة التي انتهى وقتها الأصلي بالتعادل 2-2.

فاجأت مدغشقر جميع متابعي كأس الأمم الإفريقية 2019، بتأهلها إلى ربع نهائي المسابقة بعد فوزها على الكونغو

واستطاعت مدغشقر الوصول إلى ربع النهائي في الوقت الذي فشلت فيه منتخبات كبيرة في الوصول إلى دور الثمانية، وخرجت من دور الـ16، أبرزها مصر، المضيفة وصاحبة الرقم القياسي بسبعة تتويجات بالبطولة، إضافة إلى الكاميرون حاملة اللقب، والمغرب التي تعرضت لخسارة مفاجئة أمام بنين في ركلات الترجيح.

اقرأ/ي أيضًا: انتصارات وهميّة أطاحت بالفراعنة.. واستقالات جماعية بعد الهزيمة التاريخية

معجزة "الباريا"

منتخب مدغشقر الملقب بـ"الباريا"، وهو أحد أنواع الجواميس المتواجدة بشكل كبير هناك؛ لم يسبق له أن تأهل إلى البطولة من قبل، كما لم يسبق له أن شارك في كأس العالم.

منتخب مدغشقر

وتعتبر كرة القدم اللعبة الشعبية الثانية في مدغشقر بعد لعبة الرغبي، اللعبة الأشهر في حوض المحيط الهندي الذي تطل مدغشقر عليه. ولا تحصل الكرة هناك على أي شكل من أشكال الدعم، ويعود ذلك إلى الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه البلاد، حيث يرزح أكثر من 70% من السكان تحت خط الفقر.

ويتسع أكبر ملاعب مدغشقر لـ20 ألف متفرج فقط، وهو ملعب بلدية مهاميسينا. وقد شيّد بالأساس ليكون ملعبًا للرغبي، قبل أن يتم تطويره وإعادة تأهيلة ليصبح ملعب كرة قدم وألعاب قوى.

الجهد والتأهل

وفي عام 2014 احتلت مدغشقر المركز 190 في تصنيف الفيفا لمنتخبات كرة القدم، قبل أن تشهد كرة القدم هناك تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. وقد استفادت الدولة الجزرية في رفع الاتحاد الأفريقي لعدد المنتخبات المشاركة في البطولة لـ24 منتخبًا، ليُفسح لها المجال بالتأهل إلى بطولة 2019 بعد أن جاءت ثانيًا بعد السنغال في المجموعة التي ضمتهما إلى جانب السودان وأفريقيا الوسطى.

وقبل انطلاقة بطولة أفريقيا، كانت كل الترجيحات تشير إلى أن مشاركة منتخب مدغشقر في البطولة ستكون من باب تأدية الواجب، وأن المنتخب سيكون "حصالة " مجموعته، بسبب قلة خبرة لاعبيه، على عكس منتخبات أفريقية أخرى تمتلك لاعبين محترفين في كبرى الأندية الأوروبية.

لكن مدغشقر فاجأت الجميع، ونجحت في انتزاع صدارة المجموعة الثانية من نيجيريا المرشحة للقب، بعدما فازت عليها 2-0، وحصدت سبع نقاط من تعادل وانتصارين في مشاركتها الأولى تاريخيًا.

وبالرغم من هدف التعادل القاتل الذي سجله مبيمبا للكونغو في الدقيقة 90، إلا أن لاعبي مدغشقر نجحوا في تسجيل الركلات الترجيحية الأربعة، ليحسموا النتيجة، ويهدوا بلادهم تأهلًا تاريخيًا.

وقال مدرب المنتخب، الفرنسي نيكولاس ديبوي بعد المباراة: "أريد أن أهنئ اللاعبين على العقلية التي أظهروها بعد الهدف القاتل الذي تلقيناه، وثباتهم وإصرارهم على الفوز"، مضيفًا: "لقد جلبنا الفرح لـ25 مليون مواطن في مدغشقر، سنبذل ما يوسعنا للوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولة".

حكاية جميلة

تُسطّر مدغشقر اليوم حكاية جميلة أخرى في كرة القدم، تثبت من خلالها إمكانية النهوض لتحقيق ما يعتبره كثيرون معجزةً رياضية، فقد تحولت مدغشقر لبلد مغمور كرويًا، إلى حديث الصحافة العالمية التي أشادت بالإنجاز الكبير الذي تحقق.

وبعد المباراة التي صعدت بها مدغشقر إلى ربع النهائي، قال مدافع الفريق باسكال زرانكيانانا: "هذا الفوز لن يمنع الجوع والفقر عن أهالي بلدنا. لكنه سيجعل شعبنا يشعر بالفخر والكرامة، لقد بكينا بفرح بعد المباراة".

تُسطّر مدغشقر اليوم حكاية جمية أخرى في كرة القدم، تثبت من خلالها إمكانية النهوض لتحقيق ما يعتبره كثيرون معجزةً رياضية

بعد المباراة احتفل اللاعبون مع القليل من جماهيريهم ممن استطاع الحضور مع المنتخب. وغنى الجميع: "Barea Vonona"، أي "باريا جاهزة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

تألّق لافت لمحاربي الصحراء.. ومدغشقر تواصل مفاجآتها بكأس أمم أفريقيا

عودة الهيبة لنسور قرطاج.. تونس إلى ربع نهائي كأس أفريقيا على حساب غانا