17-أغسطس-2016

أسر سورية تفر من بلدة منبج (DELIL SOULEIMAN/AFP/Getty)

منبج في قبضة "قوات سوريا الديمقراطية"، أو بالمعنى الأصح، تحت سلطة "وحدات حماية الشعب" الكردية. سيطرة جاءت عقب معارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، خسر فيها الطرفان عناصرًا وعتادًا وذخيرة، هذا هو الجانب الذي يطغى على المشهد الإعلامي. لكن ما تبعات سيطرة الوحدات الكردية على منبج وقراها، إلا أن مسعى الوحدات إنشاء كيان كردي في شمال سوريا، وهو ما تؤكده مصادر عدّة، في الوحدات نفسها، التي تريد أن تظهر وجهها على غير حقيقته.

ما حصل في منبج، احتلال أصفر، يشبه سابقه الاحتلال الأسود، وأتباع الثورة السورية يبكون دمًا، على مدينة خرجت الشعراء والقادة، وحتى الفنانين، أي دولة، أو كيان سيؤسس، سيكون على دماء السوريين، لا دولة كردستانية في سوريا، لأنها قطعة واحدة، وإن تعددت الطوائف فيها.

الغدر الكردي من قبل الوحدات لا ينسى، والمعارضة لا تنسى، ولعل صالح مسلم لا ينسى أيضًا (منغ، تل رفعت، الكاستيلو، وبني زيد) وغيرها الكثير

اقرأ/ي أيضًا: منبج.. هل تسقط "لندن الصغرى" بيد الأكراد؟

العامل الأساس في السيطرة على منبج، سيفتح الباب على مصراعيه، أمام المعارضة السورية، بعد أن أضحت في أقوى حالاتها، مستثمرة التقارب التركي-الروسي، كون الأول يتقاطع بوجهات عدّة مع الفصائل العسكرية المنضوية تحت راية "جيش الفتح"، الذي أعلنها بشكل غير مباشر "ملحمة"، وإن اللبيب من الإشارة يفهم.

الغدر الكردي من قبل الوحدات لا يُنسى، والمعارضة لا تنسى، ولعل صالح مسلم لا ينسَى أيضًا (منغ، تل رفعت، الكاستيلو، وبني زيد) وغيرها الكثير، ما يجعلها كافية لامتداد الملحمة إلى الشقيق "العدو الكردي"، ليس كل الكرد، فمنهم الصالح، لكن الأبواق والجرائم التي اقترفوها باتت توحد المسمى.

لست بصدد الدفاع عن تنظيم الدولة، وهو الذي هجرني وأهلي، لكن التاريخ لا ينسى، وفاتورة التقارب التركي-الروسي، ستكون باهظة على أكراد سوريا، لأن الأتراك لا يمكن أن يثقوا أو «يطيقوا» كرد سوريا، لا مصالح ولا وجهات متقاطعة، جمهورية "مهاباد" كانت الدرس الذي يتوجب على الأكراد تعلمه، لكن لا تعلم ولا حتى عبرة، فالأعين تنصب لما سيكون المصير الذي يلاحقهم.

وإن كان التقارب التركي-الروسي لا يقوم على حساب الأكراد، لكن ما يجري في حلب، كفيل بأن يكون المحور الرئيسي، في محاربة من غزوا واحتلوا وهجروا وقتلوا باسم الديمقراطية. نعم إنها ديمقراطية صالح مسلم وهيثم مناع، وأتباع "بي كي كي"، التاريخ يعود بنفسه، وسيعاد على بيع الأكراد في الميزان التركي، بيع سيكون باهظًا، ودرسًا لن ينسى، ولن يكون إلا لصالح أجندات تقول إنني الثورة السورية، التي تزين بها صالح مسلم، لأن الاحتلال الأصفر سيزول لا محال، ويعود ما كان يرفرف في (منبج، الباب، الرقة، ودير الزور)، ولعل الأيام القادمة حبلى بمفاجآت جمَّا، والقول الفصل للبارود الذي يقتل ويسحق كل من نادى بموت السوريين وثورتهم.

اقرأ/ي أيضًا:
دولة الأكراد في سوريا.. أقرب من أي وقت مضى
نوّاب سنة وكرد يخشون العودة إلى بغداد